"كش ملك" سلاح طفلة فلسطينية لاعتلاء عرش الشطرنج

جنى أحمد عثمان تشكو من قلة الاهتمام، وشح الإمكانيات.
الجمعة 2022/01/14
بطلة بلا مدرب

تعشق الطفلة الفلسطينية جنى عثمان لعبة الشطرنج، وجعلت من التحدي عنوانا بارزا في مسيرتها، والتي على الرغم من حداثتها، فإنها غنية وحافلة بالألقاب، التي حتما ستزداد بطولة بعد بطولة، بهدف تشريف بلادها عربيا ودليا.

نابلس (الضفة الغربية) ـ على قدم وساق تبذل الطفلة الفلسطينية جنى أحمد عثمان (12 عاما)، جهودا في تدريبات مكثفة للمشاركة في البطولة العربية للشطرنج، في مارس القادم بالعاصمة العراقية بغداد.

وتطمح الفتاة المصنفة الأولى فلسطينيا لفئة ما دون الـ13 عاما، بأن تحصل على مركز متقدم لبلادها في تلك البطولة، كما أنها تأمل أيضا بحصد لقب بطولة العالم في اللعبة.

تقول جنى من منزل عائلتها في بلدة مجدل بني فاضل بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، إن “الطموح كبير، ولا بد من بذل الجهد لذلك”.

وتتمنى أن تحقق يوما ما هدفها “بحصد لقب بطلة العالم العربي والعالم في الشطرنج”.

وبدأت جنى بتعلم اللعبة في سن الثامنة من عمرها، وحصلت على بطلة فلسطين 3 مرات، إلى جانب المركز الأول في بطولات تنظمها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ومسابقات أخرى محلية.

وتقف الطفلة الفلسطينية بجوار مجموعة من الميداليات والكؤوس التي حصلت عليها خلال السنوات الأربع من ممارسة اللعبة.

وتؤكد أن “الطموح أكبر من هذه الجوائز، الطموح أن أرفع اسم بلدي عالميا”.

لكنها تشكو من قلة الاهتمام، وشح الإمكانيات.

وتلفت جنى إلى أنها تمارس اللعبة عبر الإنترنت، وفي بعض الأحيان مع والدها أحمد عثمان.

وتشير إلى والدها قائلة، “كان نور طريقي للعبة، منه تعلمت وبدأت ألعب معه، وأتفوق عليه بالرغم من حصوله هو الآخر على بطولات محلية في اللعبة”.

الطموح أكبر من الجوائز
الطموح أكبر من الجوائز

وعن اللعبة تقول، “تحتاج للتركيز والهدوء والصبر، تعتمد على الذكاء في تنفيذ خطة هجوم”.

وتوفر عائلة جنى كل ما يلزمها من احتياجات للعبة بالرغم من شح الإمكانيات، حيث تتلقى تدريبا عبر الإنترنت مع المدرب التونسي أيمن بن برهم.

وبحسب قولها، تفصل جنى بين تعليمها المدرسي وتدريبها على اللعبة، وتحصد سنويا مركزا متقدما في مدرستها.

وتقول عن فترة التدريب التي تسبق خوض أي مسابقة أنها تعكف على التدريب عبر شاشة الهاتف المحمول، محاولة الإلمام بطريقة لعب خصومها.

وعن فايروس كورونا الذي أطاح بالكثيرين، تقول إنه لم يكن عائقا أمامها لمواصلة سعيها وإصرارها على الفوز، فمنذ بداية الجائحة وتحوُّل اللعب افتراضيا في المسابقات الدولية، فازت ببطولة العرب على الإنترنت للفئات العمرية الأقل من 12 عاما، كما حصلت على المركز الثاني “فضية العرب 2021″، بعد لاعبة جمهورية مصر.

وتطمح إلى أن تصبح مدربة ومسؤولة أكاديمية تدريب لعبة الشطرنج.

وتتابع جنى “أعتقد أن لدينا مواهب غير مكتشفة، لا بد من اكتشافها وتطويرها، لا ينقصنا شيء لذلك”.

وتبدو الطفلة هادئة بشكل لافت خلال لعبة ودية مع والدها، تفكر مليا قبل كل خطوة، تختار أفراد الهجوم بعناية، حاصرت خصمها في اللعبة، وانتهت بـ”كش ملك”.

وعن ذلك يقول والدها أحمد عثمان، “وجدت في جنى قدرة وهدوءا يمكنه أن يحقق إنجازا في اللعبة”.

ويضيف، “أطمح أن أسمع عبارة (كش ملك) يوما ما على لسان جنى في بطولات عالمية”.

وبعد أربعة أشهر من تعلم اللعبة بدأت جنى بحصد الجوائز، واختيرت من قبل اتحاد الشطرنج الفلسطيني لتمثل فلسطين في مسابقات عربية، وفق والدها.

في العام 2017 فازت جنى بأول بطولة فلسطينية لفئة الثماني سنوات في حينه.

وحصدت جنى بحسب والدها على المركز السابع عربيا في بطولة أقيمت في دولة الإمارات العربية في العام 2017، والثامن عربيا خلال بطولة أقيمت في تونس عام 2018، والسابع عربيا في الأردن عام 2019.

ويرافق أحمد طفلته في البطولات العربية قائلا “أصر على مشاركة جنى في أي بطولة عربية أو دولية”.

وتعرب والدة جنى عن أملها بتوفير مدرب خاص لابنتها؛ لتطوير قدراتها والاستمرار بمشوارها للوصول للعالمية.

20