مركّبات القنب وفّرت وقاية ضد عدوى كورونا

أثبتت الدراسات العلمية قدرة مادة القنب على التقليل من خطر الإصابة بفايروس كورونا المستجد، وأكدت دراسة أميركية أن حمضي الكانابيجرول والكانابيديول يرفعان البروتينات الموجودة على الفايروس ويمنعان من نشر العدوى. وأثبتت دراسة كندية أن مكونات القنب قد تغير منسوب المتلقى ACE2، وبهذا تكون الخلية البشرية أقل تعرضا للفايروس.
واشنطن - حالت مركّبات القنب دون اختراق فايروس كورونا للخلايا البشرية السليمة، وفقا لدراسة معملية نشرت نتائجها مجلة “جورنال أوف نيتشر برودكتس” العلمية الأميركية.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن باحثين في جامعة ولاية أوريجون أنه تم خلال جهود الفحص الكيميائي تحديد مركبين موجودين في القنب -هما حمضا الكانابيجرول والكانابيديول- على أن لهما قدرة على مكافحة فايروس كورونا.
وفي إطار الدراسة رفع الحمضان البروتينات الموجودة على الفايروس ومنعا خطوة يتخذها العامل المُمرض لنشر العدوى.
واختبر الباحثون تأثير المركبين على متحوري ألفا وبيتا من فايروس كورونا داخل المختبر. ولم تتضمن الدراسة إعطاء المركبين لأشخاص أو مقارنة معدلات الإصابة لدى أشخاص استخدموا المركبين مع آخرين لم يفعلوا ذلك.
ويشار إلى أن القنب هو مصدر للألياف والأغذية والأعلاف الحيوانية، وعادة ما تضاف مستخلصاته إلى مواد التجميل ومستحضرات البشرة والمكملات الغذائية والطعام.
وقال ريتشارد فان بريمن، الباحث بالمركز العالمي لابتكارات القنب في ولاية أوريجون، “يمكن تناول المركبين عن طريق الفم، ولهما تاريخ طويل من الاستخدام الآمن للبشر”.
وأوضح في بيان “لهما قدرة على منع وعلاج العدوى بفايروس سارس – كوف – 2 (كوفيد – 19)”.
كما كشفت دراسة كندية حديثة عن قدرة فريدة يتمتع بها القنب من شأنها أن توقف تقدم انتشار فايروس كورونا المستجد عند دخوله إلى جسم الإنسان.
خلال جهود الفحص الكيميائي تم تحديد مركّبين موجودين في القنب على أن لهما قدرة على مكافحة الفايروس
وفي الوقت الذي عملت فيه المختبرات جاهدة على إيجاد دواء أو لقاح ضد فايروس كورونا في مختلف أرجاء العالم أجرت جامعة كندية -بالتعاون مع مركز للأبحاث مختص في تطوير أدوية تستخدم مستخلصات القنب- دراسة تركز على قدرة القنب المحتملة على الوقاية من وباء كورونا.
وأتت هذه المبادرة بعدما أشارت دراسة فرنسية في أبريل من العام الماضي إلى أن مادة النيكوتين المكونة للسجائر قد تحمي المدخنين من فايروس كورونا.
ويعتقد الباحثون الكنديون في جامعة ليثبريدج أن بعض مستخلصات القنب قد ترفع المناعة ضد الفايروس بشكل يشبه مفعول النيكوتين.
وقد ركزت الأبحاث على كيفية تأثير مستخلصات القنب على بروتينات تعد جسرًا يسهّل تسرب الفايروس إلى الخلايا. وتشير الدراسة إلى أن القنب يقوم بتعديل نسب تلك البروتينات للحؤول دون دخول الفايروس إلى الخلية.
ويطلق العلماء على العملية التي يهاجم من خلالها جهاز المناعة نفسه لدى الإنسان بـ”عاصفة السيتوكين”، بدلا من مهاجمة فايروس كورونا، وهو ما يجعل الفايروس خطيرا جدا.
وتعتبر هذه الحالة هي المسبب الرئيسي للوفاة لدى المصابين بمرض كوفيد – 19، حيث يسعى الأطباء لإيجاد حل لهذه المشكلة الأمر الذي من شأنه أن يحد من أعداد الوفيات.
وقام الباحثون بدراسة عملية التفاعل التي تحدث بين مكونات نباتات القنب وبين مادة السيتوكين.
ووجد الباحثون ثلاث سلالات ذات فاعلية كبيرة في التقليل من مستويات مادتين كيميائيتين تلعبان دورا أساسيا في عاصفة السيتوكين.
ودرس الباحثون أكثر من 200 نوع من أنواع القنب وحددوا ثلاثة مستخلصات تثبط هذه العملية التي تشل جهاز المناعة وتدمر الجسم، وتعرف هذه السلالات بالأرقام العلمية الرمزية (4 و8 و14).

واستخدمت الدراسة نباتات القنب المزروعة بشكل احترافي والتي تم استخراجها بعناية وتطبيقها على الاختبارات بشكل علمي وليس من خلال الاستخدام الشخصي الشائع للقنب (يستخدم كصنف من الحشيش)، حيث أثبتت التجارب المخبرية فاعلية كبيرة لدى هذه النباتات.
وتتمثل الخطوة التالية للعلماء في الحصول على علاجات تعتمد على القنب في التجارب السريرية لمعرفة ما إذا كانت ذات فاعلية في معالجة مرضى كوفيد – 19 في فترة العناية المركزة، ليتم بعدها الانتقال إلى مرحلة التصنيع الدوائي.
وعلى غرار المفعول المفترض للنيكوتين على فايروس كورونا، يرى الخبراء أن بعض أوراق القنب تمنع بفاعلية دخول الفايروس إلى الجسم البشري. ففايروس كورونا يحتاج إلى متلق للولوج إلى الخلية البشرية. وهذا المتلقي معروف تحت اسم ACE2 وهو موجود في أنسجة الرئة ومخاط الفم والأنف وفي الكليتين وفي الخصيتين وفي الجهاز الهضمي. ووفق هذه النظرية قد تغير مكونات القنب من منسوب ACE2. وبهذا تكون الخلية البشرية أقل تعرضا للفايروس. وعلى هذا النحو قد ينخفض مبدئيا خطر الإصابة، فإذا لم يوجد ACE2 في الأنسجة لن يقدر الفايروس على الاقتحام.
وأشار العديد من الأطباء إلى أن فائدة القنب الطبي تكمن في معالجة سلسلة من الأمراض، بدءا من الغثيان وصولا إلى الخرف. لكن القنب الطبي ليس كتلك العشبة التي يستخدمها الناس للمتعة ويزرعونها مثلا في الحديقة.
وفي أميركا حصل القنب الهندي على المباركة زمن الموجة الأولى من كورونا وفي بعض الولايات الأميركية ظلت محلات بيع القنب الهندي أو الماريجوانا مفتوحة رغم الحجر الصحي على غرار الأسواق التجارية والمخابز. وهذا الأمر يكشف المكانة التي يحتلها القنب الهندي داخل هذا المجتمع.
وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن دولا كثيرة شهدت ارتفاعا في نسب تعاطي الحشيش المخدر (القنب) خلال جائحة كورونا.
وبحسب تقرير للمكتب فقد تعاطى نحو 275 مليون شخص في العالم المخدرات خلال العام الماضي، بينما عانى 36 مليون شخص من مضاعفات تعاطي المخدرات.
وفي استطلاعات رأي للعاملين في مجال الصحة ضمن 77 دولة قال 42 في المئة منهم إن تعاطي الحشيش قد زاد. كما لوحظت أيضا زيادة في تعاطي العقاقير الطبية المخدرة لغير أغراض العلاج، في فترة الاستطلاع نفسها.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الأربعة والعشرين عاما الأخيرة زاد تعاطي الحشيش أربعة أضعاف في بعض الجهات، فيما تراجعت نسبة المراهقين الذين يعتبرون الحشيش ضارا بنحو 40 في المئة.
وقالت غادة والي، المديرة التنفيذية للمكتب، إن “منظور قلة مخاطر تعاطي المخدرات ارتبط بارتفاع معدلات تعاطيها”.