متلازمة التمثيل الغذائي المتسبّب الرئيسي في أمراض الكبد

السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي للسكر والدهون تصيبان الكبد بالتليف.
الثلاثاء 2022/01/11
الكبد عضو التمثيل الغذائي المركزي في الجسـم

يؤكد خبراء الصحة أن هناك خطورة كبيرة من أمراض الكبد التي تسببها متلازمة التمثيل والغذائي باعتباره عضو التمثيل الغذائي المركزي في الجسم ويقوم بالعديد من المهام الحيوية. وأشار الخبراء إلى أن الجمع ما بين السمنة وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي للسكر والدهون يؤدي إلى إصابة الكبد بأمراض خطيرة.

هانوفر- يعتبر الكبد عضو التمثيل الغذائي المركزي في الجسم ويقوم بالعديد من المهام الحيوية، وهناك عدة أسباب لأمراض الكبد مثل فايروسات الالتهاب الكبدي، ولكن الكبد الدهني يعد مصدر الخطر الأكبر.

وأوضح البروفيسور ماركوس كورنبرج، من مؤسسة الكبد الألمانية، قائلا “يقوم الكبد بالعديد من المهام الحيوية ومنها تنظيم عملية التمثيل الغذائي للدهون والسكر، بالإضافة إلى توازن المعادن والفيتامينات وتخزين العناصر الغذائية العامة مثل السكر والدهون والفيتامينات والمعادن”.

علاوة على أن الكبد هو مركز إزالة السموم من الجسم، ويقوم بتنقية الدم من الملوثات، وببناء العديد من المواد الحيوية مثل البروتينات، التي تعتبر من العناصر المهمة لتخثر الدم.

وقالت الكاتبة لورانس أويكنين لمجلة “سانتي بلوس” الفرنسية إن الكبد يضطلع بأكثر من 500 وظيفة أساسية، تشمل إنتاج العصارة الصفراوية واستقلاب البروتينات والكربوهيدرات والحديد والكوليسترول وتخزين الفيتامينات والمعادن. ويتمثل أهم دور للكبد في تنقية الدم من الفضلات والسموم.

وجراء اتباع عادات غير صحية، في روتين الحياة اليومي أو في نوعية الغذاء، يمكن أن يصاب الكبد ببعض الأمراض الخطيرة، مثل تليف الكبد أو التهاب الكبد أو الكبد الدهني أو سرطان الكبد.

وحسب الكاتبة، فإن الجسم يبدأ بإرسال إشارات تحذير عندما تحدث مشكلات وظيفية في الكبد، ومن المهم جدا الانتباه إليها واستشارة الطبيب في الحال قبل الوصول إلى مرحلة الخطر.

ومن شأن تراكم السموم أن يخلق شعورا مزعجا في جميع أنحاء الجسم، ذلك أن عجز الكبد عن تصريف السموم يُسبّب آلاما وحكة في الجلد.

وأوضح البروفيسور باتريك مارسيلين، أخصائي أمراض الكبد ومدير فريق أبحاث المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي بمستشفى بوجون في باريس، أن “هذا يحدث على وجه الخصوص عندما لا يستطيع الكبد معالجة العصارة الصفراوية، مما يسبب انتشار الحمض الصفراوي في الدم وينتج عنه حدوث التهابات صغيرة في الأوعية الدموية، تُسبّب بدورها حكّة في الجلد”.

كما يمكن أن يحدث الشعور بثقل في المعدة حسب أوكين، عند وجود خلل وظيفي في الكبد. ويمكن للفحص السريري تحديد ما إذا كان المريض يعاني من مشكلات في الجهاز الهضمي أو في الأمعاء أو في الكبد.

ومن المحتمل أن يكون فقدان الوزن المفاجئ ودون أسباب واضحة، مع فقدان الشهية، مؤشرا على مشكلات صحية، منها تليف الكبد. وينبغي معالجة الأمر بسرعة لأنه يمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد.

وتؤكد أوكين أن الشعور بالإرهاق بشكل مستمر مؤشر على وجود خلل خطير في وظائف الكبد. وحسب البروفيسور مارسيلين، يمكن أن نلاحظ في هذه الحالة تراجعا في طاقة الجسم وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط، وأحيانا الاكتئاب.
وفقا للجمعية الفرنسية لدراسة أمراض الكبد، تشمل هذه الحالة وجود دم في القيء، ودم أسود أو أحمر في البراز، ونزيف في الأنف أو اللثة، بالإضافة إلى كدمات متكررة.

وعادة لا يشعر المرء بأي آلام إذا تعرض الكبد للأمراض، وقد يستمر الأمر لسنوات، وأوضح إنجو فان تيل، من الرابطة الألمانية لمساعدة مرضى الكبد، قائلا “عندما تظهر على المرء أعراض مرضية مثل التعب والإرهاق ومشكلات التركيز، فإنها غالبا لا تكون محدودة، ولا يظهر إحساس بالألم مع أمراض الكبد، ولكن قد يعاني بعض المرضى من آلام ضغط في الجزء العلوي الأيمن من البطن، عندما يتضخم الكبد ويضغط على الأنسجة المحيطة به”.

◄ جراء اتباع عادات غير صحية يمكن أن يصاب الكبد ببعض الأمراض الخطيرة

ولا تظهر الأعراض المرضية التقليدية مثل اصفرار الجلد وبياض العين إلا مع عدد محدود جدا من الحالات، وأضاف إنجو فان تيل قائلا “في المراحل الأخيرة من المرض قد تظهر الأعراض المرضية الشديدة من الاستسقاء البطني والتقيؤ الدموي المفاجئ أو اضطرابات الدماغ، وعندها فقط يدرك المرء إصابته بأمراض الكبد”.

وعادة ما يربط الناس ما بين شرب الكحوليات وأمراض الكبد، إلا أن هناك أسبابا أخرى أكثر خطورة مثل الكبد الدهني وفايروسات الكبد B وC، وهما الأسباب الأكثر شيوعا وانتشارا للإصابة بأمراض الكبد.

ومن أجل الحفاظ على صحة الكبد لا يكفي التوقف عن تناول المشروبات الكحولية فقط، ولكن يجب الامتناع عن التدخين أيضا وتجنب الكثير من المشروبات الغازية والعصائر السكرية، والتي تتسبب في تراكم الدهون في الكبد، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالكبد الدهني.

أوضح إنجو فان تيل أن هناك خطورة كبيرة من أمراض الكبد التي تسببها متلازمة التمثيل والغذائي، حيث يؤدي الجمع ما بين السمنة وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي للسكر والدهون إلى إصابة الكبد بأمراض خطيرة.

وليس هناك علاج حتى الآن للكبد الدهني، ولكن يمكن أن تساعد القهوة في التخلص من دهون الكبد، وأضاف الطبيب ماركوس كورنبرج قائلا “تمتاز القهوة بتأثيرها الوقائي ويمكن أن تساعد في انخفاض قيم الكبد”، وهو ما يؤدي بدوره إلى الحدّ من خطر الإصابة بتليف الكبد أو سرطان الكبد.

من المحتمل أن يكون فقدان الوزن المفاجئ ودون أسباب واضحة، مع فقدان الشهية، مؤشرا على مشكلات صحية، منها تليف الكبد

وأكد الطبيب الألماني على أهمية اتباع نظام غذائي صحي متوازن من خلال الاعتماد على الأطعمة الطازجة والطبيعية واتباع نمط حياة نشط للأشخاص الأصحاء، وبالنسبة إلى مرضى الكبد فإن التغذية السليمة يمكن أن تلعب دورا مهما، وخاصة بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بتليف الكبد والكبد الدهني.

وأشار ماركوس كورنبرج إلى أنه يمكن الوقاية من الفايروسات A وB وC وD، إذا كان الكبد ملتهبا بسبب الفايروسات الكبدية، وتتوافر حاليا تطعيمات ضد الفايروسات A وB، وتمتاز هذه التطعيمات بأنها آمنة ويمكن تحملها بصورة جيدة وتوفر حماية موثوقة ضد العدوى بالفايروسات، كما أن التطعيم ضد الالتهاب الكبدي B يقي من الإصابة بفايروس D، وقد تؤدي هذه الفايروسات إلى الإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد، وبالتالي فإن هذه التطعيمات تعتبر من ضمن الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بسرطان الكبد، وعلى الرغم من أنه لا يوجد تطعيم ضد التهاب الكبدي C، إلا أنه يمكن علاج هذا المرض في جميع الحالات تقريبا ودون أي آثار جانبية.

17