رفع الفائدة الأميركية يقلص من فرص نمو الاقتصادات الناشئة

صندوق النقد الدولي يطلق تحذيرات جديدة.
الثلاثاء 2022/01/11
الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يرفع معدلات الفائدة

واشنطن - أطلق صندوق النقد الدولي تحذيرات جديدة من أن الاقتصادات الناشئة قد تواجه العديد من الصدمات خلال العام الجاري، في ظل حالة عدم اليقين التي ترافق انتعاش نمو الناتج الإجمالي العالمي.

وأكد خبراء الصندوق في مدونة الاثنين أن الاقتصادات الناشئة يتعين عليها الاستعداد “لفترات من الاضطراب الاقتصادي”، مع قيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) برفع معدلات الفائدة الأساسية، وتباطؤ النمو العالمي بسبب المتحور أوميكرون.

واعتبرت المؤسسة المالية الدولية، التي من المقرر أن تنشر آخر توقعاتها المعدلة في الخامس والعشرين من هذا الشهر، أن الانتعاش العالمي في الوقت الحالي سيستمر هذا العام والعام المقبل.

وذكر ستيفان دانينجر وكينيث كانغ وهيلين بوارسون في مدونتهم أن “المخاطر التي تهدد النمو لا تزال مرتفعة بسبب عودة التفشي القوية للوباء”.

ومنذ منتصف ديسمبر الماضي، ينتشر المتحور أوميكرون بسرعة في جميع أنحاء العالم، مع تسجيل عدد قياسي من الإصابات خلال هذه الموجة الرابعة من الوباء.

وعلى الرغم من أن المتحور أوميكرون يُعد أقل فتكا من كوفيد – 19 والمتحورات السابقة، إلا أنه استلزم فرض قيود تقوض النمو.

صندوق النقد الدولي: البلدان الضعيفة ليست لها قدرة على تحمل تكاليف إضافية

وكتب مسؤولو صندوق النقد إنه “نظرا لمخاطر تزامن ذلك مع تشدد الاحتياطي الفيدرالي في ضبط أسعار الفائدة بشكل أسرع، يتعين على الاقتصادات الناشئة الاستعداد لفترات من الاضطراب الاقتصادي”، خاصة وأن هذه البلدان تواجه بالفعل “تضخما مرتفعا” إلى جانب “دين عام أعلى بكثير”.

وأشار الاحتياطي الأميركي إلى رغبته في رفع أسعار الفائدة الأساسية بشكل أسرع وأكثر قوة مما كان متوقعا لاحتواء التضخم المتسارع في الولايات المتحدة، الذي يثقل كاهل الأسر ويؤثر على الاستهلاك، محرك النمو الأميركي.

ويعني ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية زيادة في تكاليف إعادة تمويل ديون عدد من البلدان الناشئة المستحقة بالدولار، بيد أن هذه البلدان متخلفة أيضا عن ركب الانتعاش الاقتصادي، وبالتالي فهي أقل قدرة على تحمل هذه التكاليف الإضافية.

وأوضح الصندوق أنه “بينما تظل تكاليف الاقتراض بالدولار منخفضة بالنسبة للكثيرين، فإن المخاوف بشأن التضخم المحلي دفعت العديد من الأسواق الناشئة، بما في ذلك البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا، العام الماضي إلى رفع أسعار الفائدة”.

وأشار مؤلفو المدونة إلى أن الزيادات المتسارعة في أسعار فائدة الاحتياطي الفيدرالي قد تؤدي إلى “زعزعة الأسواق المالية وتشديد الشروط المالية عالميا”.

وتتمثل المخاطر في حدوث تباطؤ في الطلب والتجارة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تسرب رأس المال وانخفاض قيمة العملة في الأسواق الناشئة.

وحث الصندوق الأسواق الناشئة على اتخاذ إجراءات “منذ الآن لتقليل مواطن الضعف”، وأوصى باعتماد “تواصل واضح ومتماسك” لخطط السياسة النقدية، من أجل “تحسين إدراك ضرورة السعي إلى استقرار الأسعار”.

11