الصين تساعد إندونيسيا على توليد الكهرباء النظيفة

جاكرتا - يعيش آجي تري أتموجو في منزل تقليدي على الطراز الجاوي بجدران خشبية على مشارف العاصمة الإندونيسية جاكرتا، لكن منزله الريفي اكتسب لمسة عصرية بعد أن قرر تركيب صف من الألواح الشمسية على سطح منزله.

ونجح بتخفيض فاتورة الكهرباء الشهرية إلى النصف منذ طرح الألواح في 2020 بتكلفة 10 ملايين روبية (702.25 دولار)، وفي غضون خمس سنوات من المفترض أن يصل الاستثمار إلى نقطة التعادل.

ومع بقاء السجل غير مكتمل بشأن مصادر الطاقة المتجددة، لا يزال مزيج الطاقة في إندونيسيا يعتمد بشكل كبير على الفحم. ولكن إذا استمرت العلامات المبكرة للقفزة في تناول الطاقة الشمسية، فقد يكون لها تأثير تحويلي على أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

وقال آجي “يأتي جل توليد الكهرباء في إندونيسيا من الفحم. ويمكن أن تقلل عائلتي بهذه الطريقة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.

وتهدف إندونيسيا إلى التخلص من الفحم لتصبح محايدة للكربون بحلول 2060 أو قبل ذلك.

وعلى الرغم من كونها أرخبيلا استوائيا مكونا من 17 ألف جزيرة تنعم بأشعة الشمس على مدار العام يمكنها أن تستوعب من 3.4 إلى 19.8 تيراواط من قدرة توليد مشروعات الطاقة الشمسية على نطاق واسع، إلا أن إندونيسيا تحتل المرتبة الأخيرة من حيث إنتاج الطاقة النظيفة بين دول مجموعة العشرين.

وبدأ الطلب في الانتعاش في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، مدفوعا بتغييرات السياسة، والانخفاض الحاد في أسعار الخلايا الكهروضوئية المصنوعة في الصين والمستهلكين من الطبقة المتوسطة المهتمين بالبيئة مثل آجي المهندس في شركة ألبان.

ومن نهاية 2018 إلى نوفمبر 2021 ارتفع عدد مستخدمي الألواح الشمسية على الأسطح الخاصة بأكثر من سبعة أضعاف إلى حوالي 4500، مع قدرة مركبة تبلغ 44 ميغاواط، ارتفاعا من 1.5 ميغاواط فقط، وفقا لمرفق الطاقة المملوك للدولة.

وتتوقع جمعية الطاقة الشمسية الإندونيسية أن تصل السعة المركبة للألواح الشمسية على الأسطح إلى ألف ميغاواط في العام المقبل وترتفع بما يتراوح بين 3 آلاف ميغاواط و5 آلاف ميغاواط سنويا بدءا من 2025.

وقال أمارانغا لوبيس الشريك المؤسس لشركة سولاركيتا للهندسة والمشتريات والبناء “أصبح الناس أكثر وعيا بأهمية الطاقة المتجددة. فمنذ الوباء، تأسست ثقافة العمل من المنزل وكانت احتياجات الكهرباء في المنزل آخذة في الازدياد”. ويتوقع نموا هائلا في منشآت الطاقة الشمسية على مدى السنوات الخمس المقبلة. وقال “سيكون الناس أكثر انتقائية وسيستثمرون في أشياء أكثر فائدة للبيئة”.

ومن المؤكد أن الطاقة الشمسية لا تزال مصدرا ثانويا للطاقة في إندونيسيا، أكبر مصدر للفحم الحراري المستخدم في محطات الطاقة في العالم. ويشغّل الفحم حوالي 60 في المئة من قدرة توليد الكهرباء في إندونيسيا البالغة 73 ألف ميغاواط، مقارنة بالطاقة الشمسية البالغة 180 ميغاواط، التي تشمل مزارع الطاقة الشمسية والخلايا الكهروضوئية الخاصة على الأسطح.

لكن وزارة الطاقة في إندونيسيا لديها القدرة على إنتاج 400 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية.

وأدى انخفاض أسعار الخلايا الكهروضوئية الصينية إلى ارتفاع المنشآت الخاصة لأن الطاقة الشمسية المنتجة من الألواح أرخص من الطاقة المباعة من مرفق الطاقة المملوك للدولة.

وقال إلهام رزقي مؤسس شركة تركيب الطاقة الشمسية باتارا إنرجي إن الأنظمة القادمة من الدول الغربية التي كانت الوحيدة المتاحة من قبل كانت أكثر تكلفة بعشرة أضعاف.

وقال لوبيس إن طرق التمويل الجديدة، مثل تأجير الألواح الشمسية للمستخدمين التجاريين، ساعدت الشركات على الاستثمار في الطاقة الشمسية أيضا.

وحفزت التغييرات التنظيمية أيضا على النمو، حيث خفض مرفق الطاقة الحكومي الحد الأدنى من رسوم الطاقة في أواخر 2019، مما يقلل من مقدار الوقت لمستخدمي الطاقة الشمسية لاسترداد تكاليف التركيب الخاصة بهم.

ويمكن لمستخدمي الطاقة الشمسية التجاريين أيضا تصدير طاقتهم الزائدة بالكامل إلى مرفق الطاقة الحكومي اعتبارا من أغسطس، بزيادة من 65 في المئة فقط سابقا، ويمكنهم المشاركة في سوق الكربون الإندونيسي المقرر إطلاقه في 2025.

وقال فابي توميوا المدير التنفيذي للرابطة الإندونيسية للطاقة الشمسية، إن هذه التغييرات، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي أبرمتها الشركات متعددة الجنسيات للحد من انبعاثات الكربون، تعني زيادة الطلب على الطاقة الشمسية من الشركات والمصانع والمباني التجارية في السنوات القادمة.

وبالإضافة إلى الطلب التجاري، يتوقع توميوا أيضا أن يقرر 2 في المئة على الأقل من زبائن مرفق الطاقة الحكومي المنزليين البالغ عددهم 77 مليونا اعتماد الخلايا الكهروضوئية الشمسية في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.