كيف تؤثر الهرمونات الجنسية على مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال

بيرث (أستراليا) ـ حللت دراسة حديثة مسألة ارتباط التستوستيرون الكلي في الدم والغلوبيولين (المرتبط بالهرمونات الجنسية) بالأحداث القلبية الوعائية عند الرجال، وأفادت بأن أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون الكلي ليس لديهم خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما يرتبط انخفاض تركيز الغلوبيولين بارتفاع معدل الإصابة باحتشاء عضلة القلب.

وقام الدكتور بو بي ييب، من جامعة غرب أستراليا في بيرث، وزملاؤه بفحص مسألة ارتباط التستوستيرون الكلي في الدم والغلوبيولين (وهو بروتين يتواجد في الدم وينتجه الكبد ويرتبط بالهرمونات الجنسية الموجودة لدى الرجال والنساء) بالتغيرات القلبية الوعائية التي تقع لدى المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما والخاضعين للمراقبة ضمن البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

ووجد الباحثون -بحسب النتائج التي نُشرت في مجلة “أنالز أوف انترنال ميدسين” على الإنترنت- أن 4.2 في المئة من 210700 رجل تمت متابعتهم لمدة تسع سنوات، تعرضوا لأزمة قلبية وعائية.

ولم تترافق مستويات التستوستيرون المنخفضة مع احتشاء عضلة القلب أو السكتة الدماغية النزفية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب أو الأزمات القلبية الوعائية الضائرة الكبرى بعد تعديل المتغيرات الرئيسية.

وكان معدل وقوع الأزمات القلبية الوعائية الضائرة الكبرى أقل بشكل ملحوظ بالنسبة إلى الرجال الذين لديهم مستويات أقل من هرمون التستوستيرون الحر المحسوب (نسبة الخطر 0.90). ولوحظ وجود علاقة بين مستوى الغلوبيولين المنخفض وارتفاع معدل حدوث احتشاء عضلة القلب (نسبة الخطر 1.23)، وذلك بنسبة أقل من السكتة الدماغية وقصور القلب (نسبة الخطر 0.79 و0.69 على التوالي)، ولم تتم ملاحظة أي علاقة بالسكتة الدماغية النزفية أو الأحداث القلبية الوعائية الضائرة الكبرى.

وقال الباحثون إن الرجال الذين لديهم مستويات أقل من الغلوبيولين لديهم مخاطر أعلى للإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب ولكن مخاطر أقل للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ما يشير إلى دور مستوى تركّز الغلوبيولين كمؤشر حيوي على مخاطر القلب والأوعية الدموية المختلفة، بغض النظر عن مستويات تركّز التستوستيرون الإجمالية.

والتستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي لدى الرجل، وهو يلعب دورا مهما في الخصوبة وكتلة العضلات وتوزيع الدهون وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

وهو أيضا نوع من الأندروجين ينتج بشكل أساسي من الخصيتين في خلايا تسمى “خلايا ليديغ”، ويلعب الهرمون لدى الرجال دورا أساسيا في تطوير الصفات الذكورية، مثل خشونة الصوت وإنتاج الحيوانات المنوية والرغبة الجنسية.

وتتسبب أمراض القلب الوعائية في تضييق الأوعية الدموية أو انسدادها، حيث تمنع وصول الدم إلى القلب أو الدماغ أو الأجزاء الأخرى في الجسم. ويمكن أن تشمل أعراض مرض القلب والأوعية الدموية ألما في الصدر (الذبحة الصدرية) وضيقا في التنفس وخدرا في الساقين والذراعين وعدم انتظام دقات القلب.