"إميلي إن باريس" يعود بموسم ثان مع "قدر أقل من الصدمة الثقافية"

المسلسل يمزج بين اللقطات الساحرة لباريس وخفايا المدينة الصادمة.
الاثنين 2021/12/27
باريس ليست كما يتوقعها البعض دائما

حقق مسلسل “إميلي إن باريس”، الذي تدور قصته حول شابة أميركية تنتقل إلى العاصمة الفرنسية للعمل، نجاحا كبيرا عبر منصة نتفليكس، غير أنه أثار تحفظات متابعين ونقاد رأوا فيه ترسيخا لصور نمطية تنطوي على مغالطات أو مبالغات بشأن أسلوب الحياة في المدينة وطباع سكانها. وهو ما يسعى الموسم الثاني من المسلسل لتجاوزه.

باريس – عاد مسلسل “إميلي إن باريس” الأميركي الناجح أخيراً بموسم ثانِ عبر نتفليكس بعدما أثارت طريقة تصويره لمدينة الأنوار تحفظات عديدة، لكنّ كاتبه وبطلته يؤكدان أنه ينطوي على “قدر أقل من الصدمة الثقافية”.

وقد أثار الجزء الأول من المسلسل المؤلف من عشر حلقات حفيظة أكثرية النقاد الفرنسيين الذين ساءهم ما اعتبروه تضخيما لصور نمطية عن الباريسيين، وهو ما يحاول منتجوه تداركه في هذا الموسم الجديد الذي وعدوا بأن يخلو من أي عنصر قد يمثل إشكالية ثقافية.

وبدا واضحا أن الشخصية الرئيسية في المسلسل في موسمه الجديد باتت تتحدث الفرنسية بصورة أفضل قليلاً، رغم أنها لا تزال تقع في بعض الأخطاء المتعلقة بمعاني المصطلحات في هذا الموسم الثاني.

ورافقت ردود فعل غاضبة عرض الموسم الأول من المسلسل الذي تمحور أسلوبه الفكاهي حول مغامرات مديرة تسويق أميركية شابة هي إميلي كوبر (ليلي كولينز) تنتقل من شيكاغو إلى باريس للعمل كمستشارة لشركة فرنسية تبيع منتجات فاخرة.

حلقات المسلسل تزخر باللقطات التصويرية الأخّاذة لمدينة باريس وأهم رموزها، ووسط هذه المشاهد تصبح الحبكة أكثر تعقيدًا

تعيش حياتها

وأثار المسلسل حفيظة أكثرية النقاد الفرنسيين الذين ساءهم ما اعتبروه تضخيما لصور نمطية عن الباريسيين من خلال إظهارهم كأناس غير لطفاء مع الجيران أو الزبائن، أو كزملاء عمل متعجرفين وكسالى وحتى متحرشين بزميلتهم الأميركية الجديدة التي لا تتكلم الفرنسية ولا تتنقل في قطارات المدينة، وتقيم في شقة وُصفت في العمل بأنها “غرفة خدم” رغم أن مساحتها تبدو أكبر من هذا النوع من الحجر الصغيرة، وتملك كمية من الملابس لا تبدو هي الأخرى منطقية.

لكنّ المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، وأصبح العمل الكوميدي الأكثر شعبية على نتفليكس عام 2020 (إذ شاهدته 58 مليون أسرة في كل أنحاء العالم خلال الأيام الثمانية والعشرين التي تلت بدء عرضه في خضمّ جائحة كوفيد – 19). وواكب المسلسل سيل من التغريدات لمشاهدين أجانب، معظمهم من الأميركيين، أعلن ناشروها أنهم يحلمون بالعيش في العاصمة الفرنسية.

وتزخر حلقات المسلسل باللقطات التصويرية الأخّاذة لنهر السين وقواربه، وبرج إيفل مضاء بالكامل، وساحة فوج، وشرفات المطاعم والمقاهي الباريسية النابضة بالحياة، وحتى مدينة سان تروبيه الساحلية. ووسط هذه المشاهد تصبح الحبكة أكثر تعقيداً بالنسبة إلى البطلة إميلي، إذ يتبين أن جارها الطاهي الوسيم غابرييل (يؤدي دوره الممثل الفرنسي لوكا برافو) الذي تُغرَم به هو حبيب صديقتها الجديدة كاميّ (تؤدي دورها كاميّ رازات).

ولا يغيب نمط لقطات “البطاقات البريدية” هذا إطلاقاً عن حلقات الموسم الثاني، حسب تأكيد كاتب سيناريو المسلسل ومنتجه التنفيذي دارن ستار، منتج المسلسل الشهير “سكس أند ذي سيتي”.

ويقول ستار في مقابلة معه عبر “زوم” إن نظرة المسلسل إلى باريس “لا تزال ساحرة جداً، وهذا متعمَد”.

لكنّ إميلي “تعيش حياتها في الموسم الثاني، وتصبح أكثر فهماً للعادات الفرنسية، ولم تعد تُفاجأ بالقدر نفسه عندما تظهر الاختلافات (…) وثمة قدر أقل من الصدمة الثقافية”، وفق شرح ستار.

ويرى مؤلف السيناريو أن “الناس قد يفسرون ذلك على أنه رد فعل على الانتقادات، لكنه في الواقع التطور الطبيعي لشخصيتها، كأي شخص يستوعب أكثر فأكثر البيئة (الجديدة) التي يعيش فيها”.

إنجليزي في باريس

Thumbnail

يعتبر ستار أن “المسلسل الناجح يستمر خمسة مواسم على الأقل”، مشدداً على أن “الشخصية لا تستطيع أن تعيش كل خبراتها في موسم واحد”.

أما الممثلة ليلي كولينز فتقول “كان من المهم بالنسبة إلينا أن تكون شخصيتي منغمسة في الثقافة واللغة الفرنسيتيْن”، موضحة أن البطلة “تبدأ بمتابعة دروس لتتعلم الفرنسية، وتصبح تالياً أكثر تآلفاً” مع لغة موليير.

ويعلّق دارن ستار قائلاً “هي تحاول، لكن بصفتي شخصاً تعلم الفرنسية لسنوات (يمكنني القول) إن ذلك لم يحدث بين ليلة وضحاها”.

ومع أن إميلي كانت في البداية أشبه بفيل في متجر للخزف، فإن زملاءها الفرنسيين باتوا في الموسم الثاني “يتقبلونها كما هي”، حسب قول ليلي كولينز ابنة الفنان فيل كولينز.

وإذا كانت جمل على غرار “تبدو المدينة بأكملها مثل فيلم راتاتوي” أو “أشعر بأنني نيكول كيدمان في ملهى مولان روج” تخللت حلقات الموسم الأول فإن دارن ستار بدأ وكأنه يحقق التوازن مع هذه الرؤية المثالية لباريس من خلال ابتكاره في الموسم الثاني شخصية ألفي، وهو بريطاني يتابع -على مضض- دروساً في اللغة الفرنسية في الفصل نفسه مع إميلي.

وردّا على إميلي التي تؤكد له أن باريس “مدينة الحب”، يقول ألفي إن “هذه المدينة تُصوّر في الكتب والأفلام وعلى إنستغرام على أنها رومانسية، ولكنّ الواقع يتمثل في دخان السجائر وبراز الكلاب على الأرصفة ومصائد السياح والازدحام المروري في كل مكان والأسعار الباهظة في المطاعم”.

12