العشق يضع موهبة رسام أردني في فنجان قهوة

عمان - ومن الحب ما قتل، لكنها قصة عشق أحيت الأمل، اختلى صاحبها بنفسه، مرتادا المقاهي، لنسيان ماض من الهيام، ليتحول إلى رسام بـ”القهوة”، جاعلا من أطباقها وأكوابها مساحات للتعبير عمّا يجول في خاطره، ويصنع منها لوحات فنية بطريقة إبداعية.

القصة ليست خيالية، لكنها واقعية، إذ تروي تفاصيل عاشها الرسام الأردني أحمد القرعان (49 عاما)، الذي أبدع في فن الرسم بالقهوة المغليّة على الأكواب والأطباق، لييحقق تفردا فنيا على مستوى العالم.

فنّه لا يحتاج إلى معارض للرسم، فما عليه إلا أن يصطحب معه كيسا خاصا لقهوته إلى مقاهي العاصمة عمان، ويطلب من العاملين فيها تحضير كوبه؛ ليرتشف منه ويستخدمه في الوقت ذاته كمادة فنية يعبّر من خلالها عمّا يكمن في داخله من مواهب، ويترجمها إلى لوحة تؤكد لناظرها مستوى الروعة والإتقان.

حاول القرعان أن يتناسى تجربة الحب الفاشلة التي مرّ بها، ولجأ إلى محاولة الخروج من برنامج حياته المعتاد والجلوس مع نفسه، ليشكو ألمه إلى فنجان قهوة يرافقه طوال الوقت.

ومن شدة التفكير بمحبوبته لم يجد الفنان سوى القهوة، ليعبر من خلالها عن مشاعره، ليخلص في النهاية إلى رسم وجهها على طبق الكوب، ومن هنا كانت الانطلاقة.

وأوضح القرعان أن “الرسم بالقهوة المغلية على الأكواب والأطباق بأحجام صغيرة هو من ابتكاري الخاص، ولم يعلمني إياه أحد، بل لم يسبق لي أن سمعت أن أحدا يجيد هذا الفن”.

وقال القرعان إن فنه “ليس تجاريا”، معتبرا أنه “لا يوجد تأثير للفن في العالم العربي على فهم الناس، على الرغم من تطوره”.