ليلة "يَلدا".. تقاليد فارسية احتفالا بحلول الشتاء
طهران ـ تحتفل إيران والدول التي تشترك معها ثقافيا، كأفغانستان وطاجيكستان، بأول ليلة من فصل الشتاء التي تسمى "يَلدا".
وليلة يَلدا، أو “شبِ يَلدا” في الفارسية، هي أطول ليلة في السنة الإيرانية، إذ تبدأ من غروب شمس يوم الحادي والعشرين من ديسمبر إلى فجر اليوم التالي.
ويتم استقبال هذه الليلة كاستقبال عيد النوروز، الذي يبدأ في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وهو بداية فصل الربيع، والذي يمثل بداية العام الفارسي عند الإيرانيين.
كما تقام فعاليات أخرى مثل الطبخ وسرد القصص للأطفال وما شابه، فضلا عن قراءة القرآن، كما يقوم البعض بالزواج في هذه الليلة.
وتشهد الأسواق حالة انتعاش قبل أيام من هذه الليلة، بسبب إقبال الإيرانيين على شراء احتياجاتهم للاحتفال بهذه المناسبة، ويعد البطيخ الأحمر جزءا مهما من عادات ‘يلدا’ حيث يعتقد الناس بأن تناول البطيخ ولو بكميات قليلة في هذه الليلة يحميهم من الإصابة بالزكام والنزلات الصدرية طيلة فصل الشتاء، فضلا عن الرمان والعنب والمكسرات وغيرها.
وقالت الباحثة الإيرانية في التراث الثقافي ريحانة موسوي في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن ليلة ‘يلدا’ ترمز إلى الدفء العائلي والحميمية، إذ تجتمع الأسرة في منزل كبيرها ويقوم الأجداد بسرد الحكايات وقراءة الأشعار على مسامع باقي أفراد الأسرة.
وأضافت أن قراءة أشعار حافظ الشيرازي الذي يتفاءل به الإيرانيون تعد من التقاليد الدارجة لليلة ‘يلدا’، إضافة إلى قراءة الشاهنامة (سيرة الملوك) للشاعر الملحمي أبوالقاسم الفردوسي، فضلا عن سرد القصص والحكايات على لسان الآباء والأجداد.
وحول جذور إحياء هذه الليلة، قالت إن كلمة “يَلدا” لها جذور سريانية، وتعني الولادة والميلاد، إذ تصادف هذه الليلة الانقلاب الشتوي.
