الاتحاد الأوروبي يدعم قرارات قيس سعيد مُتجاهلا مساعي الغنوشي لاستمالة السفراء

بروكسل تعتبر أن قرارات الرئيس التونسي تمثل مرحلة مهمة نحو إعادة الاستقرار والتوازن بين المؤسسات.
السبت 2021/12/18
دعم دولي لتوجهات قيس سعيد

تونس- رحب الاتحاد الأوروبي بخارطة الطريق التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد، في خطوة تعكس تجاوز بروكسل للمساعي التي دفع بها رئيس البرلمان المجمدة أعماله واختصاصاته راشد الغنوشي والذي يرأس أيضا حركة النهضة الإسلامية من أجل استمالة سفراء دول الاتحاد لصالحه.

وعبر الممثل السامي للاتحاد الأوروبي عن ارتياح التكتل لقرارات الرئيس سعيد التي أعلن عنها في وقت سابق والمتعلقة بالاستحقاقات السياسية القادمة ذاكرا منها بالخصوص تنظيم انتخابات تشريعية وتحديد رزنامة لتنفيذ المواعيد خلال سنة 2022.

باسل الترجمان: الاتحاد لم ينسق وراء مساعي الغنوشي، وموقفه إيجابي مما حدث بتونس

واعتبر الاتحاد في بيان صادر عنه مساء الخميس أن قرارات سعيد “تمثل مرحلة مهمة نحو إعادة الاستقرار والتوازن بين المؤسسات”، مشيرا إلى أن “نجاح هذا المسار يبقى رهين الآليات الملموسة لتجسيده وخصوصا تجذره ضمن المبادئ الديمقراطية وشموليته وشفافيته“.

وأضاف “في وقت سيدعى الشعب التونسي لاتخاذ قرارات سيادية ذات أهمية كبرى يجدد الاتحاد الأوروبي تأكيده على مؤازرة تونس باعتبارها شريكا قريبا من فضائه على درب دعم التمشي الديمقراطي”، مجددا مساندته لتونس “في ظل أزمة وبائية واجتماعية واقتصادية واسعة النطاق بالبلاد بما في ذلك في مفاوضاتها مع الشركاء الماليين الدوليين”.

وأكدت بروكسل أنها ستواصل “متابعة الوضع بتونس بكل اهتمام مع احترام كامل لسيادة الشعب التونسي”، مذكرة بأهمية “احترام المكسب الديمقراطي والتفريق بين السلطات ودولة القانون والحريات الأساسية لكل التونسيين لضمان استقرار وازدهار البلاد”.

وجاء هذا الترحيب الأوروبي في وقت لا يتوقف فيه رئيس حركة النهضة الإسلامية عن التحرك في مسعى لاستمالة القوى الغربية ضد الرئيس سعيد والمسار الانتقالي الذي تشهده البلاد منذ الخامس والعشرين من يوليو.

واعتبر المحلل السياسي باسل الترجمان أن “موقف الاتحاد الأوروبي إيجابي جدا ويعكس فهم الاتحاد لحقيقة ما جرى في الخامس والعشرين من يوليو وبعده وأن الادعاءات بأن ما جرى انقلاب وتفرد بالسلطة سقطت كلها”.

وأضاف الترجمان في تصريح لـ”العرب” أن “بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها بدأت تستوعب حجم الكارثة التي قامت بها الأحزاب من خلال تشجيع الفساد وغيره”.

وتابع أن “موقف الاتحاد يعكس أيضا أنه لم ينسق وراء مساعي النهضة والغنوشي ذلك أن الأخير بات يسعى للقاء سفراء الاتحاد الأوروبي متخليا حتى عن صفته البرلمانية وصفته كرئيس للنهضة، السفراء استمعوا لشكاوى الغنوشي وأبلغوه بتقييم دولهم للموقف إزاء تونس وهو ما شكل صدمة لدى النهضة والغنوشي إثر فشلهم في بلورة موقف ضد تونس وضد مسار الخامس والعشرين من يوليو”.

نيد برايس: نأمل أن تكون عملية الإصلاح شفّافة

وجاء الترحيب الأوروبي إثر بيان مماثل للولايات المتحدة رحب فيه بالقرارات التي اتخذها الرئيس سعيد للمرحلة المقبلة كخارطة طريق تنتهي بانتخابات تشريعية وإصلاحات سياسية ودستورية.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان “نرحّب بإعلان الرئيس سعيّد عن جدول زمني يلحظ مسارا نحو الإصلاح السياسي وإجراء انتخابات برلمانية”. وأضاف “نأمل أن تكون عملية الإصلاح شفّافة وأن تشمل تنوّع الأصوات السياسية والمجتمع المدني”.

وتأتي هذه المواقف في وقت يُواصل فيه زعيم النهضة تحركاته بهدف إيجاد مواقف دولية من شأنها أن تكرس ضغوطا على تونس التي تعيش أزمة اقتصادية حادة.

ومساء الخميس التقى الغنوشي في منزله بالسفير الألماني بيتر بروغل وذلك بعد أقل من أسبوع عن لقائه السفير الفرنسي أندريه باران، وأشار بيان مقتضب للغنوشي إلى أنه التقاهما دون صفته البرلمانية والحزبية.

وكان الرئيس سعيد قد أعلن عن جملة من القرارات تتمثل في الإبقاء على المجلس النيابي معلقا أو مجمدا إلى تاريخ السابع عشر من ديسمبر 2022 موعد تنظيم انتخابات نيابية مبكرة وفقا لقانون الانتخابات الذي سيتم تنقيحه.

4