مهرجان السويداء المسرحي يتوّج "الثعلب والعنب" بأرفع جوائزه

غالبية العروض المشاركة في المهرجان عالجت الراهن السوري مستلهمةً بعض النصوص العالمية المنتصرة للحرية.
الثلاثاء 2021/12/14
عروض تعكس معاناة السوريين زمن الحرب

السويداء (سوريا)- اختتمت مساء الأحد فعاليات مهرجان السويداء المسرحي الخامس الذي أقيم على خشبة مسرح قصر الثقافة في المدينة بالعرض المسرحي “آنا كلاوديوس”، إلى جانب إعلان نتائج مسابقة المهرجان.

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان التي تألّفت من وليد الدبس وسامر شقير ورفعت الهادي جائزة أفضل عرض لمسرحية “الثعلب والعنب” للمخرجة ليال الهادي، وجائزة أفضل إخراج للمخرج وليد العاقل عن مسرحية “رسائل الفجر”، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لعرض “وحش طوروس” للمخرج وئام البدعيش.

ونال جائزة أفضل ممثل معن دويعر عن دوره في مسرحية “وحش طوروس”، وجائزة أفضل ممثلة حازتها مناصفة الممثلتان الشابتان تاج نعيم عن دورها في “رسائل الفجر” وإيناس الغوثاني عن دورها في “الثعلب والعنب”، فيما ذهبت جائزتا أفضل موسيقى وإضاءة إلى مسرحية “آنا كلاوديوس” ونالت جائزة أفضل ديكور مسرحية “الخادمات”.

ونوّهت لجنة التحكيم -في تقييم تلاه عضو اللجنة المخرج رفعت الهادي- بغنى وتنوّع العروض المقدّمة، رغم ضعف الإمكانيات ما يعكس حراكا مسرحيا حقيقيا يبشّر بتطوّر الحياة المسرحية في محافظة السويداء عبر تجارب الشباب وأعمال المخضرمين وسط حضور جماهيري مكثف، ولفت رفعت الهادي إلى أن اللجنة اعتمدت في تقييمها للأعمال المشاركة المعايير الفنية والتقنية العلمية المعمول بها في الكثير من المهرجانات المسرحية العربية والدولية.

حراك مسرحي يبشّر بتطوّر الحياة المسرحية في محافظة السويداء

حراك مسرحي يبشّر بتطوّر الحياة المسرحية في محافظة السويداء

وكان المهرجان الذي نظمته مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية ودائرة المسرح القومي في السويداء، بالتعاون مع مديرية الثقافة في المحافظة، انطلق في السابع من ديسمبر الجاري على خشبة مسرح قصر الثقافة، واستمرّ ستة أيام متعاقبة بواقع عرض مسرحي يوميا، تخللتها جلسات حوارية نقدية حول العروض، وهي: “وحش طوروس” و”الفجر الآن” و”الخادمات” و”الثعلب والعنب” و”رسائل الفجر” و”آنا كلاوديوس”.

وتحكي مسرحية “آنا كلاوديوس” -التي قدّمتها فرقة مديرية الثقافة بالسويداء في ختام المهجران، وهي من تأليف وإخراج الأديب داود أبوشقرا- على مدى أكثر من ساعة عن شخص يعاني من هلوسات وهواجس جراء تعقيدات الحياة وتلاحقه الكوابيس، وعندما توقظه طَرقات سمعها في نهاية المسرحية دون أن يعرف مصدرها يعود إلى كوابيسه مجدّدا.

وأدّى شخصيات المسرحية كلّ من معن دويعر ومصطفى حماد ودارين عزام ومرهف صعب، فيما ضمّ كادر العمل في الديكور والسينوغرافيا فؤاد نعيم، وقامت بتصميم الملابس هدايا الباسط وتولى الإضاءة فيصل حاطوم، واشتغل رعد الصحناوي على مؤثرات الصوت واضطلعت أسيمة الباروكي بدور المخرجة المساعدة.

◄ مسرحية "وحش طوروس" قدمت على مدى ساعة وخمس وأربعين دقيقة كوميديا سوداء تحاكي الواقع السوري الراهن

وفي مسرحية “رسائل الفجر” استعرض المخرج وليد العاقل عذابات السوريات ومأساتهنّ خلال الحرب الأهلية التي عاشها البلد على امتداد عقد من الزمن بما تحمله من قصص ومشاعر إنسانية قاسية.

والعرض الذي قدّمته فرقة سنديان للمسرح الجامعي بالسويداء جسّد على مدار خمس وخمسين دقيقة أوجاع المرأة السورية الصابرة جراء ما لحقها من الحرب الإرهابية التي طالت الحجر والبشر عبر مونولوغات ذاتية لأربع سيدات ينتظرن في مكان مهجور بجانب البحر، ليدور بينهنّ صراع بين البقاء والانتماء والرحيل، حيث تحكي كل منهنّ قصتها المؤلمة وتنكأ جرحها النازف قهرا وفقدا وألما ودمارا.

ويقول مخرج العمل ومؤلفه وليد العاقل إنه حاول أن يعكس في المسرحية آثار الحرب الإرهابية على سوريا خلال عشر سنوات، عبر تناول نماذج لسيدات سوريات اجتمعن بشكل غير مخطّط له في أحد الأمكنة قبل بزوغ الفجر، ليعشن حالة مرتبكة متألمة ما بين من ترغب في ركوب البحر والرحيل ومن ترفض ذلك، تاركا التساؤل حول ذلك مفتوحا أمام الجمهور، لكونها حالة آنية قدّم فيها وجهتي النظر دون أن ينتصر لخيار على حساب آخر.

وحضرت حكايات إيسوب اليوناني بما تحمله من عبر ومواعظ وتناقضات في مسرحية “الثعلب والعنب” للمخرجة ليال الهادي، وهو عرض مقتبس عن نص عالمي للكاتب البرازيلي غيليرميه فيجويردو، ويحكي عن قصة إيسوب العبد الدميم الذي يُحضره السيد النبيل إكسانتوس هدية لزوجته كلايا التي تنظر له نظرة ازدراء، لكنه فطن وحكيم وذكي يروي الحكايات ويقدّم النصائح والحلول لمن يقصده، فارضا محبة الجميع له بمن فيهم كلايا التي عشقته ورفضها سعيا لحريته التي اختار أن يدفع حياته ثمنا لها.

وأدّى أدوار المسرحية أماني أبوعساف وإيناس الغوثاني ورائد السمان وسامر عزام وطلال أبوشديد ووئام شجاع. وضمّ فريق العمل الفني كلا من فارس الحلبي كمساعد مخرج ومنى الهادي في الإضاءة ولجين الهادي في الديكور ويارا صافي في المكياج وأيمن عزالدين في الموسيقى وراما زين الدين في تنفيذ المؤثرات الصوتية.

وضمّ فريق العمل الفني للمسرحية كلا من كاتيا أبوفخر كمساعدة مخرج وعمران الصفدي في الموسيقى وفيصل حاطوم في الإضاءة وعمران زين الدين في إدارة المنصة ووليد العاقل في السينوغرافيا والإخراج، أما التمثيل فكان للرباعي فاديا أبوترابة وتاج نعيم وصبا زهرالدين ومرح رحروح.

اللجنة اعتمدت في تقييمها للأعمال المشاركة المعايير الفنية والتقنية العلمية المعمول بها في الكثير من المهرجانات المسرحية العربية والدولية

وقدّمت مسرحية “وحش طوروس”، المقتبسة عن نص للكاتب التركي عزيز نيسين ومن إعداد وإخراج وئام البدعيش، على مدى ساعة وخمس وأربعين دقيقة كوميديا سوداء تحاكي الواقع السوري الراهن من خلال قصة نوري رب الأسرة الجبان الذي يفقد بطاقة هويته في إحدى رحلاته إلى أنقرة ويستفيد منها المجرم الملقب بوحش طوروس لكي يتستر بها على جرائمه.

وعندما يضطر ذلك الأب إلى تقديم شكوى في قسم الشرطة بسبب المالك الذي يريد طرده من المنزل تقوم الشرطة بالقبض عليه بصفته وحش طوروس الخطير ثم يتم الإفراج عنه، ويعتقد الجميع أنه فعلا ذلك الوحش ويعاملونه على هذا الأساس حتى عائلته ومالك منزله وجاره المجرم، ليتحوّل في النهاية إلى وحش فعلا يقف في وجه الضغوط والمضايقات كاشفا عن نوازع وتناقضات النفس البشرية التي يمكن أن تتغيّر وفق الظروف المحيطة.

وأدّى أدوار المسرحية كل من سمير البدعيش واعتدال شقير وتاج نعيم ووليد العاقل ومعن دويعر وأكرم العماطوري وحسن رسلان وفراس زين الدين والطفلة وله زين الدين. وضمّ كادر العمل الفني كلا من أسيمة الباروكي كمساعدة مخرج وأبي قصوعة وفيصل حاطوم في تصميم وتنفيذ الإضاءة وحسين الباشا في هندسة الديكور وفاديا أبوترابة في المكياج ورأفت البدعيش في تصميم الإعلان وأمجد الباروكي في التأليف الموسيقي ومهند البدعيش في تنفيذ الديكور وياسمين الهادي في تصميم الأزياء وغزل حمزة في الإضاءة المتحركة.

15