الكربوهيدرات المركّبة تساعد على إنقاص الوزن

ميونخ (ألمانيا) – أكدت مجلة “فرويندين” الألمانية على أن الكربوهيدرات تعتبر من المكونات الأساسية في النظام الغذائي الصحي. وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بأنها تزيد الوزن إلا أن النوع المركب منها قد يكون هو الحل في الحصول على هذا العنصر الغذائي الهام، والذي يساعد في الوقت نفسه على إنقاص الوزن.
هناك نوعان من الكربوهيدرات؛ البسيطة والمركّبة. الكربوهيدرات المركبة هي عبارة عن سكريات متعددة تتفكك فقط في الأمعاء الدقيقة بسبب تركيبتها الجزيئية المعقدة، وتمتاز بأنها ترفع مستوى السكر في الدم بشكل أبطأ ويظل ثابتا على مدى فترة زمنية أطول، وهذا بدوره يعني أن الكربوهيدرات المركبة تضمن شعورا بالشبع لفترة أطول.
أما الكربوهيدرات البسيطة فإنها تتفكك بسرعة في الدم، وتتبعها مستويات عالية من الأنسولين، ويعمل إفراز الأنسولين بسرعة على خفض نسبة السكر في الدم مرة أخرى ويؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
ومن الكربوهيدرات المركبة البازلاء الخضراء ومنتجات الحبوب الكاملة والكينوا والفشار والشوفان والفاصوليا.
الكربوهيدرات المركبة متعددة الأنواع، فمنها الألياف الغذائية وهي بطيئة الهضم وتُشعر الشخص بالشبع وتمنع ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ
وتحتوي هذه الكربوهيدرات على نسب عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف، ما يجعل عملية هضمها بطيئة وبالتالي يشعر الشخص بالشبع لفترات أطول، وكلما زادت درجة تعقيد الكربوهيدرات التي تتناولها كان ذلك أفضل.
ويتميز هذا النوع بأنه مصنوع من سلاسل سكرية طويلة نسبيًا، أي من 3 إلى 10 وحدات سكر في كل سلسلة، وتوفر الكربوهيدرات المركبة طاقة على جرعات وفترات أطول من تلك التي توفرها الكربوهيدرات البسيطة.
والكربوهيدرات المركبة متعددة الأنواع، فمنها الألياف الغذائية وهي بطيئة الهضم وتُشعر الشخص بالشبع وتمنع ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ. والنشا الذي يتم هضمه وامتصاصه بشكل سريع ويسبب ارتفاعا مفاجئا في سكر الدم.
كما تأتي هذه الكربوهيدرات من عدة مصادر أهمها الخضروات والفواكه.
وتعد الخضروات والفواكه مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية والكربوهيدرات المركبة التي تعتبر بطيئة الهضم وتشعر الشخص بالشبع لأطول فترة ممكنة وتمنع ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ. وعادة ما تتواجد في الخضروات خضراء اللون مثل البروكلي والسبانخ والثوم والبصل وبعض أنواع الفواكه مثل التوت والكيوي والرمان.
وتوجد الكربوهيدرات المركبة أيضا في الخضروات النشوية حيث يتم هضم وامتصاص النشا بشكل سريع ولكن أبطأ من عملية هضم السكريات والكربوهيدرات البسيطة، وقد تسبب ارتفاعا مفاجئا في سكر الدم لذا يجب الحذر عند تناولها.
ومن أمثلة الخضروات النشوية البطاطا بمختلف أنواعها والبازيلاء الخضراء.
كما تعد الحبوب الكاملة من أهم أنواع الكربوهيدرات المركبة، فهي تضم العديد من الفيتامينات والمعادن وتحسّن حركة الأمعاء، بالإضافة إلى قدرتها على جعل الشخص يشعر بالشبع لمدة طويلة.
ومن أمثلة الحبوب الكاملة دقيق الشوفان والشعير والذرة والفشار ورقائق الفطور المصنوعة من الحبوب الكاملة والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
وبالإضافة إلى كونها مصدرا غنيا بالكربوهيدرات المركبة تعد البقوليات أيضًا مصدرا مهما للبروتينات والفيتامينات والمعادن وتمتلك العديد من الخصائص المضادة للأكسدة.
ومن أمثلة البقوليات الغنية بالكربوهيدرات المركبة العدس والفاصولياء بمختلف أنواعها وفول الصويا.
وتعتبر الكربوهيدرات المركبة أفضل بكثير من الكربوهيدرات البسيطة، وذلك لأن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المركبة تحتاج إلى فترات أطول ليتم هضمها، الأمر الذي يشعر الشخص بالشبع لفترات أطول وبالتالي يقلل من الرغبة في تناول الطعام خلال اليوم ويسيطر على الشهية.
كما أن عملية الهضم البطيئة هذه تعني أن الطعام يحتاج وقتًا أطول حتى يتحول غلى غلوكوز، وبالتالي لا تحدث أي ارتفاعات مفاجئة في مستويات سكر الدم، وهذا هام بشكل خاص لفئات معينة مثل مرضى السكري.
وليس صحيحًا تمامًا أن الكربوهيدرات تسبب السمنة، فهي أنواع، والكربوهيدرات المركبة تحديدًا يحتاجها الجسم لتسهيل عملية خسارة الوزن بشكل صحي؛ إذ تساعد على السيطرة على الشهية والتحكم في الرغبة في تناول الطعام خلال اليوم.
وبسبب غنى الكربوهيدرات المركبة بالفيتامينات والمعادن والألياف الصحية ومضادات الأكسدة يساعد تناولها بانتظام على خفض مستويات الكولسترول السيء في الجسم، الأمر الذي يعزز صحة جهاز الدوران بشكل عام.