قُبل "الإفطار الأخير" تشغل السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي

دمشق - أثار فيلم “الإفطار الأخير” جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، ليس لقصته وإنما لاحتوائه على قبل تجمع بين بطلي الفيلم عبدالمنعم عمايري وكندة حنا.
وظهر عمايري في أحد المشاهد وهو يقبّل حنا قبلة سريعة على فمها خلال تواجده بالحمام لحلاقة ذقنه، وفي مشهد آخر ظهر الثنائي وهما يتبادلان قبلة طويلة. وتم الترويج للفيلم بهذين القبلتين إلى جانب مشهد ثالث تظهر فيه امرأة مضرجة بدمائها في منزلها.
واستحوذت القبل التي نشرت ضمن البرومو الدعائي للفيلم على الاهتمام الأكبر من الجمهور ومستخدمي مواقع التواصل في وقت أغفل المشهد الذي تظهر فيه كندة ملطخة بالدماء بعد أن أصابتها في منزلها قذيفة جراء الحرب أودت بحياتها.
وانتشر البرومو الدعائي بكثافة خاصة على موقع فيسبوك وحصد مئات الآلاف من المشاهدات. كما تصدر البحث عن البرومو الدعائي ترند غوغل في سوريا.
وقال حساب على تويتر:
TheSyrianTweet@
في ذلك المشهد الذي انتشر، قلّة من المتابعين تأثروا بمشهد “رندة” وهي غارقة في دمائها، لصالح التركيز على القبلة، وبدأ هجوم عدد لا بأس به من الجمهور على المشهد الذي اعتبروه “خادشاً للحياء”، وفي هذا المصطلح تقليل كبير من شأن العبارات القاسية التي وجهها الجمهور للفنانين وحتى لزوج كندا.
وعرض فيلم “الإفطار الأخير” لأول مرة ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية مؤخراً، وهو من تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 2019.
ولم يعلق بطلا الفيلم على الانتقادات التي تطالهما منذ أيام وعلى مشاهد القبل التي وصفتها الأغلبية بـ”الجريئة” و”الغريبة” على الدراما السورية.
وتدور قصة الفيلم حول زوجين فرقهما الموت حيث توفيت الزوجة بينما كان يتناولان الإفطار وبقيت قصة حبهما والتفاصيل التي حملها الزوج لها في ذاكرته المليئة بالأحداث وكانت لديه رغبة شديدة في اللحاق بها حتى التقى بشخص مليء بالطاقة حفز رغبته في البقاء على قيد الحياة.
وسخر مغردون على تويتر من الانفصام الذي يميز المشاهد العربي الذي طبّع مع الموت ومشاهد القتل والدماء فيما تستفزه قبلة موظفة في إطار درامي. في المقابل اعتبر آخرون أن الدراما السورية بدأت بتجاوز الخطوط الحمراء بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وكتبت معلقة منتقدة:
banajeme@
يعني الفيلم بإمكانه أن يؤدي رسالته دون هذه المشاهد وستصل بصورة أفضل لا أعرف ما هو الهدف من انجرار صناع الدراما والتي هي موجهة بالأصل للمجتمع المحافظ بغالبيته غير إثارة الجدل لم يعد الهدف التركيز على المقولة أو إيصال فكرة لأنها ضلت الطريق ولم تصل إلى المجتمع ليس منافق هو له خصوصيته.
وأضافت:
banajeme@
من حق أي بيئة أن تحافظ على خصوصيتها وسماتها وهويتها أما أن تلبس بيئتك غير ثيابها فهاذا سيؤدي إلى نتيجة مشوهة حتما.
واستذكر معلقون لقطة الحمام الشهيرة من مسلسل “قيد مجهول” للفنان عبدالمنعم عمايري حيث يظهر الأخير في أحد المشاهد وهو على كرسي الحمام شبه عار وتعرض حينها عمايري لهجوم كبير من قبل الجمهور.
وكان إعلان مسلسل “شارع شيكاغو” فجّر الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت فيه سلاف فواخرجي بوضعية اعتبرها البعض “جريئة” مع الممثل مهيار خضور.
وقالت الممثلة السورية سلاف فواخرجي إنها لم تتوقع أن يلقى البوستر الدعائي لمسلسلها الجديد “شارع شيكاغو” كل هذه الضجة.
وتعرض الممثلان لانتقادات عديدة من مغردين اعتبروا صورة إعلان المسلسل “خادشة للحياء” و”منافية للعادات والتقاليد”.
وأوضحت فواخرجي أن المشكلة لا تكمن في النقد فهي تقبل النقد البناء لكن المشكلة في الشتائم اللاذعة التي تلقتها كونها العنصر الأنثوي الوحيد في البوستر. وأعربت فواخرجي عن أسفها لأن “كل الشعوب تتقدم إلى الأمام إلا المجتمعات الشرقية فهي تقف أو تعود إلى الوراء اجتماعيا”.