كتاب جماعي يحتفي بتطوان ملتقى الثقافات

قراءة هذا المصنف الشامل تشبه خوض رحلة في جغرافية المدينة، ورحلة موازية عبر تاريخها العريق، منذ عصور ما قبل الميلاد، وإلى اليوم.
الأربعاء 2021/12/01
عمق تاريخي مغربي وأفق أندلسي قديم

تطوان (المغرب)– تنظم دار الشعر بتطوان حفل تقديم وتوقيع الكتاب الجماعي “تطوان.. إرث وطموحات متوسطية”، مساء يوم السبت الرابع من ديسمبر 2021، بفضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان. ويشارك في تقديم الكتاب محمد لطفي المريني ومصطفى عديلة وجعفر ابن الحاج السلمي، مع قراءات شعرية لحسناء داود وعبدالرحمن الفاتحي وفاطمة الزهراء الصغير. أما الحفل الفني لهذه الاحتفالية الخاصة فيحييه “جوق الحائك التطواني”، برئاسة الفنان أمين الشعشوع.

“تطوان.. إرث وطموحات ومتوسطية” من الكتب النفيسة عن مدينة تطوان بما تختزنه من ذاكرة ثقافية كحاضرة متوسطية لها عمق تاريخي مغربي وأفق أندلسي قديم.

رحلة عبر تاريخ المدنية الممتد لقرون

وقد صدر الكتاب، حديثا، عن دار النشر “أكسيون التواصل”، بإدارة وإشراف كريمة بنيعيش وسعد الحصيني. وتتوزع متونه وصوره على ستة فصول؛ بدأت من بسط لتاريخ المدينة، الممتد على مدى عدة قرون، بينما تناول الفصل الثاني “تطوان والتراث”، ليتطرق الكتاب إلى المدينة بوصفها ملتقى الثقافات، ومن ثم يناقش الثقافة والفنون في هذه المدينة المبدعة في فصل رابع، يعقبه فصل خامس عن الصنائع التقليدية، بينما كان الفصل السادس والأخير عن الفضاءات الأثيرة للسياحة والرياضة والترفيه في المدينة.

تشبه قراءة هذا المصنف الشامل خوض رحلة في جغرافية المدينة، ورحلة موازية عبر تاريخها العريق، منذ عصور ما قبل الميلاد، وإلى اليوم. نقرأ في التقديم الذي وضعه بنيعيش والحصيني لهذا الكتاب أن تطوان، مثلها في ذلك مثل غرناطة أو قرطاج أو الإسكندرية أو نابولي، وحدة عمرانية انبثقت من التنوع تعتبر “تجسيدا للتفرد والتنوع المتوسطي. إنها وحدة عمرانية انبثقت من التنوع وتطورت في أحضانه، سهلة التأثر، ودائمة التجدد عبر العصور”. من هنا، أعلن الكتاب عن رهانه الثقافي، بما هو “عمل يهدف إلى أن يكون إطلالة على غنى هذه المدينة، وعلى أسرارها وألغازها، وكذا على جمالية عمرانها، وفن العيش فيها”.

ويذكر أن هذا الكتاب هو الثالث الذي صدر ضمن هذا المشروع، بعد كتاب مماثل عن “سلا”، وآخر عن العاصمة الرباط، بعد إصدار كتاب مؤسس لهذا المشروع بعنوان “المغرب الحي”. وقد ترجم وراجع نصوص هذا الكتاب كل من فاطمة آيت محند وعبدالعالم دينية ومحمد لطفي المريني، أما الصور فكانت بعدسة تيدي سوكان. بينما شارك في كتابة النصوص فاطمة آيت محند وعبدالواحد أكمير وامحمد بنعبود وسلمون بنعطار وكريمة بنيعيش والمهدي الشعشوع وشرف الدين ماجدولين وإسماعيل شارية وشريفة الدحروش وحسناء داود وعبدالعالم دينية وعبدالرحمن الفاتحي ومصطفى الحر وأحمد الحسني ويسرى الحسني وجمال أحجام وسعد الحصيني ولطفي المريني والمهدي الزواق وأنس الصوردو ومحمد التويجر وعبدالعزيز الطريبق ومخلص الصغير.

وكانت دار الشعر بتطوان أحدث مؤسسة ثقافية دولية احتفى بها هذا الكتاب، مؤكدا أن اختيار تطوان لإقامة أول دار للشعر في المغرب إنما جاء “تكريما لهذه المدينة التي شهدت ميلاد الحداثة الشعرية المغربية والعربية، منذ أربعينات القرن الماضي، مع شعراء وكتاب مغاربة ولبنانيين وإسبان، في طليعتهم الشاعر الإسباني خوان رامون خمينيث، الحائز على جائزة نوبل، والشاعر الإسباني رفائييل ألبيرتي والشاعرة طرينا ميركادير، مؤسسة مجلة ‘المعتمد‘ في المغرب، والشاعر المغربي محمد الصباغ ومحمد السرغيني وعبدالكريم الطبال ومحمد البوعناني وإدريس الجاي، وكبار الكتاب اللبنانيين أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وبولس سلامة ورياض معلوف، وفدوى طوقان وإبراهيم طوقان من فلسطين، وعيسى الناعوري من الأردن، وفؤاد التكرلي من العراق”.

12