تونس تأمل في مشاركة قوية بكأس العرب

تبحث تونس عن لقب ثان لكأس العرب بعد الدورة الافتتاحية عام 1963 بمواجهة منتخبين يعانيان في الدور النهائي من تصفيات المونديال في آسيا، الإمارات وسوريا، فيما تكمل موريتانيا عقد المجموعة بعد نهضتها الأخيرة وبلوغها النهائيات الأفريقية مرتين تواليا.
بيروت - اكتفى المنتخب التونسي بمشاركتين فقط في كأس العرب في كرة القدم ظفر خلالهما بلقب أول في 1963 وسيخوض الثالثة في قطر بدءا من الثلاثين من نوفمبر الجاري، برغم أنه كان من مؤسّسي البطولة.
وظفر نسور قرطاج بلقب النسخة الأولى التي أقيمت في بيروت عام 1963، حيث حقّق العلامة الكاملة حينها بأربعة انتصارات متتالية على سوريا 1 - 0 والأردن 4 - 0، والكويت 5 - 1 ولبنان المضيف 1 - 0.
وكان المنتخب التونسي في تلك الفترة من بين الأقوى عربيا بإشراف المدرب الفرنسي أندريه جيرار وبقيادة عبدالمجيد الشتالي ورؤوف بن عمور الذي سجّل هدف الفوز في مرمى سوريا في المباراة الأولى للفريق والتي فتحت أمامه باب الانتصارات المتتالية. كما برز محسن حباشة ومحمد صالح الجديدي وحميد هنية والمنجي حدّاد الذي توّج هدافا للبطولة بأربعة أهداف. وحلّ المنتخب نفسه وصيفا لبطل أفريقيا 1965 خلف غانا.
وقال الشتالي في حديث صحافي إن النسخة الأولى شهدت تنافسا بين منتخب بلاده ونظيره السوري “حيث كان ينظر للفائز كبطل للدورة وهذا ما حدث تماما”.
غياب متكرر
وغاب المنتخب الأحمر عن الدفاع عن لقبه في النسخة الثانية التي أقيمت في الكويت، وتكرّر الغياب حتى نسخة الأردن 1988 عندما عاد للمشاركة بمنتخب فاقد للبريق، على الرغم من وجود أسماء مميزة مثل نبيل معلول ومحمد المحجوبي ومراد العقبي ولطفي الرويسي والمخضرم طارق دياب.
إلاّ أنّ هذا الفريق الذي قاده المدرب توفيق بن عثمان لم يُكتب له تخطي الدور الأول بعد التعادل في 3 مقابلات، ضد العراق (1 - 1) والسعودية (1 - 1) ومع لبنان الذي كان قد تبددت آماله 1 - 1 وخسر أمام مصر 0 - 1 في مباراة قوية. وأدار منتخب نسور قرطاج ظهره للبطولة العربية في باقي النسخ بسبب ارتباطاته الأكثر جدوى في كأس الأمم الأفريقية التي توج بلقبها عام 2004 وكأس العالم حيث تأهل في نسخ 1998 و2002 و2006 و2018.
وسيعود إليها في نسخة قطر التي ستجرى بإشراف فيفا، حاملا الآمال بمشاركة قوية حدّد هدفها رئيس الاتحاد الحالي وديع الجريء بالوصول إلى الدور نصف النهائي على أقل تقدير مع تشكيلة قوية يقودها المدرب منذر الكبير. وقع في مجموعة ثانية تضمّ الإمارات وسوريا وموريتانيا.
تحمل المشاركة السورية في كأس العرب العاشرة لكرة القدم في الدوحة الرقم سبعة، في تاريخ مسابقة شكّلت فيها منافسة قوية في ثلاث من بطولاتها، قبل أن تتحوّل إلى متفرج دون بصمة تذكر.
تونس اكتفت بمشاركتين فقط ظفرت خلالهما بلقب أول في 1963 وستخوض الثالثة في قطر بدءا من الثلاثين من نوفمبر
واللافت أن المنافسة السورية على ألقاب هذه البطولة تحققت في زمن الهواية، ففي النسخة الأولى في بيروت عام 1963 على طريقة الدوري من مرحلة واحدة بمشاركة خمسة منتخبات، احتل المنتخب السوري المركز الثاني بعد فوزه على الأردن والكويت ولبنان وخسارته أمام تونس.
ومن أسماء اللاعبين اللامعة التي مثلت سوريا في تلك البطولة أفيديس كولكيان وحنين بتراكي ووائل عقاد وفيليب الشايب وموسى شماس (87 عاما راهنا).
وغابت سوريا عن النسخة الثانية التي أقيمت في الكويت عام 1964 والطريف أن عدم المشاركة سببه عدم توفر مبلغ نفقات السفر وكان قدره عشرة آلاف ليرة سورية.
وكرّرت سوريا إنجازها في النسخة الأولى باحتلالها المركز الثاني في النسخة الثالثة التي أقيمت في بغداد 1966، ففازت على اليمن الشمالي وفلسطين ولبنان وتعادلت مع ليبيا، قبل أن تخسر مباراة اللقب أمام العراق 1 - 2.
وبرز في تلك البطولة حارس سوريا فارس سلطجي الذي نال شهرة واسعة، حتى أن بعض التجار العراقيين وضعوا صورته على علب التمور ترويجا لمنتجاتهم.
وغابت سوريا عن المشاركة في النسخة الرابعة التي أقيمت في السعودية عام 1985، قبل أن تعود إلى النسخة الخامسة في الأردن 1988 وتكرّر إنجازها في النسختين الأولى والثالثة لتحتل مجددا المركز الثاني.
وتحوّل منتخب سوريا من منافس في بطولات كأس العرب السابق إلى مجرد متفرج في البطولات اللاحقة. ففي النسخة السادسة التي أقيمت في سوريا عام 1992 على هامش منافسات الدورة الرياضية العربية، تعادلت في الدور الأوّل مع السعودية 1 – 1 ومع فلسطين 0 – 0 وحلت ثانية في مجموعتها.
هدف الإعداد
تشارك الإمارات في كأس العرب لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخها، بطموح تحقيق نتيجة أفضل من المركز الرابع الذي أحرزته في نسخة 1998 والإعداد للمباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر.
وغاب”الأبيض” عن النسخ الست الأولى من البطولة، قبل أن يشارك في السابعة في الدوحة وأوقعته القرعة في المجموعة الثالثة، حيث خسر أمام المغرب 0 - 1 وفاز على السودان 4 – 1، ليتأهل إلى نصف النهائي ويسقط أمام قطر المضيفة 1 - 2، ثم أمام الكويت 1 - 4 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
ويتذكّر وليد عبيد لاعب أندية الشباب والأهلي ودبي والإمارات السابق والذي كان ضمن تشكيلة 1998، المشاركة الوحيدة ويقول “أحمل ذكريات جميلة من البطولة، فقد كان الاستدعاء الأول لي للمنتخب بعد تألقي مع نادي الشباب، وكانت بداية مرحلة جديدة للمنتخب مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش”.
وتابع “في تلك الفترة مزجت تشكيلة المنتخب التي اختارها كيروش (درّب الإمارات من 1998 حتى 1999) بين لاعبي الجيل السابق، مثل حارس المرمى محسن مصبح ومحمد عبيد حمدون وإسماعيل راشد والجديد الذين كنت أنا من بينهم”.
واستطرد “قدّمنا مباريات جيدة في دور المجموعات، ففزنا على السودان وخسرنا أمام المغرب في الوقت القاتل وتأهلنا في صدارة مجموعتنا بفارق الأهداف، ثم خسرنا في دور الأربعة أمام قطر ولعبنا من دون دافع أمام الكويت لنسقط بالأربعة”.