"بستان الشرق" سيتكوم عربي تدور جميع أحداثه في فندق

الكاتب السوري ممدوح حمادة يقول إن العمل تجربة جديدة، والفكرة التي ستطرح فيه هي عرض الأحداث الطازجة بشكل مباشر.
الجمعة 2021/11/19
السوري أندريه سكاف يظهر بشخصية "الجني" في السيتكوم

دمشق - عاد الكاتب السوري ممدوح حمادة إلى ملعبه الدرامي الذي طالما تميّز فيه وهو الكوميديا، وذلك عبر مسلسل جديد حمل عنوان “بستان الشرق”، والذي يعدّ أول عمل “سيتكوم” عربي طويل يمتدّ موسمه الأول على مدار مئتي وخمسين حلقة، وهو مؤلف من أربعة مواسم.

وتدور أحداث العمل الذي يخرجه العراقي محمد خير العمري تحت إدارة المخرج محمد العنزي ومن إنتاج شركة “ميتافورا” ضمن فندق يحمل اسم “بستان الشرق”، حيث سيرى المُشاهد من خلاله انعكاس ما يحدث في العالم من أحداث كبرى على المجموعة المتواجدة داخل الفندق من إدارة وموظفين ونزلاء.

ويضمّ العمل المقرّر انطلاق عرضه نهاية العام الجاري فنانين من مختلف الجنسيات العربية، فمن سوريا يؤدّي الممثل مازن الناطور دور شخصية “فؤاد رحمة”، ويظهر أندريه سكاف بشخصية “الجني”، وعبدالحكيم قطيفان في دور “يونس مروتواني”.

ممدوح حمادة: العمل يحمل العديد من الإسقاطات على الأوضاع العربية الراهنة

أما الفنان محمد حداقي فيقدّم شخصية “مسعود بلندخ الحلاق”، ونزار أبوحجر في دور “صالح سلامة”، وتظهر سوسن أبوعفار في دور “نورا حبوس” وشادي الصفدي بدور “وليد جرابق”.

ومن لبنان يشارك الفنان عباس شاهين في دور “جميل حصرم”، ومن مصر تشارك منى هلا بشخصية “سناء عجبة” وأحمد سلطان بدور “زياد سعدو” ومحمد جمال خضر بدور “رابح جمارة: الطباخ”.

ومن فلسطين يشارك الفنان حسن عويتي بدور “عبدالقادر أبوالمجد”، ومن الأردن عمر زوريا بدور “فريد شنشل”، ومن قطر فيصل رشيد بشخصية “وائل مسعود” وغيرهم.

وكوميديا الموقف أو السيتكوم هي نوع من المسلسلات التلفزيونية الكوميدية التي بدأت في الظهور في الولايات المتحدة في العام 1951 من خلال المسلسل الشهير “أحب لوسي” قبل أن يكتسح العالم العربي في عدد من المسلسلات الشهيرة التي عادة ما تصّور في موقع داخلي واحد مثل: “عايزة أتجوّز” المصري و”يوميات جميل وهناء” السوري و”شوفلي حل” التونسي وغيرها الكثير.

وعن سبب اختيار الفندق لحكايات العمل، قال كاتبه ممدوح حمادة “الفندق يقبل دخول كل الشخصيات التي يمكن أن نحتاجها دون أن نضطر إلى الفبركة والتوليف”.

ورغم المنحى الذي اتخذه مخرجو ومنتجو الدراما العربية في الآونة الأخيرة نحو المسلسلات القصيرة، إلاّ أن حمادة يتّجه في مسلسله الكوميدي الاجتماعية السياسي العربي نحو طريق معاكس عبر عمله المؤلف من مئتي وخمسين حلقة، مبيّنا أن إطلاق تسمية عمل طويل على “بستان الشرق” مضللة بعض الشيء، فهو عمل يتألّف من قصص كثيرة مستقلة، والمُشاهد يمكنه متابعة ما يشاء من الحلقات دون أن يضطرّ للعودة إلى ما سبق من حلقات، ممّا لا يلزمه الانتظار والترقّب، فكل عشرين دقيقة تحمل قصة جديدة ومنفصلة.

وحول نوع العمل يُشير حمادة إلى أنه عبارة عن حلقات مستقلة، ولكن قسم من الشخصيات ثابتة، أي ضمن ما يصطلح على تسميته دراميا بـ”المتصل المنفصل”.

وقال الكاتب السوري إن العمل تجربة جديدة، والفكرة التي ستطرح فيه هي عرض الأحداث الطازجة مباشرة “مثلا، حدث مهم وقع اليوم سيعرض للمُشاهد في الحلقة التي ستعرض بعد غد”.

Thumbnail

وحمادة الذي ينتظر الجمهور أعماله بتفاؤل كبير، لاسيما مع الانحدار الواضح في الكوميديا المطروحة مؤخرا، يرى أن ذلك التفاؤل يشكّل حالة من القلق والخوف لديه، وأنه لا يستطيع تقديم وعود سابقة للعرض، ولكنه يؤكّد أنه بذل كل جهده كي يقدّم ما يليق بتطلّعات المُشاهد، آملا في أن يستطيع ملامسته والحديث عن همومه.

ويفضّل حمادة ترك العمل يتحدّث عن رسائله بنفسه، منوّها بأنه يحمل العديد من الإسقاطات على الأوضاع العربية الراهنة في صلتها بالحرب السورية.

وممدوح حمادة هو أحد أبرز كتاب السيناريو في سوريا، ولد في هضبة الجولان السورية المحتلة، نزح في طفولته وعاش مع أسرته في السويداء إلى حين سفره إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة في كلية الصحافة في جامعة بيلاروسيا، حيث تخرّج فيها عام 1994 بدرجة دكتوراه، بعدها درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون الحكومية البلاروسية وتخرّج فيها عام 2009.

أخرج فيلمين أولهما “ضمانات للمستقبل” وهو فليم روائي قصير مدته ثلاثون دقيقة، وكان مشروع تخرّجه وهو من تأليفه وإخراجه، كما أخرج فيلما آخر مستمّدا موضوعه من الحرب السورية بعنوان “ما زلت على قيد الحياة” مدته سبع دقائق.

وأثناء دراسته وإقامته في بيلاروسيا مارس فن الكاريكاتير بشكل متقطّع ونشر رسومه ومقالاته في الصحف البيلاروسية، وخاصة مجلة “فوجيك” الساخرة التي نشر فيها رسومه بين عامي 1990 و1994، كما شارك في عدد من مهرجانات الكاريكاتير في مختلف أنحاء العالم، وعمل أيضا لفترات متقطّعة في عدد من الصحف العربية كصحافي غير متفرّغ.

بدأ كتابة السيناريو في العام 1995 وتميّز بأسلوبه الكوميدي الناقد، وحقّق نجاحا كبيرا مع المخرج هشام شربتجي من خلال سلسلة “النجوم” ومسلسلات أخرى، كما نجح مع المخرج الليث حجو من خلال سلسلة “بقعة ضوء” ومسلسل “ضيعة ضايعة”.

وحقّقت جميع المسلسلات التي قام بتأليفها انتشارا عربيا كبيرا ونجاحا منقطع النظير ليصبح من أهم الكتاب في سوريا، وهو بالإضافة إلى السيناريو مارس كتابة القصة حيث صدرت له خمسة كتب.

13