مصر تعكف على لمّ شمل ملوك الفراعنة

الأقصر (مصر) - تتواصل المشروعات الأثرية المصرية الهادفة إلى إعادة تركيب التماثيل الضخمة لملوك مصر القديمة داخل عدد من المعابد والمواقع الأثرية بالبلاد.

وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية مصطفى وزيري أن مشروعاً سينطلق بمعابد الكرنك لترميم وإعادة تركيب تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث، والذي سبق جمع قطعه الـ70 فوق مصاطب بالمنطقة الجنوبية من الصرح العاشر داخل معابد الكرنك.

وبحسب تصريحات وزيري، فإن هذا التمثال هو الأضخم الذي سيتم ترميم قطعه وتركيبه ويصل ارتفاعه إلى 20 متراً، وسيستغرق العمل عليه عاما كاملاً لينضم إلى مجموعة من التماثيل الضخمة التي أُعيد جمع قطعها المتناثرة وترميمها وإعادة تركيبها في معبد الأقصر الذي شهد إعادة تركيب ثلاثة تماثيل ضخمة أمام الصرح الرئيسي، بجانب إعادة تركيب تمثالين كبيرين في الواجهة الغربية للمعبد.

وفي داخل المعبد جرى جمع وتركيب أجزاء لثلاثة رؤوس من تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، وفي منطقة صان الحجر في محافظة الشرقية أُعيد تركيب أربع مسلات بجانب تمثال للملك رمسيس الثاني، فيما تمّت إعادة تركيب تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني داخل المتحف المصري الكبير.

وأشار وزيري إلى أنه بجانب ما تم من مشروعات سابقة وانطلاق مشروع تركيب تمثال الملك أمنحتب الثالث، فإن العمل سينتهي بنهاية الشهر الجاري في مشروع كان قد انطلق العمل فيه قبل قرابة خمسة أشهر، وهو مشروع إعادة تركيب تمثال ضخم للملك تحتمس الثاني كان مهملاً داخل معابد الكرنك الأثرية الشهيرة في مدينة الأقصر على مدار المئات من السنين.

وحول تفاصيل مشروع ترميم وتركيب تمثال الملك تحتمس الثاني والذي ينتهي العمل به نهاية الشهر الجاري، قال عبدالحكيم البدري المشرف على المشروع إن التمثال يقع أمام الواجهة الجنوبية الغربية لبوابة الصرح الثامن بمعابد الكرنك، وهو منحوت من الحجر الرملي، والذي جرى جلبه من محجر الجبل الأحمر بالقرب من القاهرة، وإن التمثال يمثل الملك تحتمس الثاني جالسا على العرش واضعاً يديه على ركبتيه مرتديا الرداء الملكي.

ويضيف البدري أنه تم العثور على أجزاء عديدة منه خلال الحفريات الأثرية السابقة التى تمت بواسطة أعضاء المركز المصري – الفرنسي مثل العثور على أجزاء من بدن التمثال وجزء من الوجه، وأن النقوش على قاعدة التمثال تشير إلى قيام الملك تحتمس الثانى بإهداء التمثال إلى الإله آمون رع، ويحمل التمثال عبارات تحتمس الثانى محبوب الإله آمون، كما تشير النقوش إلى قيام الملك تحتمس الثالث بترميم التمثال فى العام 42 من فترة حكمه.

وأشار الدكتور عبدالحكيم البدري إلى أن المشروع يتضمن بجانب ترميم وتركيب التمثال، تطوير المنطقة المحيطة به، مع وضع لوحات إرشادية وإنشاء سياج حول التمثال، هذا إلى جانب أعمال التنظيف والترميم.

ومن جانبه قال محمد عبدالبديع رئيس الإدارة المركزية لأثار مصر العليا إن مشروع ترميم وتركيب تمثال الملك تحتمس الثاني سبقته دراسات أثرية وتاريخية للتمثال، والاطلاع على السجلات الأثرية بحثاً عن أية أجزاء من التمثال داخل المخازن المتحفيّة في المنطقة، بجانب توثيق التمثال والأجزاء المنفصلة منه وترقيم القطع الأثرية المكونة له.

ولفت إلى أن هذا التمثال يكتسب أهمية خاصة، وذلك نظرا إلى قلة التماثيل المكتملة لهذا الملك والتي تقتصر على تمثال بارتفاع مترين، وآخر بارتفاع 160 سنتيمترا بجانب رأس تمثال نقلت للعرض المتحفي. ويُعد التمثال الذي يخضع لعملية ترميم وإعادة تركيب الأكبر للملك تحتمس الثاني، وأكبر تمثال من الكوارتزايت لملك جالس فى معابد شرق مدينة الأقصر.