الكاظمي يعرف "جيدا" المتورطين في محاولة اغتياله

بغداد - أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مساء الأحد أنه يعرف "جيدا" من يقف خلف محاولة اغتياله، متوعدا بالكشف عن المتورطين، في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت قبل حوالي شهر.
ونجا الكاظمي من محاولة اغتيال فجر الأحد باستخدام طائرة مسيّرة استهدفت مقر إقامته داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وجاءت محاولة اغتيال الكاظمي في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج انتخابات العاشر من أكتوبر، إذ ترفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلحة، النتائج الأولية التي بيّنت تراجع عدد مقاعدها.
وقال الكاظمي خلال جلسة طارئة لحكومته في بغداد "تعرض منزلي لاعتداء عبر استهدافه بطائرات مسيّرة وجهت إليه بشكل مباشر، وهذا العمل الجبان لا يليق بالشجعان، ولا يعبر عن إرادة العراقيين".
وأضاف "سنلاحق الذين ارتكبوا الجريمة، نعرفهم جيدا وسنكشفهم".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن ثلاث طائرات مسيّرة استُخدمت في الهجوم، من بينها طائرتان اعترضتهما قوات الأمن وأسقطتهما بينما أصابت الطائرة المسيّرة الثالثة مقر إقامة الكاظمي.
وقال الكاظمي خلال الجلسة الاستثنائية للحكومة إن "نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة، إنما واجبنا انصب على توفير الأمور المالية والأمنية لإجراء الانتخابات".
وأضاف، دون أن يذكر أسماء محددة، أن "هناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق ويريده دولة عصابات، ونحن نريد بناء دولة".
وأردف رئيس حكومة العراق "حاربنا الفساد ولن نتوقف عن ملاحقة الفاسدين، ولن نسمح بأي توسط لهؤلاء، ولن يفلتوا من العدالة".
وتابع الكاظمي أن "هناك من يريد أن يختطف العراق، لكننا لن نسمح بذلك، فالعراق أكبر من أي محاولات لتقزيمه، وكذلك لن يكون عرضة لمغامرات طائشة، لأنه يمتلك شعبا واعيا وإرثا حضاريا عميقا".
وقال "أمرنا بفتح التحقيق الفوري في الأحداث التي حصلت مع المحتجين أمام المنطقة الخضراء الجمعة، وسنضع أي متجاوز خلف القضبان ونقدمه للعدالة، لأننا لا نفرق بين العراقيين".
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم الذي استهدف رئيس الوزراء العراقي بالعمل الإرهابي على الدولة العراقية، مؤكدا أن فريق الأمن القومي الخاص به سيساعد في تحديد هوية منفذي الهجوم.
وقال في بيان أدان فيه الهجوم بشدة "أصدرت تعليمات إلى فريق الأمن القومي لمساعدة قوات الأمن العراقية"، مشيرا إلى وقوف واشنطن بحزم مع الحكومة والشعب في العراق لدعم سيادته واستقلاله.
وأضاف "أبدي ارتياحي لعدم إصابة رئيس الوزراء وأشيد بالقدرات التي أظهرها كزعيم عبر الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس"، مطالبا بمحاكمة المسؤولين عن هذا الهجوم.
وكشف المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول مساء الأحد، أن محاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الحكومة "كان مخططا لها بشكل دقيق" وأن القوات العراقية جاهزة للرد على أي اعتداء.
وأوضح المتحدث العسكري أن الطائرتين المسيّرتين اللتين استهدفتا مقر إقامة الكاظمي بالمنطقة الخضراء في بغداد، حلقتا بارتفاع منخفض مما يمنع كشفهما عبر أجهزة الرادار.
واستبعد المتحدث العسكري أن يكون الهجوم على منزل رئيس الحكومة العراقية تقف وراءه عصابات داعش و"أن ما جرى ليس من عمل داعش، وهو عمل خطير جدا ولو قدر له النجاح لكان العراق اليوم في وضع خطير وبحر من الدماء".
وشهدت شوارع بغداد الكبرى مساء الأحد انتشارا واسعا للقوات العسكرية والأمنية خارج نطاق المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة، رافقها نشر آليات مدرعة في مشهد غير مسبوق منذ سنوات.