عدوى مرض السل تنتقل بالتنفس

باريس – خلصت دراسة حديثة إلى أن مجرد التنفس قد يكون سببا رئيسيا لانتقال عدوى السل، ما قد يغير استراتيجيات احتواء هذا المرض التي تركزت تاريخيا على أبرز أعراضه: العطس.
ويذكّر هذا النقاش بذلك الذي حصل في الأوساط العلمية في بداية جائحة كوفيد – 19؛ ذلك أنه في حال تأكيد فرضية انتقال السل من خلال التنفس، فهذا يعني أن معالجة الأشخاص الذين أصيبوا بالأعراض لا تكفي لوقف تفشي المرض.
ففي الواقع “يترك هذا الأمر مجالا لتفشي العدوى بصورة لا يستهان بها قبل خضوع الأشخاص المصابين لأي علاج”، حسب ما أكده لوكالة فرانس برس أحد معدي الدراسة وهو راين دينكيلي من جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
وأشار دينكيلي إلى أن المقاربة الجديدة ضد المرض يجب أن تقوم على رصد الأشخاص المصابين بالسل دون انتظار خضوعهم للعلاج. وقال “إذا كان انتقال العدوى ممكنا في غياب أي أعراض، فإن ذلك يعقّد المهمة كثيرا”.
قد يبقى المريض المصاب بالعدوى دون أعراض مع قابليته لنقل العدوى إلى الآخرين لمدة سنتين أو ثلاث أو أكثر
وقُدمت هذه النتائج التي لم تخضع بعد للمراجعة من علماء آخرين، خلال مؤتمر دولي عبر الإنترنت خُصص للصحة الرئوية. والسل مرض معد يصيب الرئتين في أكثر الأحيان، بسبب بكتيريا تُعرف بالمتفطرة السليّة أو عصية كوخ، نسبة إلى اسم مكتشفها.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 1.5 مليون شخص يموتون بسبب السل سنويا، ما يجعله المرض المعدي الأكثر فتكا (دون احتساب كوفيد – 19).
وتلفت المنظمة إلى أن ما يقرب من ربع سكان العالم يصابون بالبكتيريا، إلا أن 5 إلى 15 في المئة فقط من هؤلاء الأشخاص يتطور لديهم المرض، وهم في الأغلب يعيشون في بلدان ذات دخل منخفض إلى متوسط.
وتشير الدراسات الطبية إلى أنه بعد الإصابة بجرثومة السل قد يظهر المرض بصورة مرض أولي ونشط مباشرة، وهذا يحدث لدى 10 في المئة من الأشخاص، وقد يبقى في الجسم على هيئة عدوى كامنة تنشط في وقت لاحق، وهذا يحدث لدى 90 في المئة من المصابين.
وقد لا تُحدث العدوى الأولية أي علامات أو أعراض وقد تحدث أعراضًا في أحيان أخرى. ومن أعراض السل المبكر الحمى التي تظهر عادة بالتدريج، وتتراوح بين حمى ذات درجة منخفضة وأخرى ذات درجة عالية تصل إلى 39 درجة مئوية، إضافة إلى ألم الصدر الجنبي أو الذي يكون في منتصف الصدر.
أما أعراض السل المبكر الأخرى الأقل شيوعًا فهي الإرهاق والسعال والألم المفصلي والتهاب البلعوم. وقد يبقى المريض المصاب بالعدوى دون أعراض مع قابليته لنقل العدوى إلى الآخرين لمدة سنتين أو ثلاث أو أكثر، حيث تظهر الأعراض في العادة في نهاية المرض.