السعودية تطلق جائزة غازي القصيبي في ثلاثة مسارات

الرياض – دشن كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية جائزة غازي القصيبي في دورتها الأولى في فروعها التي تضمنت ثلاثة مسارات داعمة لعجلة التنمية والتطوير في المملكة، خُصص أولها للسيرة الذاتية للأفراد ضمن فرع الأدب، فيما خُصص مسار إدارة الأزمات للجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية ضمن فرع الإدارة والتنمية، ومسار ثالث للمبادرات والأعمال التطوعية المنفذة للجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية في فرع التطوع.
وبدأت الأمانة العامة للجائزة في استقبال المشاركات والترشيحات في الفروع المحددة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالجائزة، وتستمر في تلقي الترشيحات حتى يوم الثاني والعشرين من يناير من عام 2022، وستبلغ القيمة المالية مئة ألف ريال لكل فرع من فروع الجائزة.
وأكد رئيس الهيئة الإشرافية للجائزة الدكتور عبدالواحد الحميد أن الجائزة تعبر عن التقدير والعرفان لهذه الشخصية الوطنية، التي أسهمت بعطاءات وطنية راسخة وشاهدة حتى يومنا هذا، حيث جاءت المجالات المحددة في الجائزة معبرة عن اهتماماته، وتستهدف الجائزة رفع مستوى الحراك العلمي والفكري في السعودية.

الجائزة تهدف إلى رفع مستوى الحراك العلمي والفكري في السعودية وتُمنح مرة واحدة كل سنتين
وأشار الحميد إلى أن كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية المشرف على الجائزة يمثل ركيزة فاعلة نحو دعم البحث العلمي والباحثين وتشجيع الإبداع والمبدعين من أبناء الوطن وبناته، وتكوين مناخ إبداعي يتفرد بمحتواه الثقافي والأدبي والتنموي، وخير شاهد على ذلك ما قدمه من أعمال نوعية في إنتاج الكتب والأبحاث والندوات والمحاضرات والمسرحيات منذ تأسيسه.
من جانبه اعتبر رئيس مجلس أمناء جامعة اليمامة، عضو الهيئة الإشرافية للجائزة خالد بن محمد الخضير، أن الجائزة اعتراف بشخصية أبدعت في خدمة وطنها في الثقافة والفكر والأدب والتنمية، وكانت لها إسهامات نحو دفع عجلة التنمية، ومثالاً يحتذى به في الأعمال التطوعية والخيرية، مشيراً إلى أن الجائزة ستعمل على تحفيز الأجيال القادمة لتقديم المنتج الإبداعي والتنموي والإداري وإبراز أفضل الممارسات في المجالات الإدارية والتنموية.
فيما أفاد الأمين العام للجائزة الدكتور عمر السيف أن فكرة الجائزة تبلورت مقاصدها الأصيلة في أن تكون محفّزة للأفراد والجهات في المملكة نحو التميّز لترسيخ معايير التميّز حتى يسترشد بها المتميزون في طريقهم نحو خدمة وطنهم.
وتُمنح الجائزة مرة واحدة كل سنتين للمبدعين في مجالات الأدب والإدارة والتنمية والتطوع. وتتركز على محور تكريم المتميزين من الأفراد والمنظمات ممن أبدعوا في مجالات الثقافة وأسهموا في التنمية وفي خدمة المجتمع وذلك تقديرًا لأعمالهم وإنجازاتهم، وتحفيزًا وتشجيعًا لغيرهم على طريق الإبداع والعطاء بمختلف صوره وأشكاله، وحصول الفائزين على مكافأة مالية قدرها مئة ألف ريال لكل فرع من الفروع.
واشتملت فقرات حفل تقديم الجائزة على عرض مرئي جسّد سيرة الدكتور غازي القصيبي وأدواره الوطنية والإنسانية والأدبية، إضافة إلى معرض فني تضمّن عشرين لوحة عن تجربة القصيبي الإبداعية والإنسانية ومؤلفاته التي تجاوزت ستين مؤلّفًا.
والقصيبي الشاعر والأديب والوزير والسفير السعودي كان من أوائل المواجهين للصحوة الدينية، وتميزت أعماله بالصرامة الفكرية التي أحرز فيها موقعا عربيا وسعوديا متقدما برزت في مجادلاته لرموز مرحلة الصحوة التي وقفت بالمرصاد لكل فكر وطني تقدمي.
والقصيبي المبدع والموهوب كشاعر وروائي كانت له القدرة على تنظيم الوقت ليكتب قصائده ويؤلف رواياته، ويرد على أهل الصحوة الدينية، من دون الإخلال بمهامه الرسمية في الإدارة التي كانت له فيها إنجازات هامة.
ويتمتع الإنتاج الأدبي لغازي عبدالرحمن القصيبي بالعمق والسلاسة، وفي الوقت نفسه يشتهر بترويجه لقيم ومُثل إنسانية مؤثرة مثل التسامح والنبل والعطاء، إلى جانب العاطفة الجياشة.
وأصدر القصيبي أكثر من 20 ديوانا شعريا بين عامي 1960 و2008، كان أولها بعنوان “أشعار من جزائر اللؤلؤ” (1960) وأتبعه في عام 1965 بـ”قطرات من ظمأ”، لتتوالى بعدها المجموعات مثل “أنت الرياض” و”الحمى” و”ورود على ضفائر سناء” و”حديقة الغروب”، وصولا إلى “البراعم” (2008)، آخر الدواوين الصادرة في حياته.
ومن المعروف أن للقصيبي العديد من الروايات منها “شقة الحرية” و”دنسكو” و”أبوشلاخ البرمائي” و”الجنية”، وصولا إلى “الزهايمر” التي نُشرت بعد وفاته، إضافة إلى كتاباته الصحافية وترجماته؛ لتصل مؤلفاته إلى أكثر من 60 مؤلفا، عدا المناصب والوزارات التي تولاها في بلده السعودية، والأوسمة والتكريمات التي نالها فيها أو خارجها.
والاحتفاء بالقصيبي من خلال تخصيص جائزة باسمه هو احتفاء برمز تنويري وقف بمفرده في زمن سابق ضد كل الأفكار المنغلقة ورسخ مشروعا أدبيا وفكريا مستقبليا رهانه فيه الإنسان العربي في محاولة لكسر أطواق الرجعية والذهاب أبعد إلى المستقبل.