المشكلات النفسية لدى النساء تتحول إلى اضطرابات خوف

النساء يظهر لديهن شعور بعدم فهم الأمور بشكل صحيح وغالبا ما تتطور هذه الحالة إلى الإحساس بالذنب.
الثلاثاء 2021/10/12
الحديث عن المشكلات النفسية يخفف من حدتها

برلين– توجد اختلافات ما بين الرجال والنساء عند التعامل مع الضغوط النفسية والمشكلات العاطفية، وفق ما أوضحه البروفيسور أرنو ديشتر، حيث عادة ما يحاول الرجال التخلص من هذه الضغوط ظاهريا، في حين تحاول النساء جعل المشكلات العاطفية في بؤرة اهتمامها وتتحدث عنها كثيرا، ولكن غالبا ما تنسحب منها أيضا.

وأضاف البروفيسور الألماني أن الرجال يحاولون في الكثير من الأحيان إخفاء الضغوط النفسية ومحاولة تعويض المشاعر المدمرة من خلال تناول المشروبات الكحولية مثلا، كما يظهر لديهم خطر الأفعال العدوانية بشكل أكبر من النساء، علاوة على أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط تعد من الأعراض المحتملة للضغوط النفسية لدى الرجال.

وأشار أرنو ديشتر إلى أن المشكلات النفسية تتطور لدى النساء وتتحول إلى اضطرابات الخوف في أغلب الأحيان، والتي تؤدي بدورها إلى الانسحاب بدرجة أكبر، كما يظهر لديهن الشعور بعدم فهم الأمور بصورة صحيحة ومشاعر الإحباط والفشل، وغالبا ما تتطور هذه الحالة إلى الشعور بالذنب.

ونصح البروفيسور الألماني بضرورة لجوء الأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية ومشكلات عاطفية إلى الطبيب المختص، ولكنه يرى بأن هناك بعض التحفظات المحتملة التي تحول دون ذلك، ومنها أن الكثير من الأشخاص لا يمكنهم الحديث عن مشاعرهم أو مشكلاتهم بصورة جيدة، علاوة على أن هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم فهم ما يحدث لهم في حالات الضغوط النفسية، ولا يكون لديهم يقين بشأن ماذا يحدث لهم عند استشارة الطبيب المختص.

الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، لذلك يجب المحافظة على التوازن من خلال التعامل مع الضغوطات والمشاكل والقلق بشكل جيد، كي لا تتحول إلى أمراض نفسية خطيرة

وشدد ديشتر على ضرورة طلب المساعدة من المختصين، وأن يتم أخذ الأمور على محمل الجد، عندما يتعلق الأمر بالحالات المعقدة، وأن يتم التحدث بشأن المشكلات النفسية والاستماع لها جيدا ومحاولة إيجاد حلول مشتركة.

وتختلف الاستجابة للتوتر والضغط العصبي بين الذكور والإناث اختلافًا بيولوجيًّا وتُظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات اختلافات بارزة في الاستجابة للتوتر العصبي بين الجنسين، حتى على المستوى الخلوي.

وفي إناث القوارض، يتمخض التوتر المزمن عن آثار أسرع وأقوى من تلك التي تظهر على ذكورها. وإذا تبين أن ثمة اختلافات مشابهة بين الرجال والنساء، فمن شأن ذلك أن يفسر سبب تشخيص النساء باضطرابات نفسية مرتبطة بالتوتر العصبي – مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة – أكثر من الرجال.

من شأن الجهود الحديثة التي تهدف إلى جعل الدراسات البحثية تشمل الذكور والإناث أن تساعد العلماء على فهم هذه الاختلافات فهمًا أفضل، ومن ثَم تسهم في تطوير علاجات أفضل وأكثر فاعلية محددة لكل جنس.

وتبلغ نسبة تعرُّض النساء للإصابة بالاضطرابات النفسية الناجمة عن الضغط ضعف الرجال تقريبًا، وذلك وفق تحليلات علم الأوبئة. ويقول بعض الخبراء إن هذا يعود ولو بشكل جزئي إلى عوامل ثقافية.

فعلى سبيل المثال، قد تكون النساء أكثر ميلًا لطلب المساعدة من الرجال في حالة الإصابة بالأمراض النفسية، مما يجعل حالاتهن أظهر للعيان وينعكس ذلك في الإحصائيات. ولكن تشير أدلة جديدة من الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن البيولوجيا تؤدي دورًا مهمًّا. ويكشف العلماء حاليًّا اللثام عن وجود اختلافات بارزة في الطريقة التي يتعامل بها دماغ الذكر والأنثى مع التوتر العصبي وكيف يتكيف معه.

لا تقل الصحة النفسية أهمية عن الصحة الجسدية، لذلك يجب المحافظة على التوازن من خلال التعامل مع الضغوطات والمشاكل والقلق بشكل جيد، كي لا تتحول إلى أمراض نفسية خطيرة.

17