بنادق ثمينة ومجسمات فنية في معرض أبوظبي للصيد

خطف معرض أبوظبي للصيد والفروسية الأضواء بسبب ما قدمه من بنادق ثمينة ومجسمات فنية مميزة ومشاهدات غير مألوفة أبهرت الحضور، إضافة إلى استعراض رياضة الصيد بالصقور التي تشكل أهم الموروثات الإماراتية.
أبوظبي- وفر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي اختتمت فعالياته الأحد لزواره الكثير من المشاهدات المميزة وغير المألوفة.
فإلى جانب أسلحة ومعدات الصيد ورحلات السفاري والسيارات، مكنهم المعرض من مشاهدة عدد كبير من الصقور في أجنحة خاصة وهو ما لا يمكن للإنسان مشاهدته إلا في حالات نادرة.
فهذه الصقور المعروضة للمزايدة عليها تتخذ جميعها وضعية واحدة وهي الوقوف ساكنة بعد وضع “البرقع” على عيني كل واحد منها، لكن الصقارين والخبراء بأنواع الصقور هم القادرون على التمييز بين نوع وآخر، وإن كان يبدو للشخص العادي أن هذه الصقور مختلفة في ألوانها وأحجامها لكنه لا يعرف ما هي ميزاتها الحقيقية.
وفي أماكن أخرى من المعرض نجد ريش أنواع من الطيور تعرض وكأنها “ميدالية” مع الحفاظ على جمالية شكل وألوان الريش، بينما تعرض
في ركن آخر طرق الحلاقة للكلاب على اختلاف أنواعها باستخدام معدات خاصة.
وتواصت هذه المشاهد التي لا يتدخل فيها الإنسان كثيراً ولا تتطلب تكنولوجيا كتلك التي تتطلبها أسلحة الصيد من خلال بعض “الظباء” المحنطة والتي حافظ التحنيط على شكلها الطبيعي، وهو ما يجعل من التجول في أنحاء المعرض رحلة بمحطات متنوعة تربط بشكل غير مباشر بين حاضر الإمارات الذي يعكس التقدم التقني وماضيها الذي يتجلى في أهمية المحافظة على التراث الذي تظهر مفرداته بأكثر من طريقة في هذا المعرض الذي يُحاور الجمهور على طريقته المُتفرّدة.
وشكلت مشاركة معرض الألعاب البريطاني “British Game Fair” ضمن فعاليات الكرنفال العالمي الذي تستضيفه أبوظبي حدثاً استثنائياً لجمهور المعرض بما تضمنه من أركان متنوعة قدّمت للجمهور أسلحة ثمينة من حيث العراقة وارتفاع أسعارها.
كما تضمن المعرض أدوات صيد وساعات على درجة عالية من الدقة تُستخدم لقياس سرعة انطلاق المقذوف من المسدس أو البندقية، فضلاً عن ركن الفن التشكيلي الذي عرض مجسماً بديعاً للخيل تجاوز ارتفاعه مترين.
واللافت للانتباه ما عرضه جناح شركة بينونة الوطنية لتجارة المعدات العسكرية والصيد من أسلحة خفيفة الوزن مخصصة للنساء من هواة الصيد وممن يعشقن اقتناء البنادق، في لفتة جديدة ومهمة استرعت اهتمام وانتباه الكثير من الزوار، خصوصاً الفتيات والسيدات اللاتي حرصت الكثير منهن على التعرف على هذه البنادق والاستمتاع بتجربتها.
هذا بالإضافة إلى الإقبال اللافت الذي شهدته أروقة المعرض من جانب الصغار والكبار على رياضة الصيد بالصقور باعتبارها من أهم الموروثات الإماراتية التي يحرص على ممارستها الجميع ونقلها عبر الأجيال.
الصقور المعروضة للمزايدة عليها تتخذ جميعها وضعية واحدة وهي الوقوف ساكنة بعد وضع "البرقع" على عيني كل واحد منها
وشهد معرض الصيد والفروسية مشاركات محلية وخليجية ودولية واسعة ما يعكس عمق العلاقات المميزة بين دولة الإمارات ودول العالم، إلى جانب ثراء التراث الثقافي الدولي الذي استقطب الآلاف من الزوار من المعنيين برياضات الصيد والفروسية وعشاق الصقور.
وأكد عدد من العارضين المشاركين في فعاليات المعرض في تصريحات صحافية أهمية إقامة مثل هذا الملتقى للحفاظ على التراث وتناقله بين الأجيال.
وأشاد هؤلاء بجهود القائمين على المعرض ومستوى حسن التنظيم وتطبيق الإجراءات الاحترازية على الرغم من الظروف الطارئة، ما يعد دليلا على قدرة أبوظبي على استضافة أهم المعارض على مستوى العالم.
وتجاوز عدد الزوار خلال الأيّام الأربعة الأولى من الحدث الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا ما يزيد عن 50 ألف زائر في ظلّ إجراءات وتدابير احترازية دقيقة للوقاية من وباء كورونا وفق أعلى المعايير العالمية بهدف توفير بيئة آمنة تضمن سلامة الجميع، وفي مُقدّمتها اقتصار الدخول على الحاصلين على لقاح كوفيد – 19، مع وجوب توفر نتيجة فحص سلبية لا تتجاوز 48 ساعة لزيارة الحدث، فضلاً عن الحرص على التباعد الاجتماعي.