المغرب يؤيّد تعيين دي ميستورا مبعوثا لصحرائه

الرباط- كشف عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن المملكة وافقت على تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية.
وقال السفير عمر هلال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الأمين العام للأمم المتحدة شرع في مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن من أجل تعيين دي ميستورا في هذا المنصب الشاغر منذ مدة طويلة”.
وأضاف هلال أن “الإعلان عن تعيين المبعوث الأممي السابق إلى سوريا في المنصب الجديد سيتم في غضون الأيام المقبلة، بعد موافقة أعضاء مجلس الأمن”.
وأكد المتحدث أن “المغرب يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”.

الأمين العام للأمم المتحدة يجري مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن من أجل تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية
وعبر عمر هلال عن استعداد المغرب لدعم جهود دي ميستورا لتسوية هذا النزاع الإقليمي وفقا لقرارات مجلس الأمن الصادرة منذ سنة 2007، خاصة لقرارات 2440 و2468 و2494 و2548 التي كرست عملية الموائد المستديرة مع المشاركين الأربعة، في إشارة إلى الجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.
وشدد على أن “المملكة المغربية أكدت رسميا، خلال جلستي المائدة المستديرة السابقتين في جنيف بحضور الوزيرين الجزائريين عبدالقادر مساهل ثم رمطان لعمامرة، أن حل الخلاف حول الصحراء المغربية لن يكون إلا بالحكم الذاتي ولا شيء غير الحكم الذاتي؛ وذلك ضمن إطار السيادة المغربية ووحدة أراضيها”.
والصحراء المغربية موضوع نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي منطقة تصنفها الأمم المتحدة ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
ولم يتم استبدال آخر مبعوث خاص للأمم المتحدة الألماني هورست كوهلر بعد استقالته في مايو 2019، وكان أنطونيو غوتيريش قد اقترح أكثر من عشرة مرشحين في العامين الماضيين لخلافة كوهلر، ولكن لم يحصل أي منهم على إجماع الأطراف المعنية.
ودي ميستورا دبلوماسي متمرس شغل مناصب رفيعة في الأمم المتحدة. وقد كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا (2014 – 2018) والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (2007 – 2009) وأفغانستان (2010 – 2011).
وأكد السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال أنه “بمجرد تعيينه، كما نأمل ذلك، يمكن للسيد دي ميستورا أن يعول على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي”.
وقد باءت كل محاولات حلّ النزاع بالفشل حتى الآن. ومنذ استقالة آخر مبعوث للأمم المتحدة توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من ثمانين في المئة من أراضي المنطقة الصحراوية الشاسعة، حيث تم إطلاق مشاريع إنمائية مغربية كبرى في السنوات الأخيرة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.
أما جبهة البوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة التي أقرته عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين في سبتمبر 1991.
وطُرح اسم دي ميستورا في الربيع الماضي لاستبدال كوهلر وإعادة إطلاق الحوار السياسي. وقد أعلنت حينها جبهة البوليساريو قبولها بتعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي مبعوثا جديدا.