معرض أميركي يكشف عن شغف كريستيان ديور بالفن

مصمّم الأحلام حقق نجاحا باهرا في باريس لدى طرحه تشكيلته الأولى وكانت بمثابة ثورة في موضة تلك الحقبة.
الجمعة 2021/09/10
عرض يمزج التصاميم بالقطع الفنية

يستضيف متحف "بروكلين ميوزيوم" في نيويورك معرضا لـ"ديور" يروي تاريخ الدار الفرنسية للأزياء، ويكشف عن شغف مؤسسها الراحل كريستيان ديور بالفن الذي يظهر من خلال أعماله.

نيويورك – يحطّ معرض “ديور” رحاله اعتبارا من الجمعة في متحف “بروكلين ميوزيوم” في نيويورك، بحلة مختلفة عن محطتيه السابقتين في باريس ولندن، توفّق بين تصاميم دار الأزياء الفرنسية والثقافة الأميركية.

وتمكّن متحف بروكلين من المزج بين تصاميم “ديور” وبعض القطع الفنية التي يحويها. ولاحظ أمين الأزياء في متحف بروكلين ماثيو يوكوبوسكي أن “ديور كان شغوفا بالفن، ويظهر ذلك من خلال أعماله”.

وتروي الفساتين الثلاثمئة التي يضمها المعرض تاريخ دار “ديور” مدى 75 عاما والمصمّمين الذين تعاقبوا عليها خلفا لكريستيان ديور بعد وفاته عام 1957، من إيف سان لوران إلى ماريا غراتسيا كيوري، وهي المديرة الفنية الحالية لدار “ديور” وأوّل امرأة تتسلم هذا المنصب في تاريخ الدار.

وتُعرض هذه الفساتين في كل مساحات قاعة “الحديقة السحرية” ذات السقف المزين بنجوم في المتحف النيويوركي.

وتبرز منذ بداية الجولة في المعرض، دمية من الخزف مرتدية فستانا أسود صمّمه كريستيان ديور بنفسه، تمكّن المتحف من الحصول عليها عام 1949 لمعرض عن الموضة الفرنسية أُقيم حينها.

وبعدها، يلفت الانتباه شبه كبير بين فستان آخر من تصميم البريطاني جون غاليانو ولوحة للإيطالي جوفاني بولديني تعود إلى مطلع القرن العشرين.

وأشارت قيّمة المعرض المسؤولة عن مجموعات الأزياء في متحف دينفر فلورانس مولر إلى أن "نحو ثلثي هذه الفساتين لم تكن مُدرجة” ضمن المعرض الأساسي في باريس.

"الحديقة السحرية" تزينت بالفساتين
"الحديقة السحرية" تزينت بالفساتين

وشهد معرض “ديور مصمّم الأحلام” في العاصمتين الفرنسية عام 2017 والبريطانية عام 2019 إقبالا قياسيا، وشاءت الدار التي تملكها مجموعة “أل.في.أم.إتش” العملاقة أن يتزامن معرضها في نيويورك مع أسبوع الموضة الذي تشهده المدينة، مركّزة على الجانب الأميركي من سيرة كريستيان ديور.

وحقق مصمم الأزياء الفرنسي نجاحا باهرا في باريس لدى طرحه عام 1947 تشكيلته الأولى “كورول” التي أطلقت عليها مجلّة “هاربرز بازار” تسمية “نيو لوك” وكانت بمثابة ثورة في موضة تلك الحقبة، إذ اتسمت تصاميمها بالخصر الضيّق والأوراك المستديرة والتنّورة المنتفخة.

ودُعي كريستيان ديور إلى دالاس لتسلّم جائزة متاجر الملابس الرفيعة الطراز “نيمان ماركوس”. وواجه خلال وجوده في شيكاغو احتجاجات من نساء عبّرن عن رفضهنّ تنانير “الجدّات” الطويلة جدا التي صمّمها. ومع ذلك، أقام عام 1948 مقرا لداره في الجادة الخامسة في مدينة نيويورك التي كانت تثير لديه “إعجابا دائما”، على ما كتب لاحقا.

وقالت مولر إن ديور “بدأ يستكشف العالم من هذه الدار عام 1948″، واصفة المصمم الفرنسي بأنه “رائد في عولمة الموضة”.

وشرحت أن كريستيان ديور “لم يكن يصمّم الأزياء الراقية (هوت كوتور)” في نيويورك، بل كان يكتفي بتصنيع الأزياء الجاهزة الفاخرة “لنساء أميركيات يبحثن عن ملابس مريحة أكثر وربّما أسهل للارتداء”.

وخُصص بعض الصالات لنجوم هوليوود الذين ارتدوا ملابس “ديور” وللمصورين الأميركيين الذين خلّدوا تصاميم الدار، كريتشارد أفيدون.

وتعاونت الإيطالية ماريا غراتسيا كيوري في عرض أزياء مع الفنانة الأميركية النسوية جودي شيكاغو التي تُعرض أشهر أعمالها “ذا دينر بارتي” (حفل العشاء) في “بروكلين ميوزيوم”.

24