الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعدان العراقيين بمنع تزوير الانتخابات

نشطاء انتفاضة تشرين لا يعوّلون على وعود بوريل وبلاسخارت بمراقبة الانتخابات البرلمانية.
الأربعاء 2021/09/08
ثقة مفقودة

مرت تصريحات ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ووزير الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، بشأن مراقبة الانتخابات من دون تأثير يذكر على الشارع العراقي، في وقت يتصاعد فيه الجدل بين مقاطع ومشارك في الانتخابات البرلمانية المؤمل إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل.

بغداد - تباينت ردود الفعل العراقية حيال التطمينات التي بعثتها ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ووزير الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، بشأن أهمية الانتخابات البرلمانية العراقية وضرورة المشاركة فيها، والتدابير التي وضعت لمنع عمليات التزوير.

وتزامنت تصريحات بلاسخارت مع زيارة وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة بوريل التقى الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

ويقبل العراق على انتخابات برلمانية في العاشر من أكتوبر المقبل توصف بالمصيرية لرسم مستقبل البلاد بعد احتجاجات “انتفاضة تشرين” التي قادها جيل عراقي رافض للطبقة السياسية برمتها.

وينقسم العراقيون بين مقاطع للانتخابات ورافض لتدوير الأحزاب الفاسدة والوجوه نفسها، وبين طبقة داعمة للأحزاب تحث جمهورها على المشاركة في التصويت.

ووفق أرقام مفوضية الانتخابات، فإن 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفاً و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، سيخوضون سباق الانتخابات للفوز بـ329 مقعدا في البرلمان العراقي.

وتعهدت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأجراء الانتخابات في موعدها والحفاظ على شفافيتها بعد جدل بشأن تأجيلها وانسحاب كتل سياسية منها.

إلا أن غالبية المحللين لا يتوقعون تغييرا جوهريا تسفر عنه الانتخابات المقبلة، خصوصا وأن سطوة الأحزاب نفسها وأموالها تسيطر على المشهد الانتخابي لحد الآن.

وتجمع القراءات السياسية على أن محاولات التأهيل التي تقوم بها القوى السياسية الحالية من أجل إقناع الناخب العراقي بإعادة التصويت لها، تؤكد أن البلاد تدور في نفس مساحة المنطقة الخضراء التي يتمركز فيها السياسيون الفاشلون، رافضة الاستماع إلى مطالب انتفاضة تشرين التي شارك فيها الملايين من العراقيين برفضهم الطبقة السياسية والأحزاب الطائفية.

إلا أن بلاسخارت تعهدت للعراقيين بأن تكون انتخابات أكتوبر مختلفة، بعد وضع تدابير لمنع التزوير.

جينين بلاسخارت: الانتخابات ستكون مختلفة، نريدها نزيهة ومعترفا بها

وأوضحت خلال مؤتمر صحافي تزامن مع تواجد الوفد الأوروبي في العاصمة بغداد، بأن تدعم الأمم المتحدة انتخابات عراقية ذات مصداقية على نطاق واسع، مؤكدة على توفير تدابير إجرائية لعدم تزوير الانتخابات والبطاقة الإلكترونية، وعدم السماح بدخول الهواتف النقالة إلى مراكز التصويت.

وطالبت ممثلة الأمم المتحدة، بعدم مقاطعة الانتخابات، لأن العراق بحاجة إلى إصلاحات عميقة. مؤكدة على وجود أكثر من 130 خبيراً للمراقبة والمساعدة الانتخابية.

وقالت "الانتخابات ستكون مختلفة هذه المرة، ولا أحد يريد تكرار أحداث الماضي، ونريد انتخابات نزيهة معترف بها".

غير أنّ ناشطا قياديا في انتفاضة تشرين رفض تصريحات ووعود بلاسخارت، مؤكدا أن تجربة العراقيين وخصوصا نشطاء انتفاضة تشرين سيئة مع هذه السيدة.

وقال الناشط في تصريح لـ”العرب” من العاصمة بغداد متحفظا على ذكر اسمه "إن العراقيين ينظرون إلى ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، بأنها أقرب إلى الميليشيات من الشعب، ومازالت تلقب باسم أحد أكبر قادة الميليشيات المتهم بقتل المئات من النشطاء عندما زارته من قبل".

وأضاف أن وعود بلاسخارت بشأن شفافية الانتخابات ونزاهتها ستمنح رصيدا للأحزاب المتنفذة التي تمتلك المال لأغراء البسطاء في التصويت لها، بعد حملة المقاطعة التي يديرها عراقيون.

في غضون ذلك حثّ رئيس وأعضاء مجلس المفوضين في لجنة الانتخابات العراقية المستقلة، على إنجاح الانتخابات ودور المراقبة الدولية فيها، خلال لقاء مع فريق المراقبة في بعثة الاتحاد الأوروبي.

وأكد وفد بعثة الاتحاد الأوروبي على دعمه للانتخابات والعمل على إنجاحها من خلال الإسهام في المراقبة والرصد لمجريات عملية الاقتراع.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أشاد بدعم الاتحاد الأوروبي لبلاده في مختلف المجالات، مؤكدا على حاجة العراق لهذا الدعم.

وأكد رئيس جمهورية العراق خلال لقائه، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أن "العراق حريص على تعزيز علاقات التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، والاستفادة من الخبرة الأوروبية"، مشيرا إلى "ضرورة التعاون من أجل تخفيف توترات المنطقة ونزع فتيل أزماتها وإرساء السلام فيها، ودعم مسارات الحل والترابط الاقتصادي والتجاري، وأهمية ضمان أمن واستقرار العراق من أجل تحقيق ذلك".

من جانبه، أكّد بوريل "التزام الاتحاد الأوروبي دعم ومساعدة العراق في مختلف المجالات، ودعم أمن واستقرار العراق وسيادته"، مشيدا بـ"التقدم الحاصل في العراق وجهوده في القضايا الداخلية، وكذلك الخارجية المتعلقة بتبنّيه سياسة متوازنة تسعى لتخفيف توترات المنطقة".

وخلال لقاء الحلبوسي مع بوريل أكد رئيس مجلس النواب العراقي على "أهمية دور الاتحاد الأوروبي في مراقبة الانتخابات العراقية، لضمان نزاهتها، وخلق ثقة لدى المواطنين باختيار ممثليهم الذين يعبرون عن تطلعاتهم، ولتحفيزهم على المشاركة الواسعة".

3