الرئيس التركي يتمسك بتأمين مطار كابول

تمسك تركيا بالمساعدة في تأمين مطار كابول تكشف خطط الرئيس أردوغان الذي لا يزال يبحث عن حضور عسكري وأمني لبلاده في أفغانستان.
الاثنين 2021/08/30
مطار كابول لا يزال يواجه تهديدات إرهابية جدية

إسطنبول- عكس استبعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد قبول بلاده بالعرض الذي قدمته حركة طالبان الذي يستهدف مساعدة أنقرة في تشغيل مطار كابول تمسكا من أردوغان بمهمة تأمين المطار التي كانت قد أجهضتها سيطرة الحركة الإسلامية على العاصمة الأفغانية.

واستبعد أردوغان الأحد العرض الذي قدمته من طالبان تتولى تركيا بموجبه تشغيل مطار كابول فيما تقوم الحركة بتأمينه، مشيرا إلى أن أنقرة ستكون في وضع صعب حال تعرّضه لهجوم آخر.

ولطالما سعت تركيا للمساعدة في تأمين وإدارة مطار العاصمة الأفغانية، لكن بدا أنها تراجعت عن الفكرة عندما باشرت الأربعاء سحب قواتها غير القتالية البالغ عددها نحو 500 عنصر من أفغانستان.

وأفاد أردوغان الجمعة أن تركيا عقدت أول محادثات مع طالبان في كابول، مضيفا أن أنقرة لا تزال تقيّم عرض الحركة الإسلامية بأن تتولى تركيا الإشراف على شؤون المطار اللوجستية.

وقال في تصريحات “ما رأي طالبان في ما يتعلّق بالمطار؟ يقولون أعطونا زمام الأمن لكن شغّلوه أنتم”. وأضاف “كيف يمكننا أن نسلّمكم الأمن؟.. لنفرض أنكم توليتم الأمن، ماذا نقول للعالم إذا وقع حمام دم آخر؟ إنها مهمة غير سهلة”.

تصاعد التكهنات بشأن إمكانية حدوث تقارب حقيقي بين تركيا وطالبان مستفيدا من العلاقة المتينة التي تجمع الحركة مع باكستان وقطر

وبالرغم من أن مطار كابول يواجه تهديدات إرهابية جدية في ظل عمليات الإجلاء المستمرة، إلا أنه يبدو أن أردوغان لا يزال يبحث عن حضور عسكري وأمني لبلاده في أفغانستان بعد أن كانت قد جهزت في وقت سابق خططا لتأمين المطار.

وقُتل أكثر من مئة شخص في هجوم انتحاري وقع الخميس خارج مطار كابول، بينهم 13 جنديا أميركيا، ما أدى إلى تراجع وتيرة عمليات الإجلاء قبيل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي  جو بايدن لإتمام عمليات الإجلاء بحلول الثلاثاء. وعرقلت التحذيرات من احتمال وقوع اعتداء إرهابي آخر جهود الإجلاء التي تشرف عليها القوات الأميركية.

وقال أردوغان إن تركيا استكملت عمليات الإجلاء لديها بينما أعادت سفارتها من المطار إلى المجمّع حيث كانت. وأوضح “نخطط حاليا للحفاظ على حضورنا الدبلوماسي”، لكنه أضاف أنه يتم تعديل هذه الخطط باستمرار بناء على الوضع الأمني. وقال “نبقي جميع خططنا البديلة الضرورية في حالة استعداد. سلامة موظفينا هي أولويتنا”.

ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التكهنات بشأن إمكانية حدوث تقارب حقيقي بين تركيا وطالبان مستفيدا من العلاقة المتينة التي تجمع الحركة مع باكستان وقطر، خاصة أن طالبان تسعى للخروج من عزلتها دوليا حيث لا يوجد اعتراف موسع بها رغم المحادثات التي تجريها مع بعض الدول.

والأحد لم يستبعد أردوغان إبرام اتفاق مع طالبان على غرار الاتفاق الذي أبرمته حكومته في 2019 مع حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج.

وقال للصحافيين الأتراك على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى سراييفو “لا أستطيع القول إننا لن نبرم مع طالبان مثل هذا الاتفاق كما فعلنا مع ليبيا. يمكننا أن نفعل ذلك. يكفي أن نجد شريكا جديرا بالمفاوضات”، بحسب ما نقلته قناة “إن.تي.في”.

5