واشنطن ترد على مجزرة مطار كابول بضربة جوية لقيادي في داعش

كابول - تتأهب القوات الغربية التي تتولى تنظيم جسر جوي من أفغانستان للمزيد من الهجمات السبت، بعدما نفذت الولايات المتحدة ضربة بطائرة مسيرة قتلت عضوا مسؤولا عن التخطيط في تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد يومين من إعلان التنظيم مسؤوليته عن تفجير انتحاري خارج مطار كابول أودى بحياة العشرات.
وأودى هجوم الخميس بحياة 92 شخصا منهم 13 جنديا أميركيا، ليصبح أكبر الهجمات فتكا في صفوف القوات الأميركية بأفغانستان منذ عشرة أعوام.
وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى بيل أوربان فجر السبت إنه تم استهداف أحد مخططي هجمات تنظيم داعش- ولاية خراسان، بهجوم شنته طائرة دون طيار في إقليم ننجرهار بأفغانستان.
وأوضح "الدلائل الأولية تشير إلى أننا قتلنا الهدف ولا توجد خسائر بشرية معروفة بين المدنيين".
وذكر مسؤول أميركي آخر أن الضربة التي نفذها الجيش الأميركي، استهدفت عضوا في تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لشن هجمات.
وأضاف أن "طائرة مسيرة من نوع 'ريبر' انطلقت من الشرق الأوسط وضربت المسلح وهو داخل سيارة مع عضو آخر من التنظيم، وأن الاثنين قتلا على الأرجح".
ونُفّذت الضربة من خارج أفغانستان في الوقت الذي استمرت فيه عمليات الإجلاء من مطار كابول الخاضع لمراقبة مشددة.
وتوعد الرئيس الأميركي جو بايدن بالرد "بقوة ودقة"، وقال لمنفذي الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف الجيش الأميركي في أفغانستان منذ عام 2011 "سنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض، قال بايدن "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنّى الضرر لأميركا، اعلموا هذا: لن نسامح. لن ننسى".
كما جدّد بايدن التزامه بإنجاز انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في الـ31 من أغسطس على الرّغم من الأصوات التي تطالبه، وبعضها من داخل حزبه، بالبقاء لما بعد هذه المهلة النهائية من أجل استكمال عمليات الإجلاء.
وحذر البيت الأبيض من أن الأيام القليلة المقبلة ستكون على الأرجح الأشد خطرا على عملية الإجلاء الأميركية، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها نقلت زهاء 111 ألف شخص خارج أفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن هجوما آخر "مرجح"، مستندة في قولها هذا إلى خبراء أمنيين. وأضافت أن الأيام القليلة المقبلة ستكون "الفترة الأخطر حتى الآن".
من جانبها نصحت السفارة الأميركية في كابول رعاياها في بيان على موقعها الإلكتروني بتجنب الذهاب إلى مطار العاصمة الأفغانية بسبب تهديدات أمنية، ودعت المتواجدين عند بوابات المطار المغادرة على الفور.
وكان قائد كبير في حركة طالبان أكد أنه جرى احتجاز عدد من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية (ولاية خراسان) للاشتباه بصلتهم بهجوم كابول، موضحا أن "فريق الاستخبارات يستجوبهم".
وتسابق القوات الأميركية والغربية الزمن لاستكمال إجلاء مواطنيها وأفغان معرضين للخطر والانسحاب قبل الموعد النهائي المقرر الثلاثاء الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بعد عقدين من الوجود العسكري الأميركي هناك.
ورغم إجلاء الآلاف من الأشخاص إلا أن عددهم لا يزال قليلا مقارنة بأولئك الذين لم يتمكنوا من الخروج.
وتجمعت حشود خارج المطار في محاولة للوصول إلى رحلات إجلاء بدأت منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في الـ15 من أغسطس، رغم أن حراسا من الحركة منعوا الناس من الاقتراب من المطار الجمعة.