السعودي فهد الربيق يجمع الواقعية بالسريالية في لوحات تراثية

التشكيلي السعودي يرى أن ما يحتاجه الفنان التشكيلي العربي هو قيام المؤسسات المعنية برعاية الفنون.
الثلاثاء 2021/08/24
رموز تراثية تكتظّ بالألوان والظلال

يتميّز الفنان التشكيلي السعودي فهد بن ناصر الربيق بقدرته على تنويع الأساليب والتقنيات التي يرسم بها موضوعاته. فكل لوحة عنده تتشكّل وفق لحظة إبداعية مختلفة عن الأخرى باختلاف الخطاب الكامن في نفسه الذي يريد البوح به. فيبدو تعبيريا في لوحة، وواقعيا في أخرى، وقريبا من السريالية في ثالثة، وتجريديا في رابعة، مع استعمال الكثير من الرموز حتى في اللوحات التي تمثل مشاهد مستمدة من الواقع اليومي.

 الرياض - قال الفنان التشكيلي السعودي فهد بن ناصر الربيق إن الحركة التشكيلية العربية لها مستقبل جيّد، يتوازى مع مستقبل الفنون التشكيلية ببلاد الغرب، وأنها تستلهم إنتاجاتها من التراث وتحافظ على الموروث الحضاري للعرب، وتتلاقى في الوقت نفسه مع الثقافات المعاصرة.

ويوضّح “الإنتاجات الفنية للتشكيليين السعوديين ارتبطت بالثقافة العربية بشكل مباشر، حيث انتهجوا نهجا فنيا معاصرا جعلوه موصولا بتراثهم وحضارتهم”. وهو يعتبر أن تنمية ثقافة الفنان والوعي بتراثه وحضارته وثقافته الوطنية هي أمر مهم، مؤكّدا أنّ العالم العربي غني بالفنانين العالميين الذين تقتني أعمالهم المتاحف الفنية في الكثير من بلدان العالم.

فهد الربيق: التشكيل السعودي انتهج نهجا فنيا معاصرا موصولا بتراث الأجداد

ويرى الربيق أن ما يحتاجه الفنان التشكيلي العربي هو قيام المؤسسات المعنية برعاية الفنون، وذلك من خلال دعمه على إقامة معارض خاصة في الداخل والخارج، وتيسير مشاركته في المعارض الجماعية، وشتى المنتديات الفنية المحلية والعربية والدولية.

ويؤكّد الفنان السعودي المخضرم أن التشكيلي العربي بشكل عام قادر على اكتساب رزقه من ممارسته للفنون، خاصة بعد أن صارت الأعمال الفنية العربية تباع بأسعار خيالية، وذلك بفضل النهضة الثقافية والعمرانية التي تعيشها الكثير من البلدان العربية.

وحول رؤيته لمسيرة الحركة التشكيلية السعودية، يؤكّد الربيق على أن المدقّق في العطاءات الفنية السعودية يجدها تتصل اتصالا وثيقا بموروث كل منطقة، وأنه “عند غربلة تلك العطاءات نجد أن المملكة غنية برموز كبيرة في مجال الفنون التشكيلية”.

واعتبر أن التراث والعادات والتقاليد هي سمات ميزت الفنون التشكيلية في كل منطقة من مناطق المملكة، وأن العطاءات الفنية السعودية ارتبطت بكل ما هو تراثي من فنون وموروثات متعددة.

وحول مسيرته مع الفنون التشكيلية، ومتى ومن أين بدأت؟ قال الربيق إن علاقته بالفنون بدأت في مرحلة مبكرة، وأن أول مشاركة له بالمشهد التشكيلي السعودي كان وهو في سن السادسة عشرة، وذلك بتشجيع من كبار الفنانين -آنذاك- على غرار الفنان محمد موسى السليم الذي كان وقتها رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالمملكة، حيث أقام أول معرض سنة 1977.

Thumbnail

ويذكر أنه بعد هذا المعرض، بدأ في التركيز على الواقعية التي تحيط بتراث الجزيرة العربية ونجد، وبيوت الطين والنخيل والعادات والتقاليد، وبعض ملامح الدولة السعودية الأولى في الدرعية.

ويتابع “ثم طلبت إقامة معارض فنية في بلدان عربية مثل تونس والمغرب، وقد كان لي ما أردت، وقد مثّلت تلك المعارض بداية انطلاقتي في تبني فكر تشكيلي مختلف، كما أوجدت لي محكا إعلاميا رائعا، الأمر الذي منحني المزيد من الوهج، فالطروحات النقدية والكتابات التي صاحبت المعرضين أوجدت لديّ مفاهيم فنية مختلفة”.

ويضيف أنه بعد ذلك تعدّدت معارضه الفنية وتمثيله للسعودية في العديد من البلدان الأوروبية والعربية مثل السويد والدنمارك والنرويج وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، بجانب الكويت والإمارات وسلطنة عمان والبحرين، لافتا إلى أن تلك المشاركات مكنته من زيارة متاحف الفنون العالمية ورؤية أعمال فنانين كبار مثل سلفادور دالي وبابلو بيكاسو، وغيرهما، واقتناء كتب فنية عالمية منحته ثقافة مغايرة.

وحول أهم المدارس الفنية التي شكّلت ملامح مسيرته، قال إنه وقبل خمسة وثلاثين عاما مضت، تكوّنت لديه قناعة تمثلت في الحرص على أن يكون متميزا في طروحاته التشكيلية، وقد رافق سيره على نهج المدرسة الواقعية بعض الجوانب السريالية، أو الرمزية التي تُعبّر عن المشاعر والأحاسيس الداخلية للإنسان.

وحول عوالمه الفنية وعلاقته باللوحة والريشة والألوان، قال إنه انشغل في بداياته بالتركيز على مهارة الرسم، موظفا ما اكتسبه من ثقافة في تنمية تلك المهارة، ثم انطلق من الواقعية إلى خيال السريالية في رسم التراث، وأنه يشعر بالجمال ويحسّه حين يرسم بيوت الطين والنخيل والطبيعة والآثار القديمة، ويشعر بفرحة عارمة عند ولادة كل لوحة.

وحول رؤيته لحضور المرأة بالمشهد التشكيلي السعودي والعربي، قال إنه لا يجد فرقا بين الرجال والنساء في ممارسة الفنون التشكيلية، وأن الفارق يكون في القدرة على التعبير عن الإحساس والمشاعر الوجدانية، بجانب المهارة، وأن المرأة العربية حاضرة في المشهد التشكيلي، وأن بعض الفنانات بالسعودية وسوريا ومصر والعراق وصلت أعمالهنّ إلى العالمية، وأن أعداد الفنانات بوطنه في تزايد كبير، وذلك بالقياس إلى نظيراتهنّ من الفنانات ببلدان العالم العربي.

وفهد بن ناصر الربيق فنان تشكيلي سعودي، عُرف بتنوّع أساليبه الفنية، ويعتبر إحدى قامات الفن التشكيلي بالمملكة، وقد بدأت مسيرته الفنية عبر معرض شخصي أقامه في سن الـسادسة عشرة من عمره، وأقام وشارك في معارض محلية وعربية عديدة، فيما تجاوزت مشاركاته الدولية الأربعين مشاركة.

Thumbnail
16