الفن وسيلة الفلسطينيين للحفاظ على جمال شاطئ غزة

توظيف الفن بأشكاله المختلفة لحث مرتادي شاطئ الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة على عدم تلويث البحر.
الأحد 2021/08/15
استراحة على البحر صديقة للبيئة

بلوحات فنية تشكيلية تم تصميمها ورسم مكوناتها اختار الشباب في غزة الفلسطينية توعية السكان بمخاطر تلوث البحر، وحثهم على تغيير السلوكيات الجائرة التي يتبعونها بحق بحر غزة بأنشطة صديقة للبيئة.

غزة – وظّفت الشابة هناء الغول ومجموعة من أصدقائها الفن بأشكاله المختلفة لحث مرتادي شاطئ الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة على عدم تلويث البحر، فضلا على إعادتهم تدوير النفايات الصلبة وتحويلها إلى أشكال جميلة.

جاء ذلك ضمن مشروع متكامل يضمّ استراحة، يحمل اسم “تعاونية البحر إلنا” بمحاذاة شاطئ الشيخ عجلين.

ويختلف المظهر العام لهذه الاستراحة عن الصورة النمطية المتعارف عليها، إذ تم تأثيثها من مواد مستعملة وتالفة أعيد تدويرها بأشكال جميلة.

وصنعت بعض المقاعد من إطارات المركبات المستعملة، وبعضها الآخر من خشب صناديق البضائع والشحن التي تُسمى بالعامية “مشاطيح”.

وأما نباتات الزينة فقد تم غرسها في صناديق بلاستيكية كانت في الأساس قوارير كبيرة تستخدم لتعبئة الوقود والمواد القابلة للاشتعال، فيما تم تأسيس أحد جدران هذه الاستراحة من حاويتين كانتا تستخدمان لجمع النفايات تمت إعادة تدويرهما وزرعهما بالنباتات المختلفة لتصلح كجدار.

وعلى جدران الاستراحة علّقت لوحات فنية تشكيلية تم تصميمها ورسم مكوناتها من خلال لصق قطع قماش مستعملة بعد قصّها بالشكل المطلوب، لتعطي في النهاية دلالة معينة.

وإحدى تلك اللوحات التي اعتمدت على تدوير القماش، كانت لآلة الكمان الموسيقية.

Thumbnail

وتقول هناء الغول في حديثها لوسائل إعلامية إن فكرة إعادة تدوير المواد المستعملة جاءت لحثّ الناس بطريقة غير مباشرة وممتعة على الحفاظ على شاطئ بحر قطاع غزة، وإمكانية الاستفادة من المخلّفات الصلبة بدلا من رميها.

وتضيف أن هذه الاستراحة جزء من مشروع متكامل صديق للبيئة استخدم ووظّف الفن لتقديم الإرشادات حول أهمية الحفاظ على نظافة البحر.

وتشير الغول إلى أنها وأصدقاءها استخدموا أيضا فنونا أخرى في سبيل ذلك، من بينها العروض المسرحية.

وتتابع “ننتظر إلى أن تتجمّع أعداد كبيرة من الناس على شاطئ البحر، ونبدأ بتقديم هذه العروض المسرحية التي تحمل فكرة ندعو من خلالها إلى الحفاظ على الشاطئ”.

وترى الغول أن هذا الأسلوب يجذب المستمع ويدفعه إلى تقبّل الرسالة التي تحتويه خلافا لعملية توزيع إرشادات ورقية أو كلامية حول أهمية الحفاظ على نظافة الشاطئ.

وتستكمل قائلة “المستمع دائما ما تجذبه الطرق الجديدة التثقيفية والإرشادية والممتعة”.

إلى جانب ذلك، فإن فريق “تعاونية البحر” يقدّم أيضا عروضا موسيقية وغنائية لتحقيق هدفه، بحسب الغول.

وتلفت إلى أن مرتادي البحر يتفاعلون مع الأنشطة التي يقدّمونها ويلاحظون ترجمة هذا التفاعل على أرض الواقع من خلال المحافظة على نظافة الشاطئ.

Thumbnail

ودشّن الفريق أيضا مكتبتيْن داخل الاستراحة، الأولى أُطلق عليها اسم “المكتبة الخضراء” وهي عبارة عن مساحة مزروعة بنباتات تحمل كل نبتة اسمها العلميّ، واسمها المتعارف عليه.

وأما المكتبة الثانية فهي مُخصصة للأطفال وتشمل قصصا قصيرة.

وبدأت فكرة هذا المشروع عام 2019 حينما رغبت الغول برفقة أصدقائها في تغيير السلوكيات الجائرة التي يتبعها الناس بحق بحر غزة.

هذه الفكرة تُرجمت إلى نشاط تعاوني في بحر منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة لتنظيف الشاطئ.

وتبين الغول أن العشرات من الفنانين شاركوا في هذه المبادرة في مجالات مختلفة مثل “ستاند أب كوميدي، سكتش مسرحي، غناء، رسم، موسيقى وإعادة تدوير”، فيما تم تكرار هذه التجربة عام 2020 والتوسّع فيها لتشمل حي الشيخ عجلين.

وكان عدد المشاركين في هذه المبادرة يتراوح ما بين 40 و45 شخصا، لكنّه انخفض اليوم إلى 10 أشخاص فقط.

وترجع الغول ذلك إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية لدى سكان القطاع، إذ يعجز هؤلاء عن توفير بدل المواصلات التي تقلّهم إلى مكان الاستراحة بشكل دوري من أجل تقديم العروض.

Thumbnail
24