رياضة قوة التحمل تقوي جهاز المناعة وتحمي من العدوى

برلين – يؤكد خبراء الرياضة واللياقة البدنية أن رياضات قوة التحمل مثل المشي والجري والسباحة تحافظ على جهاز المناعة وتساعد على تقويته بما يجعله قادرا على الصمود أمام أنواع عديدة من الفايروسات. كما أجمعوا على أن رياضات قوة التحمل تعمل على تحسين خلايا مناعية معينة وتقي من انتشار العدوى، ودعوا إلى ممارستها باعتدال.
وقال البروفيسور الألماني إنجو فروبوزه إن رياضات قوة التحمل مثل المشي والجري وركوب الدراجات الهوائية والسباحة تعمل على تقوية جهاز المناعة، ومن ثمّ تقي من الإصابة بالعدوى.
وأضاف الأستاذ بجامعة كولن الرياضية أنه ينبغي ممارسة هذه الرياضات باعتدال ودون مبالغة، وإلا فإنها ستؤدي إلى نتائج عكسية، موضحا أنه يمكن الاستدلال على الممارسة المعتدلة من خلال القدرة على تجاذب أطراف الحديث أثناء الممارسة دون مشقة.
كما أشار ماركوس فانيك، المحاضر بالجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية بمدينة زاربروكين، إلى أن ممارسة رياضات قوة التحمل تعود بالفائدة بصفة خاصة على الأشخاص الذين تراجعت كفاءة جهازهم المناعي نتيجة تقدمهم في السن أو تعرضهم للضغوط اليومية.
وتعرف قوة التحمل على أنها مظاهر القوة والطاقة التي تتيح للفرد تحمل جهد بدني أو عقلي لفترة طويلة من الزمن، وتؤدي زيادة هذه القوة إلى زيادة تحمل العبء وعدم الراحة والجهد الناتج عن ممارسة الفرد لنشاط ما، كما أن زيادتها تؤدي إلى تقليل التعرض للتعب والإعياء، ويمكن القول بأن التحمل يقلل من الطاقة المبذولة لأداء الأنشطة اليومية.
رياضات قوة التحمل تعمل على تحسين خلايا مناعية معينة وتقي من انتشار العدوى، ومطلوب ممارستها باعتدال
وبحسب خبراء اللياقة البدنية يجب ممارسة تمارين تقوية عضلة القلب والتي تساعد جميعها على زيادة قوة التحمل بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، وهو ما يوازي 30 دقيقة على مدار 5 أيام في الأسبوع. ولأن ممارسة التمارين أو الرياضة تعد أمرًا تكامليًا، أي يمكن توزيع الأرقام السابقة على مدار الأسبوع للحصول على نفس النتائج، كما يجب التنويه إلى ضرورة زيارة الطبيب قبل البدء بأي نشاط جسماني للتأكد من جاهزية الجسم لمثل هذا النشاط.
وأكد فانيك على أهمية ممارسة رياضة قوة التحمل بما يتناسب مع الحالة الجسدية لكل شخص، وذلك بغاية التمتع بفوائدها. وقال موضحا “يستفيد الأشخاص المبتدئون في ممارسة الرياضة من هذه الرياضات، عندما يُمارسونها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لمدة ثلاثين دقيقة في كل مرة”.
وأضاف أن مَن لا يجد في نفسه القدرة على ممارسة رياضات قوة التحمل في الهواء الطلق، يمكنه تحقيق نفس الاستفادة من خلال ممارستها في صالات اللياقة البدنية أو داخل المنزل، كالتدريب مثلا على الدراجة الرياضية أو جهاز الجري أو جهاز التجديف.
ويعد المشي من التمارين المهمة للقلب ولزيادة قوة التحمل، والذي يتجاهله الكثيرون في العادة، وينصح يوميًا بممارسة المشي السريع لمدة ثلاثين دقيقة على جلستين، ويساعد المشي أيضًا على إطلاق هرمون السعادة والتقليل من الضغط النفسي.
كما يزيد الركض من معدل ضربات القلب بمقدار أسرع من المشي، ويحبذ إن كان الشخص مبتدئا أن يمارس المشي لمدة دقيقتين ثم الركض لمدة دقيقتين أخريين وهكذا لحين إكمال 30 دقيقة من التمارين.
وتساعد رياضات قوة التحمل على حرق الدهون. وتصل عملية حرق الدهون إلى ذروتها أثناء التمرين والتدريب على جرعات عالية من التحمل والصبر على ذلك، حيث إن الأحماض تنقل المنتجات الدهنية مباشرة إلى العناصر المفيدة في بناء عضلات الجسم وزيادة قوة بناء العضلات، وبالتالي تقلل من فرصة الإصابة بأمراض السمنة ومخاطرها المتعددة.
ويؤدي اكتساب القدرة على التحمل إلى منع نقص تيلوميرات الحمض النووي لدى البشر مع تقدم العمر. و هذه العملية ليست مفيدة فقط في تأخير عملية الشيخوخة وعلاماتها بل إنها تؤدي أيضًا إلى مكافحة السرطان والاضطرابات الصحية المرتبطة بالشيخوخة وجميع أمراض الشيخوخة.
ويمكن للمتانة الناتجة عن التمارين الطويلة ومهارات الصبر المكتسبة أن تعطي الفرد فرصة جيدة للتعامل مع الإجهاد والإرهاق، من خلال ربط جميع أنظمة الجسم بالطرق الأكثر إنتاجية وإفادة، ويمكن لهذا التواصل البيولوجي الإيجابي أن يساعد في تقليل الشعور بالقلق من خلال استراتيجيات التكيف الداخلية الصلبة التي تتفاعل داخل الجسم والعقل طوال اليوم.