ترحيب عراقي بنقل قوات أميركية إلى قواعدها بالكويت

هجومان بعبوات ناسفة ضد رتلين لقوات التحالف الدولي في بغداد وبابل.
الأحد 2021/08/08
القوة الأميركية أنهت مهمة حماية قوة الانتشار السريع في العراق

بغداد - اعتبرت بغداد الأحد مغادرة وحدة من قوات التحالف الدولي للعراق وعودتها إلى قاعدتها في الكويت دليلا على مصداقية الاتفاق على رحيلها، فيما تعرض رتلان له لهجومين بعبوات ناسفة.

ورحب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بمغادرة القوات الخاصة التابعة لقوات التحالف الدولي لمناهضة داعش العراق، وعودتها إلى قواعدها في الكويت.

وقال المسؤول الأمني العراقي الذي شارك في جولة الحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي في واشنطن أواخر الشهر الماضي في بيان، إن هذه الخطوة "جاءت استجابة لمخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين".

وقال اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، إن "قوات التحالف تعمل وفق المعطيات وما تم الاتفاق عليه بين بغداد وواشنطن"، مبينا أن "شكل العلاقة بين العراق والتحالف الدولي أخذ منحى آخر".

وأشار الخفاجي إلى أن "قوات التحالف ودول العالم ملتزمة بدعم العراق"، لافتا في تصريح للإعلام الرسمي إلى أن "القوات القتالية يجب أن تنسحب قبل نهاية هذا العام بحسب الاتفاق"، وأوضح أن "المجتمع الدولي مستمر في دعم القوات الأمنية العراقية في مجال التسليح وتجهيزها بالمعدات لبناء قدراتها".

ووصلت قوة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى الكويت خلال الساعات الأخيرة، منسحبة من العراق بعد انتهاء مهامها هناك.

وقال التحالف الدولي في بيان إن "فرقة العمل المشتركة أنجزت مؤخرا مهمة حماية قوة الانتشار السريع في العراق، وعادت إلى قاعدتها الرئيسية في مخيم بويهرينغ في الكويت".

وأوضح أن "القوة التي غادرت العراق تضم طائرتي هليكوبتر ووحدة مشاة في حالة احتياطية جاهزة لمدة 24 ساعة".

ولفت إلى أن هذه القوة تستجيب عند الحاجة في منطقة العمليات المشتركة لدعم الأفراد الميدانيين وعمليات الاسترداد، والقيام بهجمات جوية والمساعدة في مهام حماية القوة الشاملة.

وشملت القوات المنسحبة وحدات مشاة وطيران من الحرس الوطني الجوي لايوا ومينيسوتا ولويزيانا في الولايات المتحدة، مع طائرتين ضمن الكتيبة الأولى فوج الطيران الأول، مع فوج المشاة الثاني والسادس والسادس عشر مشاة.

وأشار الناطق باسم التحالف العقيد واين ماروتوان إلى أن "مهمة القوات الشريكة: القوة الدولية، والبيشمركة، وقوات قسد، ستبقى لهزيمة داعش في أجزاء محددة من العراق وسوريا".

وشدد التحالف على أنه من أجل "هزيمة داعش يجب أن تكون فرقة العمل المشتركة تمتلك استراتيجية في أي حركة وضمان النشر والتراجع التدريجي، وقد تمكن فريقنا من العودة إلى قاعدة عملياته في الكويت".

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن انسحاب قوات قتالية أميركية من العراق، عقب الاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وواشنطن الشهر الماضي.

وفي السادس والعشرين من يوليو الماضي، اتفق العراق مع الولايات المتحدة على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري 2021.

وأعلنت بغداد في السابع من أبريل الماضي الاتفاق مع واشنطن على تحويل مهمة قوات التحالف الدولي من قتالية إلى تدريبية واستشارية.

ولاحقا أعلنت بغداد تشكيلها لجنة تضم قادة بوزارة الدفاع تتولى التفاوض مع الجانب الأميركي، لوضع الآليات والتوقيتات الزمنية الخاصة بالانسحاب العسكري الأجنبي.

وعادة ما تتعرض مواقع قوات التحالف الدولي وأرتالها العسكرية لهجمات صاروخية أو بعبوات ناسفة من قبل الميليشيات العراقية الموالية لإيران، التي تصر على انسحاب هذه القوات من البلاد بأسرع وقت.

ولطالما كان ملف إنهاء الوجود الأميركي في العراق محل تجاذبات سياسية واسعة في العراق، حيث يرى مسؤولون أن خروج القوات الأميركية سيفتح المجال أمام إيران وأذرعها لزيادة نفوذها، في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية ضغوطا من طهران ووكلائها المطالبين بإخراج القوات الأجنبية من العراق.

وأعلن مصدر أمني عراقي الأحد عن استهداف رتلين للتحالف الدولي في العاصمة بغداد ومحافظة بابل جنوبها.

وأشار المصدر إلى أن عبوة ناسفة انفجرت الأحد مستهدفة رتل دعم لوجستي تابعا للتحالف الدولي ضمن حدود العاصمة بغداد.

وأضاف أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت على رتل للتحالف ضمن حدود محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد).

ولا يزال حوالي 3000 جندي للتحالف الدولي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي، لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.

واستهدف حوالي خمسين هجوما صاروخيّا أو بطائرات مسيّرة المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام الماضي، إذ تُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران.

واستهدف هجوم كبير في السابع من الشهر الماضي قاعدة عين الأسد العسكرية التي توجد فيها قوات أميركية في غرب العراق، حيث سقط 14 صاروخا من دون تسجيل إصابات.

وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية يونيو الماضي على مواقع للحشد في العراق وسوريا، ما أسفر عن مقتل حوالي عشرة مقاتلين.

ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران، فيما يسعى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تجنيب بلده ويلات مثل هذا الصراع.