ميسي يباغت نادي برشلونة

المخاطرة المالية وراء رحيل الأسطورة الأرجنتينية.
السبت 2021/08/07
رقم يصعب تكراره

قال خوان لابورتا رئيس برشلونة إن النادي لم يملك أي خيار سوى عدم تجديد عقد ليونيل ميسي بسبب لوائح اللعب المالي النظيف لرابطة الدوري. وأشار لابورتا إلى أن برشلونة وميسي أرادا التوقيع على عقد جديد، لكن الرواتب تمثل 110 في المئة من إيرادات النادي الحالية، وهو ما يعني أن النادي ينفق أكثر من المتوقع ما يمثل مخاطرة مالية كبيرة.

برشلونة - قرّر نادي برشلونة وأسطورته الأرجنتيني ليونيل ميسي إعلان الطلاق رسميا بينهما بعد شراكة استمرت لعشرين عاما وكانت مثمرة بالألقاب المحلية والقارية والعالمية للنادي والجوائز الفردية المرموقة للاعب.

ووقع خبر الانفصال بين الطرفين كالصاعقة لأن جميع الدلائل كانت تشير إلى توصل الطرفين إلى اتفاق على أن يتم الإعلان عنه رسميا في الأيام القليلة المقبلة، لكن المفاجأة جاءت عندما أصدر برشلونة بيانا قال فيه إنه “على الرغم من التوصل إلى اتفاق بين نادي برشلونة وميسي، لا يمكن اعتماده رسميا بسبب العراقيل الاقتصادية والهيكلية (قوانين الرابطة الإسبانية)”. وأضاف البيان “أمام هذه الوضعية، لن يبقى ليونيل ميسي مرتبطا ببرشلونة. الطرفان يأسفان جدا لأن رغبات اللاعب كما النادي لم تتحقق”.

وتابع “يريد برشلونة من أعماق قلبه شكر اللاعب لمساهمته في هذه المؤسسة ويتمنى له الأفضل في حياته الشخصية والاحترافية”. ومع انتهاء عقد ميسي في الثلاثين من يونيو الماضي، بات صاحب الكرة الذهبية ست مرات حرا بالانتقال إلى النادي الذي يختاره. وبحسب الصحافي الإسباني الشهير غييم بالاغي، فإنه كان يتعين على برشلونة من أجل إبقاء ميسي في صفوفه تقليص حجم رواتب لاعبيه بحوالي مئتي مليون يورو من أجل اللعب النظيف للرابطة الإسبانية وهو ما لم يتمكن من القيام به.

وجهته المستقبلية

رئيس برشلونة خوان لابورتا أقر بأن تمديد عقد نجم الفريق وقائده  ليونيل ميسي كان سيشكل مخاطر مالية للنادي

بذل النادي الكتالوني، بعد الموسم المخيب الذي اكتفى خلاله بإحراز لقب كأس إسبانيا، مجهودات كبيرة من أجل الاحتفاظ بخدمات ميسي لاسيما أن الأخير كان قد أعلن رغبته في الرحيل صيف عام 2020 قبل أن يعدل عن قراره لأنه لا يريد الدخول في دعوى قضائية مع ناديه. بيد أن الصعوبات المالية الضخمة التي يواجهها برشلونة للبقاء ضمن قانون اللعب النظيف للرابطة الإسبانية، حالت دون إتمام الصفقة على الرغم من التضحيات التي قام بها اللاعب الذي كان مستعدا لتقاضي نصف راتبه وتمديد عقده لخمس سنوات إضافية.

وبات ميسي، الذي نال باكورة ألقابه الدولية عندما قاد الأرجنتين إلى إحراز كوبا أميركا بالفوز على البرازيل 1-0 في المباراة النهائية الشهر الماضي على ملعب ماراكانا، أكثر اللاعبين خوضا للمباريات في صفوف برشلونة الموسم الماضي مع 767 متفوقا على صانع الألعاب السابق تشافي وسجل خلالها 672 هدفا ونجح في 305 تمريرات حاسمة محرزا 35 لقبا بينها الدوري الإسباني عشر مرات، دوري أبطال أوروبا أربع مرات، كأس إسبانيا سبع مرات. أما على الصعيد الشخصي فتوج بالكرة الذهبية ست مرات.

ومن شأن هذا التطور الصادم لأحد أبرز اللاعبين الذي أنجبتهم الملاعب الكروية على مرّ التاريخ، أن يقلب سوق الانتقالات رأسا على عقب قبل معرفة الوجهة المقبلة للأرجنتيني. ويملك ميسي رابطا حميما مع مدينة برشلونة حيث عاش فيها منذ عمر المراهقة وحيث ولد أولاده الثلاثة وقال في أبريل الماضي بعد قيادته فريقه إلى إحراز كأس إسبانيا “إنه أمر مميّز أن أكون قائدا للفريق الذي لعبت له طوال حياتي”. ويبقى معرفة الوجهة المستقبلية لميسي والأندية القادرة على الحصول على خدماته: هل سيكون مانشستر سيتي الإنجليزي حيث سيلتحق بمدربه السابق في برشلونة بيب غوارديولا، أو باريس سان جرمان الفرنسي ليلعب بإشراف مواطنه المدرب ماوريسيو بوكيتينو، أو أي ناد آخر؟

وربط نيمار دا سيلفا، نجم باريس سان جرمان، زميله السابق ليونيل ميسي باللعب في “حديقة الأمراء” خلال الموسم المقبل. ووضع نيمار عبر حسابه على شبكة إنستغرام إعجابا على صورة له نشرتها شبكة “تي أن تي سبورتس”، حيث ظهر وهو يعانق ميسي الذي يرتدي قميص سان جرمان. وكانت العديد من التقارير قد زعمت أن ميسي في طريقه للانضمام إلى سان جرمان مجانا. وجدير بالذكر أن ميسي توصل إلى اتفاق مع برشلونة حول تجديد عقده، وكان من المفترض أن يوقع عليه، لكن النادي أعلن أن البرغوث سيرحل بشكل رسمي بسبب مشاكل مالية وهيكلية.

مخاطر مالية

Thumbnail

أقرّ رئيس برشلونة خوان لابورتا بأن تمديد عقد نجم الفريق وقائده الأرجنتيني ليونيل ميسي كان سيشكّل مخاطر مالية للنادي الكتالوني الذي يرزح تحت ضائقة مالية، مؤكدا أنه قام “بما هو أفضل لمصلحة” النادي. وأضاف لابورتا في مؤتمر صحافي عقده عقب الإعلان عن رحيل ميسي عن “كامب نو” بعد 20 عاما سطر خلالها ملحمة كروية، أن الأخير تلقى “عروضا أخرى”، من دون أن يعلن هوية الأندية المهتمة بالتعاقد مع حامل الكرة الذهبية ست مرات.

وتابع “ينطوي استثمار من الحجم الذي يمثله ليو ميسي على مخاطر معيّنة كنا مستعدين لتحملها” ولكن “عندما أدركنا بالتفصيل وضع النادي” بعد التدقيق، “لم نرغب في تعريض المؤسسة للمزيد من الخطر”. وكان لابورتا الذي انتخب مجددا لرئاسة برشلونة في مارس الماضي على خلفية الوعد الذي أطلقه بإبقاء ميسي في برشلونة، اتهم أيضا نظام اللعب المالي النظيف الذي وضعته رابطة الدوري الإسباني بمنعه من الوفاء بوعده. وقال “أنا حزين، لكنني أعتقد أننا فعلنا ما هو أفضل لمصالح” النادي. وبحسب وسائل إعلام، يتنافس ناديا مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي للحصول على خدمات “البرغوث”.

وانضم ميسي إلى برشلونة وعمره 13 عاما وهو هداف النادي عبر العصور والأكثر مشاركة في المباريات، حيث أحرز 672 هدفا في 778 مباراة في جميع المسابقات.

 وكان لاعب منتخب الأرجنتين حرّا وبإمكانه التفاوض للانتقال لأندية أخرى بعد انتهاء عقده في يونيو لتنتهي مسيرة استمرت 21 مع النادي الإسباني. وفي يناير قالت صحيفة “إلموندو” إن عقد ميسي الأخير الذي تم توقيعه في 2017 هو الأعلى في الرياضة على الإطلاق.

23