المنظمات الإرهابية تعزز وجودها شمالي أفغانستان عقب الانسحاب الأميركي

الخارجية الروسية تؤكد أنه تم جلب المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق الحرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أفغانستان.
الخميس 2021/07/22
الانسحاب المتسرع فتح ثغرات أمنية

موسكو - أشار أندريه رودينكو، نائب وزير الخارجية الروسية، الخميس إلى أن المنظمات الإرهابية الدولية تعزز وجودها شمالي أفغانستان نتيجة انسحاب القوات الأميركية المتسرع من البلاد.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الثلاثاء انسحاب ما يزيد عن 95 في المئة من قواتها من أفغانستان، وذلك تنفيذا لقرار الرئيس جو بايدن الخاص بسحب القوات الأميركية من أفغانستان بشكل كامل بحلول 11 سبتمبر المقبل، بعد 20 عاما كاملة من محاولة الولايات المتحدة تغير الواقع بين الفرقاء الأفغان.

وقال رودينكو في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية "إن عواقب الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية اتضحت لعدد من دول الناتو من أفغانستان، فالمقاطعات الشمالية التي كانت ذات يوم هادئة نسبيا تتحول بسرعة إلى 'بؤر ساخنة'، وتسيطر 'طالبان' بشكل شبه كامل على الحدود مع طاجيكستان".

ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر في لجنة الأمن القومي في طاجيكستان الخميس قوله، إن "حركة طالبان تسيطر على 80 في المئة من الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان".

وأضاف رودينكو أن "العديد من المنظمات الإرهابية الدولية وعلى وجه الخصوص، تنظيم داعش، تعمل على تقوية مواقعها إضافة إلى فروع القاعدة".

ووفقا لرودينكو، يتم جلب المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق الحرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أفغانستان، مشيرا إلى أن "عملية تجنيد أشخاص من آسيا الوسطى في صفوف هذه المنظمات في مرحلة نشطة، وقد وصل إنتاج المخدرات إلى مستويات قياسية".

ويفتح الانسحاب الأميركي من أفغانستان ثغرات أمنية، تمكن التنظيمات الإرهابية على غرار القاعدة وداعش من اقتطاع تذكرة العودة، حيث أعلن داعش منذ يومين مسؤوليته عن الهجوم على القصر الرئاسي الأفغاني، حيث انفجر صاروخان بالقرب من القصر أثناء تجمع مسؤولين حول الرئيس أشرف غني بمناسبة عيد الأضحى.

ويصر المسؤولون الأميركيون على أن التنظيمين مجرد انعكاس لما كانا عليه في الماضي، ويقولون إن تنظيم القاعدة ربما يقود المئات من المقاتلين في أفغانستان، أما فرع داعش الأفغاني أو "داعش خراسان" فلديه أكثر قليلا، وفق موقع "صوت أميركا".

وفي حين أعلن "داعش خراسان" مسؤوليته عن عدة هجمات بارزة، لاسيما بالمناطق الحضرية، يقول مسؤولو استخبارات ومساعدات إنسانية إنه من غير المرجح أن يفعل التنظيمان أي شيء من شأنه أن يجعلهما أهدافا سهلة للقذائف الأميركية أو الطائرات المسيّرة التي تحلق إلى أفغانستان من مسافة بعيدة.

ونقل موقع "صوت أميركا" عن مسؤول غربي بمكافحة الإرهاب قوله، "من المتوقع أن ترتبط القاعدة في المستقبل القريب بشكل أوثق مع حركة طالبان، والقاعدة ستعمل على التأكيد لطالبان أنها لن تسبب للحركة حرجا، وتريد القاعدة أن تحافظ على أفغانستان كساحة تستطيع من خلالها القيام بأعمال التجنيد والتدريب".

أما بالنسبة إلى "داعش خراسان" الذي لم يعد يسيطر على أراض في أفغانستان كما فعل في إحدى الفترات، فهو يحاول وضع الأساس للعودة إلى الحياة مجددا.

وأوضح مسؤول مكافحة الإرهاب أن "داعش خراسان لم ينته، وأن التنظيم لا تزال لديه القدرة على اكتساب القوة بالرغم من الصعوبات الأخيرة التي واجهها، يمكنكم رؤية ظروف معينة يمكن من خلالها أن يزداد قوة، ويجتذب المزيد من المقاتلين وحرية التصرف".

ويحذر مراقبون بالمنطقة من أن "داعش خراسان" بدأ أيضا التطلع إلى ما وراء أفغانستان نفسها، ويحاول اكتساب موطئ قدم في كازاخستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من طاجيكستان.

وقال مسؤول بمجال المساعدات الإنسانية في وسط آسيا، طلب عدم ذكر اسمه، إن التركيز كان على "المزيد من الجودة وأعداد أقل".

وأضاف "إنهم يبنون بنى تحتية محلية للتجنيد واللوجستيات والدعم الاقتصادي، وبنى تحتية اقتصادية لدعم ذلك. في الوقت الراهن، لديهم حاجة إلى تجنيد المزيد من المتخصصين بتكنولوجيا المعلومات، بدلا من مجرد جنود مستعدين لأن يصبحوا انتحاريين".

وتتردد أصداء مثل تلك المخاوف من قبل المسؤولين بالولايات المتحدة وآسيا الوسطى.

وكان تقرير صادر عن البنتاغون في أبريل الماضي وصف توسع "داعش خراسان" بـ"أكبر شاغل" لجيران أفغانستان، مضيفا أن التنظيم الإرهابي "يخلق إمكانية زعزعة الاستقرار".

وتعتقد الاستخبارات الأميركية أيضا أن هناك سببا يدعو إلى القلق  بالنظر إلى أن "داعش خراسان"، "اجتذب تاريخيا البعض من مجنديه من دول آسيا الوسطى"، بحسب مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته.

ونقل موقع "صوت أميركا" عن مسؤول طبي قوله إن دول آسيا الوسطى تعطي الأولوية للأمن الإقليمي والاستقرار من خلال مواصلة التعاون الإقليمي، وتحسين قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.