العاهل الأردني يؤكد من واشنطن ضرورة تحريك عملية السلام بالشرق الأوسط

الملك عبدالله يحذر من نشوب العنف في ظل جمود المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
الخميس 2021/07/22
إثارة لأهم قضايا الشرق الأوسط

عمان - دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تحريك عملية السلام وإطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين، محذرا من "نشوب العنف مجددا" مع غياب التقدم في هذا الاتجاه.

جاء ذلك خلال لقائه في واشنطن بعدد من أعضاء لجان مجلس الشيوخ الأميركي، في إطار زيارة غير محددة المدة، بدأها مطلع الشهر الجاري إلى الولايات المتحدة، حسب بيان للديوان الملكي.

ووفق البيان، ركزت اللقاءات على علاقات البلدين وسبل تعزيز الشراكة بينهما، وفتح آفاق جديدة للتعاون في شتى الميادين.

وفي وقت لاحق، التقى العاهل الأردني قيادات بالمجلس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حسب بيان ثان للديوان الملكي.

وحسب المصدر، فقد حذر العاهل الأردني خلال اللقاء من "نشوب العنف مجددا، في غياب التقدم على الأرض تجاه إعادة إطلاق عملية السلام".

وتطرق الملك عبدالله الثاني خلال تصريحاته إلى عدد من القضايا الأخرى، واعتبر أن بلاده تتحدث "بصوت فلسطين والجميع يستمع إليها"، مشددا على أن هناك تفاهما مشتركا مع إدارة بايدن حول ضرورة التمسك بحل الدولتين، واستئناف المفاوضات بين الجانبين بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في أبريل 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

كما ثمّن ملك الأردن قرار الولايات المتحدة إعادة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وفي أبريل الماضي أعادت الإدارة الأميركية دعمها لـ"أونروا"، حيث قدمت 150 مليون دولار مبدئيا للوكالة الأممية التي تقدم خدمات منقذة لحياة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين والمؤهلين في أرجاء الشرق الأوسط.

وقدمت الولايات المتحدة قرابة 33 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لـ"أونروا" في مايو الماضي، استجابة للعنف في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها لتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.

وتناولت اللقاءات سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في القدس الشرقية.

ويجري ملك الأردن منذ مطلع يوليو الجاري زيارة رسمية للولايات المتحدة غير محددة المدة، وتتخللها أخرى خاصة، بحسب الديوان الملكي، حيث التقى خلالها الرئيس جو بايدن، ونائبته كاميلا هاريس، وعددا من المسؤولين الأميركيين.

وشدد ملك الأردن على أن نهج المملكة في التعاطي مع الحكومة الإسرائيلية مرتبط، ضمن أمور أخرى، بعلاقة إسرائيل مع الفلسطينيين وتصرفاتها في القدس الشرقية، إضافة إلى التزامها بحل الدولتين.     

وتطرق الملك إلى الأوضاع في العراق، مشيرا إلى أهمية دعم جهود بغداد في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

وكان العاهل الأردني قد حذر خلال مباحثاته مع الرئيس الأميركي من تدهور الأوضاع في لبنان خلال أسابيع، في حال استمرت الأزمة الاقتصادية والسياسية دون انفراجة.

وعقد ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين لقاء قمة في البيت الأبيض بواشنطن، أكد الزعيمان خلاله متانة العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة، وحرصهما على توطيدها في شتى الميادين.

وتناولت القمة توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية، التي تصدرت أجندتها القضية الفلسطينية.

وبحسب وسائل إعلام أردنية، اعتبر الملك خلال تصريحاته للوفد الإعلامي المرافق له في زيارته لواشنطن، أن زيارته للبيت الأبيض كأول زعيم عربي ومن الشرق الأوسط في وجود بايدن تؤكد أن الولايات المتحدة تدرك دور الأردن المحوري، وترى فيه أفضل ممثل لقضايا المنطقة وصوت العقل فيها.

ورأى أن هذه الزيارة واحدة من أنجح الزيارات للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن لقاء القمة حفل بالرسائل الإيجابية من الرئيس بايدن حول استعداد الولايات المتحدة لتقديم كل أشكال المساعدة المطلوبة للأردن.

ويلعب الملك عبدالله دورا فريدا في الشرق الأوسط، ويعتبره المسؤولون الأميركيون زعيما معتدلا وعمليا يستطيع أن يلعب دور وساطة في الكثير من الملفات.

وهو أول زعيم من الشرق الأوسط يزور البيت الأبيض في وجود بايدن وسوف يليه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي من المقرر أن يزور واشنطن يوم 26 يوليو.