السودان يخزن المياه تحسبا لانعكاسات الملء الثاني لسد النهضة

الخرطوم - أعلن السودان عن تخزينه 1.6 مليار متر مكعب من المياه لتأمين المستويات في نهر النيل والنيل الأبيض، تحسبا للملء الثاني لسد النهضة وسط توقعات إثيوبية من الانتهاء من الملء الثاني في موسم الأمطار الحالي.
وقال مدير إدارة الخزانات بوزارة الري والموارد المائية معتصم العوض، "حتى لا تتكرر مشكلة العام الماضي أجرينا احتياطات لتخفيف أثر ملء سد النهضة، واحتفظنا في خزان جبل أولياء (جنوبي العاصمة الخرطوم) بحوالي 600 مليون متر مكعب لمقابلة ملء سد النهضة لتكون لدينا مناسيب معقولة في النيل الأبيض ونهر النيل".
وأضاف "في نهاية يوليو سيكون لدينا أيضا مخزون في خزان الروصيرص بحوالي مليار متر مكعب".
وأردف "الـ1.6 مليار متر مكعب ستؤمن لنا المناسيب في نهر النيل والنيل الأبيض، ولن تكون هناك إشكالية في سحب الطلمبات (المضخات) الزراعية وطلمبات مياه الشرب في نهر النيل شمال الخرطوم، والنيل الأزرق والنيل الأبيض".
وأشار إلى أن "تخزين إثيوبيا للمياه في الملء الأول لسد النهضة في يوليو 2020 تم دون إخطار وزارة الري السودانية، ما أسفر عن خروج كل محطات الشرب في ولايتي الخرطوم ونهر النيل (شمال) من الخدمة".
وقال عضو فريق التفاوض الإثيوبي جيديون أسفاو إن "عملية بناء السد وصلت إلى أكثر من 80 في المئة، ومن المتوقع الانتهاء من الملء الثاني للسد في موسم الأمطار الحالي".
واعتبر أسفاو أن المرحلة الثانية لملء السد تمثل "حدثا تاريخيا لإثيوبيا لتوليد الطاقة، والتخفيف من فقر الطاقة في البلاد".
ولم يقدم المسؤول الإثيوبي تفاصيل بشأن كمية المياه التي سيحتجزها خزان السد خلال الملء الثاني، لكن خبير الموارد المائية وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي قال في تصريحات إعلامية سابقة، "إن الجانب الإثيوبي نجح في الانتهاء من تعلية الممر الأوسط لسد النهضة بارتفاع 4 أمتار إضافية، ما يمكنه من تخزين حوالي 6 مليارات متر مكعب من المياه، خلال يوليو الجاري".
وأضاف أنه مع الاستمرار في تعلية الممر الأوسط إلى 30 مترا كما هو مقرر، يمكن للإثيوبيين خلال أغسطس استكمال المتبقي من الحصة المراد تخزينها وهي 13.5 مليار متر مكعب.
وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات حول السد يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثان لـ"سد النهضة" بالمياه في يوليو الجاري وأغسطس المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.
لكن مصر والسودان تتمسكان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية ولضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل، وهما 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليارا على الترتيب.
وفي 8 يوليو الجاري خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات "سد النهضة" تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.