السيسي يحذر من المساس بأمن مصر القومي

الرئيس المصري يؤكد أن بلاده لا تمانع التطوير والتنمية لإثيوبيا شريطة عدم المساس بمصر.
الجمعة 2021/07/16
تطمينات للمصريين

القاهرة - جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تأكيده أن "المساس بأمن مصر القومي خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى".

وأضاف السيسي في المؤتمر الأول للمشروع القومي لتطوير القرى المصرية "حياة كريمة" مساء الخميس، أن "ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنيان المساس بمقدرات الوطن، ولن نسمح لأي من كان أن يقترب منها".

وأوضح "نحن نتعامل في كل قضايانا بعقل راشد وتفكير عميق، ولم نحاول أبدا دغدغة مشاعر الناس"، مشيرا إلى أن قلق المصريين بشأن قضية المياه "قلق مشروع".

ودعا الرئيس المصري السودان وإثيوبيا إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة ليضمن العيش والأمان للجميع، بعيدا عن أي تهديد ولصالح شعوب الدول الثلاث.

وقال "إن مصر أبدا لم تكن تسعى للتهديد أو التدخل في شؤون الدول"، مؤكدا أن مصر دائما تمد يدها للتعاون.

وأضاف أن مصر تقبل ولا تمانع التطوير والتنمية لإثيوبيا مع التأكيد على عدم المساس خاصة بمصر.

وأوضح السيسي أنه تم رفع ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن حتى يكون الموضوع على أجندة الاهتمام الدولي، قائلا إن هناك إعدادا يتم داخل مصر ويتم العمل على مشروعات لتوفير كل نقطة مياه في مصر، منها مشروع تبطين الترع، مشيرا إلى رصد ما يقرب من 60 مليار جنيه تمكن البلاد من إكمال المشروع خلال سنتين، وأن هناك محطات معالجة المياه.

والخميس الماضي عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة القائمة بين إثيوبيا ومصر والسودان، غير أنه لم يصدر، حتى الآن، قرارا أو توصية بعد الجلسة.

وجاءت الجلسة بعدما أخطرت إثيوبيا مصر والسودان رسميا بالبدء في الملء الثاني لخزان سد النهضة، وهو ما اعتبرته الدولتان العربيتان خرقا للقوانين الدولية والأعراف، وانتهاكا لاتفاق المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015.

وفي مارس الماضي أطلق السيسي أول تهديد حاد لإثيوبيا بشأن أزمة المياه المندلعة بين البلدين، واعتبر أن المساس بحصة مصر "خط أحمر".

ووصل السيسي إلى هذه النقطة عقب تردد طويل، وبعد أن فاض به الكيل من مراوغات إثيوبيا في مفاوضات استمرت نحو عشر سنوات، وأمضت وقتا طويلا في تدارس تفاصيل كثيرة دون أن تقدم نتيجة ملموسة وتتوصل إلى اتفاق ملزم يحافظ على مصالح الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان.

وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، ورغم توقيع إعلان للمبادئ، والذي ينص على التزام الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد، عبر الحوار، إلا أن المفاوضات لم تنجح في التوصل إلى أي اتفاق.

واتبعت أديس أبابا تكتيكا يقوم على المراوغات في كل جولة تفاوضية، وإضاعة الوقت قدر المستطاع، في حين كانت القاهرة تراهن على الوساطات الخارجية والضغوط خاصة في فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكن الدور الخارجي لم يكن له أي تأثير على رئيس الحكومة الإثيوبي آبي أحمد الذي اتسم موقفه بالتصلب.

وفيما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، فإن للخرطوم مخاوف من أثر السد الإثيوبي على تشغيل السدود السودانية.

وفي تعليقه على مخاطر السد، قال الرئيس المصري "قبل ما يحصل أي حاجة لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح"، مؤكدا أن "مصر دولة كبيرة.. ولا يليق بنا أن نقلق أبدا".