البطيخ بديل عن العلم الفلسطيني للتحايل على الخوارزميات المنحازة

رام الله – لجأ الفلسطينيون إلى حيلة ذكية من أجل تجنب خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظر استخدام العلم الفلسطيني بألوانه، الأحمر والأخضر والأبيض والأسود.
واستخدم الفلسطينيون صورا لفاكهة البطيخ التي تُزرع محليا، وتحمل الألوان نفسها ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي حتى باتت أيقونة فلسطينية بديلة عن العلم.
وفي الأسابيع الأخيرة، عاود البطيخ ظهوره على الشبكات الاجتماعية ضمن ما قال بعض الفلسطينيين إنها جهود لاستباق الرقابة على الإنترنت والتحايل على رقابة المحتوى، في مواجهة التطويق المشدد للمحتوى الفلسطيني، على خلفية حرب مايو 2021.
وقالت صحيفة “نيوروك بوست” الأميركية أن نشر المستخدمين الرموز التعبيرية (الإيموجي) والصور والأعمال الفنية -من فلسطينيي الداخل والأراضي المحتلة، وفلسطينيي الشتات، وأنصارهم- عكس حجم النشاط والتضامن الكبير بعيدا عن الحدود السياسية والجغرافية التقليدية.
وقال خالد حوراني الفنان الفلسطيني المقيم في رام الله بالضفة الغربية، والذي ظهرت أعماله ضمن صور البطيخ المتداولة على الإنترنت “الفن أحيانا يمكنه أن يكون سياسيا أكثر من السياسة نفسها”.
وتعود رمزية البطيخ إلى تكتيكات التنظيمات الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى، في الفترة التي سبقت معاهدات أوسلو عام 1993، التي تمخضت عن تأسيس السلطة الفلسطينية ومهدت لعملية السلام التي فشلت الآن.

آندي ستون: نعلم أن هناك عددًا من المشكلات التي أثرت في قدرة الأشخاص على المشاركة في تطبيقاتنا
ولفت حوراني إلى أن فناني فلسطين استخدموا البطيخ كـ”مجاز عن العلم الفلسطيني للتحايل على الحظر”. ويحاول الفلسطينيون، الذين لا يثقون بالشبكات الاجتماعية ويخشون الرقابة، “تفادي شبكات الخوارزميات المتحيّزة”.
وأزيلت الملايين من منشورات الشبكات الاجتماعية المؤيّدة لفلسطين في الغالب من فيسبوك وتويتر خلال الأزمة الأخيرة، فيما قالت شركات التقنية إنه كان مجرد خلل تقني، مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين لطالما شعروا بأنّ خطابهم على الإنترنت يخضع للتجريم أكثر من اللازم. كما جرى حظر الهاشتاغات والحسابات المرتبطة بفلسطين على نطاق واسع أو أُزيل محتواها.
وقال آندي ستون المتحدث باسم فيسبوك “نعلم أن هناك عددًا من المشكلات التي أثرت في قدرة الأشخاص على المشاركة في تطبيقاتنا. وبالرغم من أننا قمنا بإصلاح هذه المشكلات، فإنه ما كان يجب أن تحدث في المقام الأول”.
لكن عددًا من نشطاء الحقوق الرقمية يرفضون هذه التفسيرات، ويقولون إنه اتجاه طويل الأمد، تصاعدَ مؤخرًا.
وقال فادي كوران مدير حملة آفاز المقيم في رام الله “لدينا جيل فلسطيني جديد.. 70 في المئة منه تحت سن الثلاثين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تُعتبر الشبكات الاجتماعية والأدوات الرقمية مصدرَهم الوحيد للإلهام ووسيلةَ اتصالهم الوحيدة بالعالم. والناس بحاجة إلى استخدام الشبكات الاجتماعية لنشر تفاصيل ما يحدث هنا، لذا فقد تمخّض ذلك عن مجموعة واسعة من التكتيكات للتغلّب على القمع الرقمي”.
وأفادت منى أشتية المديرة المحلية بحملة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي في حيفا، بأن شركات الشبكات الاجتماعية تحاول “إسكات الفلسطينيين على الإنترنت عن طريق منعنا من نشر روايتنا عن الأحداث”.
ونتيجة لذلك، عثر الفلسطينيون بحسب أشتية، على “طرق مبتكرة” -مثل حذف النقاط من الحروف، واستبدال بعض حروف الكلمات، أو الجمع بين التصريحات السياسية والصور الشخصية- “لتجاوز الخوارزميات والتلاعب بها، من أجل حماية المنشورات من الحذف أو البلاغات أو الإخفاء”.
من جانبه أضاف كوران أنّ هذا الجيل يُواصل النظر إلى الشبكات الاجتماعية بعين الحذر، مؤكدا “علّمتنا أهم دروس الربيع العربي أنّ الشبكات الاجتماعية صارت الآن أداة قمع أكثر من كونها أداة في يد الثوار. وقد صارت الرقابة الآن أكبر وأوسع نطاقا بشكل خطير”.