رئيس مجلس الشورى يحذر من انهيار كبير للعملة سيفاقم المجاعة في اليمن

صنعاء - حذر رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر من انهيار كبير وشيك للعملة اليمنية، موجها نداء إلى الرئيس عبدربه منصور هادي لطلب مساعدة عاجلة من السعودية لإيقاف تدهور الريال اليمني.
وكتب بن دغر عبر موقع تويتر "اليوم بلغ الدولار سعرا كارثيا (الدولار الأميركي تجاوز ألف ريال يمني)، يهدد بمجاعة في اليمن، وبخسائر فادحة للاقتصاد الوطني، وباضطراب في الحياة العامة".
وتابع "عرفت أن الرئيس قد طلب من الأشقاء التدخل لوقف تدهور الريال بشيء من المساعدة العاجلة، وأنني أثق اليوم بأنهم سيتدخلون لإنقاذ الريال اليمني، بل هم يتدخلون كما هو حاصل في المعونة الطلابية".
واعتبر رئيس الحكومة اليمنية السابق أن "المعالجات الجزئية لن توقف تدهور الريال".
ووجه بن دغر نداء للسعودية لمساعدة حكومة بلاده وإنقاذ اليمنيين، قائلا "أعينوا الشرعية (يقصد الحكومة المعترف بها دوليا)، وأنقذوا المواطن، فالوضع اليوم أسوأ مما كان عليه بالأمس، اليوم الدولار تجاوز الألف الريال، وهو مرهق منهك فقد قيمته، ويشارف على السقوط الأخير، كما أن مجاعة حقيقية تنتظر أهلنا، أهلكم في اليمن".
وقبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2014، كان سعر صرف الريال اليمني يبلغ 220 ريالا مقابل الدولار الأميركي الواحد، قبل أن يتجاوز اليوم حاجز الألف ريال يمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد وبقية مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، ويصل إلى 599 ريالا في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله"، الحوثي.
وتدفقت المساعدات على اليمن منذ اندلاع الحرب، إذ جمعت الأمم المتحدة حتى نهاية 2019 نحو 10 مليارات دولار لتنفيذ خطتها الإنسانية في البلد المنكوب، فيما أعلنت دول ومنظمات واتحادات عن مساعدات لا تقل قيمتها عن 10 مليارات دولار من أجل محاربة الفقر خلال نفس الفترة، ورغم ذلك ما زال الاقتصاد اليمني يعاني من أزمات خانقة.
وفي يناير 2018 أعلنت السعودية إيداع ملياري دولار أميركي في البنك المركزي اليمني بعدن لدعم العملة اليمنية، بعد أن تجاوز الدولار 500 ريال يمني.
وتقول الأمم المتحدة في بياناتها المتواترة بشأن الأزمة اليمنية إن انعدام الأمن الغذائي في البلاد سيطول 16.2 مليون شخص بصورة إجمالية، بينهم خمسة ملايين سيكونون في حالة طوارئ.
وقد ذكر تقرير سابق نشرته منظمة الغذاء العالمي، أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021، منهم 400 ألف طفل يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.
وكان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر في نوفمبر الماضي من خطر وشيك في اليمن ستنتج عنه الملايين من الوفيات بسبب المجاعة، ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية.
وأرجع غوتيريش ذلك إلى تخفيض كبير في تمويل عملية الإغاثة من قبل الأمم المتحدة في 2020، مقارنة بعامي 2018 و2019.
وأشار إلى أسباب أخرى تتعلق بـ"الإخفاق في الحفاظ على الدعم الخارجي للاقتصاد اليمني، لاسيما استقرار قيمة الريال اليمني، والصراع المستمر".