قلق في الجزائر من عودة قوية لفايروس كورونا

أكثر من 1000 إصابة و13 حالة وفاة بوباء كورونا في نسخه المتحورة والمستجدة.
الأحد 2021/07/11
دعوات لفرض حجر شامل

الجزائر - عادت أجواء القلق إلى الشارع الجزائري بسبب الارتفاع المطرد لمؤشر الإصابات بوباء كورونا في نسخه المتحورة والمستجدة حيث ناهزت سقف الألف إصابة و13 ضحية، وهو رقم لم يسجل منذ عدة أشهر، الأمر الذي دفع الجهات المختصة إلى دق ناقوس الخطر والدعوة إلى تفادي سيناريوهات سيئة ولو بالعودة إلى الحجر الشامل.

ودعا الباحث والخبير في البيولوجيا والتحاليل الطبية محمد ملهاق إلى ضرورة التزام الحيطة والحذر والالتزام بتدابير الوقاية من أجل تفادي سيناريوهات سيئة في الجبهة الصحية، لأن حالة التراخي هي التي ساهمت في العودة اللافتة للإصابات بمستويات غير مسبوقة.

وشدد في تصريح لـ”العرب” على “ضرورة الذهاب الطوعي لأخذ التطعيم والالتزام بإجراءات الوقاية، فهي الملاذ الوحيد لكسر الموجة الثالثة من الوباء، وتجنيب البلاد انتكاسة صحية، وتفادي الضغط على المشافي والكوادر الطبية التي تكبدت فاتورة غالية خلال الموجات السابقة”.

ولفت المتحدث إلى “ضرورة تجنيد كل إمكانيات التوعية والتحسيس، وعلى ضرورة الاستماع إلى المختصين والسلطات الصحية، بدل الاستسلام للشائعات الرائجة في المنصات الإلكترونية”.

محمد ملهاق: حالة التراخي هي التي ساهمت في العودة اللافتة للجائحة
محمد ملهاق: حالة التراخي هي التي ساهمت في العودة اللافتة للجائحة

ودخلت السلطات الصحية بالجزائر في حملات واسعة لتلقيح السكان، غير أن الاستجابة تبقى محتشمة بسبب منسوب الوعي واللغط المثار على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول طبيعة ومفعول ونتائج اللقاحات المعتمدة إلى حد الآن.

وصرح في هذا الشأن المدير العام لمعهد باستور وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فايروس كورونا البروفيسور فوزي درار السبت أن “المعهد وزّع منذ شهر يناير الماضي حوالي خمسة ملايين جرعة على كل الولايات، وسيتم استلام أربعة ملايين جرعة سينوفاك خلال هذا الأسبوع، وهو ما يقرّب الحملة من سقف ربع السكان”.

واستغرب المتحدث في تصريح لإذاعة حكومية محلية “عدم إقبال الجزائريين على التلقيح، حتى أن بعض الفضاءات المفتوحة في العاصمة لا تشهد أي إقبال، كما هو الشأن في منتزه الصابلات الذي يأتيه الآلاف يوميا غير أن عدد المقبلين على عملية التلقيح يبقى عددا ضئيلا”.

وحض المتحدث على ضرورة تسخير كل وسائل التعبئة والتحسيس بما فيها المساجد من أجل إقناع الناس بالإقبال على حملات التلقيح المضاد لوباء كورونا، والالتزام بتدابير الوقاية من أجل كسر الموجة الثالثة التي تعتبر أكثر خطورة وفتكا بالمصابين.

وأكد مدير معهد باستور الحكومي أنه “منذ بداية التلقيح لم نشهد أي وفاة أو حالة خطرة للملقحين، بالعكس جميع الحالات في صحة جيدة (…) إن أكثر ما يؤلمنا هو مشاهدة الجزائريين يموتون يوميا أمام أعيننا، ونحن لدينا الملايين من اللقاحات في المخازن تنتظر. ماذا لو عاد واحد من ضحايا الوباء؟ أظن أنه لن يفرط في التلقيح”.

وأضاف “لا نريد أبدا الوصول إلى المشهد الهندي أو الأوروبي أو التونسي، الحل بأيدينا، علينا أن نلتزم، نلبس الكمامة ونتباعد ثم نذهب بقوة للتلقيح لكسر هذه الموجة الأقوى والأخطر”.

وفي إطار آخر أشار إلى أن “كل الخيارات مطروحة حاليا بما فيها العودة إلى الحجر الجزئي أو الكلي على بعض المناطق، لا يمكن المغامرة بحياة الجزائريين، سلالة دلتا خطرة وقوية، لقد اكتشفنا سبع حالات في العاصمة والقادم سيكون أسوأ بكثير إذا لم نبدأ الآن احترام تدابير الوقاية والإقبال على التلقيح”.

Thumbnail

ولا يزال خبراء اللجنة المختصة برصد ومتابعة الوباء يتفادون ترجيح فرضية العودة إلى الحجر الكلي أو الجزئي، لكنهم لم يستبعدوا السيناريو بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية على البلاد، خاصة في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية التي أظهرت عدم قدرة الحكومة على تحمل فاتورة الحجر.

وفي خطوة لحض السكان على الإقبال على حملة التلقيح، أوعزت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لأئمة المساجد لتوجيه خطابهم وتوعية المرتادين عليها خاصة خلال صلاة الجمعة.

وصرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي بأنه “ستتم مرافقة حملة التطعيم أمام المساجد بأخرى توعوية أمام بيوت الله والمراكز الثقافية التابعة لها لشرح أهمية التلقيح ضد كورونا”.

لكن رغم ذلك فإن العزوف على التلقيح لا يزال لافتا في الجزائر رغم وجود الملايين من الجرعات في المخازن، وقد قدر الخبير وعضو اللجنة المختصة رياض محياوي عدد الملقحين بنحو مليونين إلى حد الآن، وهو رقم بعيد عن طموح الحكومة والمختصين لكسر الموجة المستجدة.

وذكرت تصريحات متطابقة لمسؤولين في وزارة الصحة بأن الحكومة الجزائرية تعتمد إلى حد الآن على تلقيحات متعددة منها “سبوتينك” الروسي، والأوروبي “أسترزينيكا”، والصينيان “سينوفارم” و”سينوفاك”.

وتعمدت الحكومة تنظيم الحملات المفتوحة في باحات المساجد والمؤسسات الدينية في مختلف مدن وولايات الجمهورية من أجل الاستفادة من الوازع الديني في إقناع الأفراد بالإقبال على التلقيح وحماية النفس والمجتمع امتثالا لمبادئ الدين الإسلامي.

2