السعوديون يتجهون أفواجا إلى أوكرانيا

انطلق السعوديون في رحلات عطلة الصيف بعد أن سمح لهم بالسفر. فإجراءات الحجر التي أصابت الجميع بحالة من القلق دفعتهم إلى السفر والبحث عن وجهات سياحية جديدة، لتكون أوكرانيا الوجهة التي فتحت لهم الطريق للقدوم إليها والاستمتاع بطقسها الصيفي المعتدل ومنتجعاتها وطبيعتها الخلابة.
كييف - اعتاد السعودي نبيل كنسارة وزوجته قضاء العطلات في سويسرا مرتين كل عام، غير أن قيود السفر التي فرضها فايروس كورونا في مختلف أنحاء أوروبا أجبرتهما على اكتشاف وجهات سياحية جديدة.
وأصبحت أوكرانيا تهتم بالقطاع السياحي كنشاط رافد لاقتصادها، فاهتمت بالمنتجعات السياحية والترفيهية والمراكز العلاجية، بالإضافة إلى ما تمتاز به من طبيعة خلابة وطقس مناسب في الصيف.
وأوكرانيا، التي لا تشترط تقديم فحص (بي.سي.آر) للكشف عن فايروس كورونا أو إجراء اختبار سريع عند الوصول. وهي واحدة من بضع دول لا تلزم السياح السعوديين بالحصول على تأشيرة دخول. وساهم في الترويج لها كوجهة سياحية الأولى مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية.

أحد مشاهير سناب شات قال إن أسعار الغرف في بعض الفنادق التي يقيم بها السياح العرب ارتفع إلى نحو 4 أضعاف
ولجأت بعض المكاتب السياحية إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي طمعا في إعادة نشاط مجالهم. وقال غازي المطيري عبر حسابه على سناب شات إنه زار أوكرانيا، ووجه نصيحة لمن يرغب في السفر للسياحة في أوكرانيا بقضاء أربعة أيام على الأكثر هناك، منوها بأن الأسعار هناك رخيصة مقارنة بدول أخرى، وأضاف، “وإن كانت الأسعار بدأت ترتفع بسبب وجود أعداد كبيرة من السياح الخليجيين هناك”.
وتبلغ إجمالي تكلفة السفر إلى أوكرانيا ما يقارب 3219 ريالا سعوديا (حوالي 858 دولارا أميركيا) للشخص الواحد، وتشمل كلا من الطيران والفندق، وهي أسعار تشجع الخليجيين وخاصة الشباب على اكتشاف هذه الدولة السياحية الحديثة.
وكانت أوكرانيا أوقفت كل الرحلات الجوية العادية في مارس الماضي لمنع انتشار وباء كورونا، لكنها استأنفت الرحلات الجوية الداخلية والرحلات إلى وجهات خارجية في يونيو.
ويقول أنطون تاراننكو من رابطة السياحة الأوكرانية، إنه من المتوقع أن يزور 3500 سعودي أوكرانيا يوميا بالمقارنة مع 4000 سائح في العام الماضي بأكمله.
وبالإضافة إلى الجولات السياحية للتعرف على معالم المدن تتيح أوكرانيا للزائرين مجموعة مختلفة من الأنشطة للانطلاق وسط الطبيعة من جبال الكاربات ذات المناظر البديعة في الغرب إلى شواطئ البحر الأسود حيث الحركة الدائبة في الجنوب.
وفي يونيو أطلقت شركة طيران “ناس” السعودية رحلة جوية يوميا بين الرياض وكييف لنقل المئات من السياح الراغبين في قضاء العطلات هربا من الحر القائظ. وتتيح الشركة أيضا إمكانية الانتقال إلى مدينة لفيف أكبر مدن غرب أوكرانيا.
وقالت رئيسة وكالة الدولة للتنمية السياحية ماريانا أوليسكيف، إن السعودية باتت تمثل اتجاها واعدا لتنمية التدفقات السياحية، حيث تجمع المشاريع التي يجري العمل عليها في المملكة حاليا بين السياحة الخضراء والجبلية والثقافية، متابعة أن ذلك من شأنه أن يثير اهتمام العديد من السياح من مختلف دول العالم.
وقال تاراس كوزيك مدير فندق بانك في لفيف، إن السعوديين يشغلون 60 غرفة من غرف الفندق المئة، وإن بعضهم جاء لقضاء شهر العسل.
وقال كوزيك، إن التدفق غير المتوقع للسياح السعوديين سلّط الضوء على مجالات تتطلب تعديلات لخدمة احتياجات الزبائن مثل طلب الطعام الحلال وترجمة قوائم الطعام إلى اللغة العربية وتمديد ساعات العمل بالمطاعم.
وقد جاء نبيل كنسارة وزوجته إلى لفيف بعد أن زارا كييف وأكبر منتجع جبلي في جبال الكاربات.
وقال كنسارة “هي جميلة مثل الكثير من البلدان الأخرى التي اعتدنا زيارتها، مثل سويسرا وفرنسا وإسبانيا، وتحتاج جهدا بسيطا لمجاراتها، لكن الفارق أن الناس ودودون والأسعار هنا معقولة، والبيئة وكل شيء آخر على ما يرام”.
ووصفت هيئة السياحة التابعة للدولة في أوكرانيا دول الخليج بأنها منطقة واعدة لصناعة السياحة المتعطشة للسيولة النقدية بعد ما لحق بها جراء فايروس كورونا.
وفي يونيو استضافت ممثلين لوكالات السياحة السعودية في جولة بمختلف أنحاء البلاد لتعريفهم بأماكن الجذب السياحي الرئيسية في البلاد والثقافة المحلية والطعام الأوكراني.
وقال محمد المسعود الذي يدير جولات سياحية “السعوديون يحبون اكتشاف أماكن جديدة. وقد انبهرنا بأمور كثيرة في البلد. الطبيعة والطقس”. وأضاف “يعجبنا الطعام. فهو شبيه بطعام البحر المتوسط. أشبه بالطعام التركي”.
وكما يساهم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لوجهة سياحة ما، فإنهم أيضا يساهمون في توعية أبناء بلدهم مما يمكن أن يتعرضوا له من استغلال خلال عطلهم السياحية.
وتحدث وليد الدواس أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة استغلال ملحوظة يتعرض لها السياح السعوديين والعرب في أوكرانيا.
وفي مقطع فيديو نشره عبر حسابه على سناب شات قال الدواس، إن أسعار الغرف في بعض الفنادق التي يقيم بها السياح السعوديين والعرب ارتفع إلى نحو 4 أضعاف، مشيرا إلى أن المطاعم والكافيهات تعتمد قائمتي أسعار تتعامل بإحداهما مع السياح العرب والسعوديين، فيما يتم التعامل مع المواطنين بأسعار القائمة الأخرى.
واستشهد الدواس بشهادة صديق له والذي روى موقف تعرض له، حيث فوجئ برفع أسعار بعض الطلبات بأحد الكافيهات ستة أضعاف، مقارنة بالسعر الذي تم طلبه من مواطنة أوكرانية كانت ترغب في شراء نفس الطلبات.
واستطرد صديق الدواس في حديثه حيث كشف أن تطبيقات نقل الأفراد مثل أوبر وغيرها ترفع أسعار الرحلات للسياح العرب، وذلك اعتمادا على أسمائهم المسجلة في التطبيق، كذلك يقوم سائقو التاكسي في أوكرانيا بمضاعفة الأجرة لنحو 4 أضعاف عن تعاملهم مع أي سائح عربي أو سعودي، وهي نفس السياسة التي يتبعها بقية التجار في تعاملاتهم مع السياح العرب.