أرومية في إيران أكبر بحيرات العالم المالحة يهددها الجفاف

بحيرة أرومية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وتعرضها للجفاف سيؤدي إلى “جفاف الحياة” بالمنطقة.
الجمعة 2021/07/09
بحيرة حمراء بفعل البكتيريا والعوالق النباتية

أرومية (إيران) - يشكل خطر جفاف بحيرة أرومية الواقعة بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران تهديدا للمنطقة بسبب نقص المياه الواردة إليها، نتيجة تغير المناخ من ناحية، ومن ناحية أخرى استنزاف مياه الروافد والأنهار التي تصب فيها، إما بتحويل مجاريها إلى الحقول الزراعية وأحواض التخزين، أو بإقامة السدود عليها.

وتقع البحيرة بمدينة أرومية على الحدود مع تركيا، وتعد واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم. ومازالت الجهود مستمرة لإنقاذها، إلا أن الجفاف الذي أثر على إيران يهدد أيضا بجفاف البحيرة مرة أخرى ما أدى إلى نزوح سكان 38 قرية على أطراف البحيرة، حيث بدأت نحو 220 ألف هكتار في محيطها تتحول إلى أراض ملحية.

وكانت البحيرة قد تعرضت لجفاف وصل إلى 90 في المئة منذ حوالي ثماني سنوات، وفي دراسة عن جفاف البحيرة وعواقبه البيئية، نشرت على موقع البرنامج الإنمائي بشبكة المعلومات الدولية في فبراير 2013، ذكر أن نقص إمدادات المياه وصل إلى نحو 65 في المئة خلال السنوات الأخيرة، لاسيما من الثلاثة عشر نهرا الرئيسية التي تصب في جنوب البحيرة، وأكبرها نهر زرّينه رود، وأن السدود المشيدة على منابعها لأغراض الري حجزت 25 في المئة من مياهها، فضلا عن انخفاض تهاطل المطر بنسبة 10 في المئة.

جفاف البحيرة يؤدي إلى نزوح سكان 38 قرية بعد أن تحولت نحو 220 ألف هكتار إلى أراض ملحية

ومنذ ذلك التاريخ تم بذل جهود كثيرة واتخاذ عدة خطوات لإنقاذ البحيرة إلا أن الجفاف يهدد بإفشال كل تلك الجهود، كما يقول الخبراء الذين يؤكدون أن أعمال البناء المتهورة غير المدروسة التي يضطلع بها النظام في بناء السدود الكبيرة، وكذلك تعبيد الطرق لأهداف عسكرية والتي تمر وسط هذه البحيرة يؤديان إلى الإخلال بتوازنها البيئي ويسرِّعان من نقص مياهها.

وقال فرهاد سرهوش مدير مراكز “إحياء بحيرة أرومية” إن مساحة البحيرة كانت عام 2006 نحو 5 آلاف كم مربع تقلصت إلى 500 كم مربع فقط عام 2013 وانخفض حجم المياه بها من 30 مليار متر مكعب إلى مليار واحد.

وذكر سرهوش أن 90 في المئة من البحيرة جف حتى عام 2013 وأن العواصف الترابية أدت إلى مشاكل بيئية في المحافظات القريبة من البحيرة.

وأوضح أنه عقب جهود إحياء البحيرة زاد حجم المياه بها من 1 مليار إلى 4 مليار متر مكعب واتسعت مساحتها إلى 3 آلاف و666 كم مربع.

وأشار إلى أن بحيرة أرومية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر وأن جفافها سيؤدي إلى “جفاف الحياة” بالمنطقة، مبيّنا أنهم يهدفون إلى تحقيق التوازن البيئي المرغوب حتى عام 2027 وفقا لخارطة الطريق الموضوعة للإنقاذ.

وتابع قائلا “يستوجب ذلك اتساع مساحة البحيرة إلى 4 آلاف و400 كم مربع وحجم المياه بها إلى 13 مليار متر مكعب”.

ولفت إلى أنهم قاموا بتنظيف الأنهار التي تصب في البحيرة من محافظات أذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية وكردستان، وأن ذلك ساهم في وصول مياه الأمطار والسيول التي حدثت بعد 2016 إلى البحيرة.

وأفاد سرهوش بأنهم أطلقوا عدة مشاريع للتشجيع على زراعة المحاصيل التي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه، وعلى استخدام أساليب الزراعة الحديثة فتمكنوا من خفض استهلاك المياه بنسبة 40 في المئة.

وأضاف أنهم أسسوا محطات لمعالجة المياه، حيث من المتوقع أن توفر 300 مليون متر مكعب من المياه سنويا لتُصب في البحيرة، إضافة إلى حفر نفق بطول 36 كم وإنشاء قناة خرسانية بطول 11 كم ستنقل 650 مليون متر مكعب من المياه سنويا إلى البحيرة.

وأضاف “تم إنفاق 500 مليون دولار على جهود إحياء البحيرة”.

أما مهران نزري مدير فرع هيئة حماية البيئة، فقال إن خطر جفاف بحيرة أرومية من أهم المشاكل التي تواجه إيران.

وأكد نزري أن جفاف البحيرة سيؤدي إلى تضرر 6 ملايين شخص بصورة مباشرة، و15 مليونا بصورة غير مباشرة، وأن العواصف الملحية التي ستحدث حال جفاف البحيرة ستؤثر على الطبيعة والزراعة والحياة البرية بالمنطقة وستصل أيضا إلى الدول المجاورة.

أما حجت جباري نائب مدير هيئة حماية الطبيعة والبيئة، فقال إن هناك 102 جزيرة بالبحيرة وإن خطر الجفاف يهدد الحياة البرية بتلك الجزر.

وأضاف أن الغزال الأصفر البري، المهدد بالانقراض، يعيش بتلك الجزر وأنه مع انحسار المياه تمكنت بعض الحيوانات من الوصول للجزر وافتراس الغزلان.

وأشار إلى أنهم يعملون حاليا على حماية هذا النوع من الغزلان.

وحول لون مياه البحيرة الذي يميل إلى الأحمر، أوضح جباري أن زيادة نسبة الملوحة في المياه تتسبب في تحول لون المياه إلى الأحمر بفعل البكتيريا والعوالق النباتية بالبحيرة وهي ظاهرة موجودة بكل البحيرات المالحة.

بحيرة هامون التي تقع في محافظة سيستان وبلوتشستان تقاسم بحيرة أرومية نفس المعاناة وتتعرض للجفاف بعد أن كانت مصدرا لرزق الكثير من العائلات، إلا أنها تتعرض اليوم للجفاف بسبب إخلال أفغانستان باتفاقية التعاون المائي بين الجانبين في السنوات الأخيرة.

وتوجد أماكن أخرى في إيران في طريقها إلى المصير ذاته مثل كاوخوني وبختكان ومناطق رطبة أخرى في ظل الإهمال أو الظروف الطبيعية.

20