سعودي يكرس حياته للحفاظ على سلالات الصقور

خبرة الصقار السعودي محمد سعد في الأعشاش أهّلته للمساهمة بشكل فعّال في برنامج "هدد".
الخميس 2021/07/08
متعة خاصة

عسير (السعودية) - طوّع الصقار السعودي محمد سعد آل حمسان الشهري خبرته التي تقارب نصف قرن لإعادة الصقور إلى بيئاتها الطبيعية ومواطنها الأصلية، حفاظا على السلالات النادرة من الانقراض واستدامة الهواية التراثية.

وقدم الشهري البالغ من العمر 66 عاما خبرته خدمة لبرنامج "هدد" الذي أطلقه نادي الصقور السعودي في نوفمبر الماضي.

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، قال الشهري إنه قضى عمره برفقة الصقر الذي يصفه بأنه رفيق الدرب وشريك الحياة، الذي يشكل له مصدر رزق في محافظة النماص بمنطقة عسير (جنوب غرب المملكة العربية السعودية).

ويصيد الشهري الصقور ويبيع القرانيس منها، أي الطيور التي تجاوز عمرها عاما، ويبقي الفروخ، الطيور صغيرة السن، أو يعيد إطلاقها مجددا.

ولفت الرجل الستيني إلى أن خبرته في الأعشاش (المواكَر) أهّلته لأن يسهم في برنامج “هدد”، فهو يمتلك نحو عشرين عشا في النماص، تحتضن أربعين صقرا وتنتج نحو ثلاثين فرخا سنويا، ويعدّها تجارة له.

وأوضح أنه في برنامج “هدد” مسؤول عن متابعة ثلاثة أعشاش تحتضن ستة أزواج من صقور الشاهين الجبلي، وهي من الصقور المستوطنة في الجزيرة العربية منذ القدم.

ويتابع الشهري منذ إطلاق البرنامج داخل المملكة في خمسة عشر موقعا موزعة على ثماني مناطق إدارية، تلك الأعشاش بشكل يومي، حرصا على سلامتها، ويصورها، ويضع الحجول في الفروخ التي تنتج عن تزاوج الصقرين في العش، ويحميها من الأشخاص الذين يترددون على مناطقها ويحاولون اصطيادها أو إزعاجها.

وتناول الشهري رحلة الصقر في برنامج “هدد” التي بدأت منذ أن شارك الصقارون السعوديون بطيورهم دعما للبرنامج، وتبدأ الرحلة بعد تهيئة الأعشاش في مناطق حيوية بالفرائس والطرائد الحية، وتوضع أنثى الصقر (قرناسة) في كل عش، حيث تتزاوج مع ذكور الصقور في الطبيعة، لتضع بيضها في شهر فبراير من كل عام، ويحمي الزوجان البيض مدة 45 يوما، ولا يغادران العش أبدا، يغادر أحدهما فقط للصيد وجلب الغذاء، وحينما يفقس البيض تخرج الفروخ، لتبدأ مرحلة تعليمها الطيران، وتستغرق العملية نحو شهرين تقريبا.

وأكد الرجل الستيني أن متابعة هذه الصقور وحياتها تشكل متعة له، فهذه الطيور تتشابه في تفاصيل حياتها مع حياة الإنسان، مثل التعلم رويدا رويدا، وتبدأ من تعلم الطيران مسافة خمسين مترا فقط، ثم تزداد المسافة تدريجيا، وتشبه مرحلة حبو الطفل والمشي، وكذلك يتعلم الفرخ من أمه صيد الفرائس وأساليبها وتشبه عملية تعليم الشخص الاعتماد على نفسه في المأكل والمشرب، وكذلك تتشابه الصقور في طبعها مع البشر، فهي تحب العش ومكانها الذي تعيش فيه وتبقى هناك تتزاوج كل عام.

وأضاف الشهري أن الأعشاش الثلاثة التي يتابعها تمكنت من إنتاج 10 فروخ.

ويشار إلى أن الصقر عُرف منذ حقب بعيدة بعلاقته الوطيدة بالعرب وخاصة لدى سكان الجزيرة العربية، وكان لهذا الطائر حضور في الأدب والتاريخ العربي والإسلامي، علاوة على التفاخر باسم الصقر، فكان يطلق على الفرسان والشجعان على مر التاريخ في المعارك والمواقف البطولية.

24