كورونا يحرم مشاهير العالم من سهرات كان

نسخة استثنائية مرتقبة من مهرجان كان السينمائي لطي صفحة جائحة فايروس كورونا.
الأحد 2021/07/04
دورة ستكون أكثر انتقائية

يحرص القائمون على تنظيم فعاليات الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي بسبب استمرار تدابير مكافحة جائحة كورونا على التقليص من عدد المشاركين في السهرات الشهيرة التي تزيد من رونق هذا الحدث السنوي، مع التخلي عن الكثير من المظاهر التي ترافق حفلات المهرجان.

كان (فرنسا) – أفاد بيار ليسكور رئيس مهرجان كان قبل افتتاح الملتقى السينمائي أنه “لن يكون بإمكاننا التصرف بإهمال”، ففي زمن جائحة كورونا وما حتّمته من تدابير حيطة وتباعد من المتوقع أن تكون السهرات الشهيرة التي تزيد من رونق هذا الحدث السنوي أكثر انتقائية مع الحد من عدد المشاركين فيها.

وإن كان حضور مثل هذه الحفلات التي تلي عروض الأفلام أمرا شاقا على المشاركين في المهرجان في الأوقات العادية، فلا شكّ أن الحصول على إحدى هذه الدعوات المنشودة سيكون أكثر صعوبة هذه السنة.

وتقلصت السهرات عددا وبذخا خلال السنوات الماضية في ظل الأزمة الاقتصادية وكذلك بسبب ضغوط سكان المنطقة الواقعة على الريفييرا الفرنسية الحريصين على هدوئهم، ما أثار استياء رواد المهرجان التواقين إلى العصر الذهبي لليالي كان.

وأضيفت إلى كل هذه الظروف هذه السنة الأزمة الصحية التي حتمت على المنظمين التقليص أكثر من حجم الحدث.

وقال ليسكور بهذا الصدد “لن نقيم الكثير من السهرات والتجمعات الكبيرة التي قد تكون لها عواقب صعبة. من مسؤوليتنا جميعا، المهرجان والمدينة والمشاركون، أن يجري هذا الحدث الذي يقام بعد الجائحة على أفضل وجه”.

وأكدت ألبان كليريه إحدى آخر منظمات هذه الاحتفالات المواكبة للمهرجان “سنتحلّى بحسّ المسؤولية. سنقيم مآدب عشاء جلوسا يشارك فيها ما لا يتعدّى 140 شخصا! الكمامات ستكون إلزامية للتنقل، وسيتم توزيع عبوات من السائل المطهّر على الطاولات”.

ويتهافت كبار مشاهير المهرجان على السهرات التي تقيمها كليريه في ناديها الليلي “تيراس باي ألبان” الممتد على مساحة 1500 متر مربّع على سطح فندق ماريوت.

ويكتفي دومينيك سيغال أكبر الملحقين الصحافيين الرئيسيين للأفلام بتنظيم حفل كوكتيل محدود جدا، وذلك للاحتفال بعرض فيلم “دو سون فيفان” (طوال حياتها) خارج المسابقة للمخرجة إيمانويل بيركو من بطولة كاترين دونوف.

وأوضح سيغال “على كل حال تراجعت ميزانية الحفلات بشكل كبير منذ عشر سنوات. السهرات التي كانت تفتح في ما مضى لألف شخص، باتت تقتصر مؤخرا على 300 مشارك”.

Thumbnail

وفي مؤشر آخر إلى هذا المنحى تخلّت شركة ماغنوم الشهيرة للمثلجات التي كانت تنظم سهرات لموزعي الأفلام على شاطئها الخاص عن المساهمة في هذه الدورة الـ74 للمهرجان دون أن يكون قرارها مرتبطا بالمخاطر الصحية، إذ أوضحت أن تنظيمه في يوليو لا يتناسب مع جدول التسويق الذي تتبعه العلامة.

ويشكّل مهرجان كان الذي يفتتح الثلاثاء ويقام للمرة الأولى منذ الجائحة مناسبة يلتقي فيها الوسط السينمائي العالمي، إذ يمشي نجوم الشاشة الكبيرة على سجادته الحمراء مجدداً، من كاترين دونوف إلى سبايك لي، مروراً بشون بن وماريون كوتيار.

ودرجت العادة على أن يقام المهرجان الذي يعتبر الأهم في العالم في مايو، إلا أن الأزمة الصحية فرضت تأجيله، ومن المقرر أن توزّع جوائزه في السابع عشر من يوليو وبينها السعفة الذهبية المرموقة التي فاز بها الكوري الجنوبي بونغ جون هو عام 2019 عن فيلمه “باراسايت”.

وقررت دار شوبار للمجوهرات، المزود الرسمي للسعفة الذهبية، إلغاء حفلها السنوي الكبير الذي كان عادة من أبرز أحداث ليالي المهرجان، مفضلة تنظيم سهرات صغيرة محصورة الحضور على شرفة فندق مارتينيز.

وقالت موريال غريهان مديرة الإعلام لدى شوبار “من حظنا أننا في الهواء الطلق، وبالتالي سيكون من الأسهل الالتزام بالبروتوكول الصحي. سيجري حفل توزيع جوائز شوبار التي تكافئ المواهب الواعدة على شاطئ فندق كارلتون، وبنصف عدد المدعوين العادي”.

لكن رئيس قسم السهرات في مجلّة “غالا” لأخبار المشاهير ألكسندر مارا رأى أن “مهرجانا دون حفلات حقيقية، أمر لا يبدو ممكنا، الحفلات جزء من المهرجان. صفقات الأفلام تعقد بين كأسي شمبانيا. سنشهد هذه السنة احتفالات أكثر حصرية. ستكون أكثر انتقائية بعد”.

وقررت المجلة التي ترافق المهرجان بإصدار ملحق يومي، منذ الآن حصر تقاريرها عن سهرات كان بأربع صفحات بدل سبع.

Thumbnail

وعمد المعهد الأميركي للأبحاث حول الإيدز “أمفار” كذلك إلى الحد من مشاركته في المهرجان بسبب الجائحة، مع حصر الحضور خلال سهرته الخيرية الشهيرة التي تجتذب كل سنة كبار النجوم والمشاهير بـ400 مدعو هذه السنة مقابل 900 في الظروف العادية.

وكشفت مسؤولة الإعلام في الجمعية بينا سيرفاتي “ستقام حفلتنا الساهرة في السادس عشر من يوليو الحالي تحت النجوم للحد من المخاطر. حرصا على صحة المدعوين والعاملين، سنلتزم بشكل صارم بكل التوجيهات والقيود”.

وستتضمن السهرة حفلا موسيقيا خاصا تقدّمه أليشيا كيز، فيما تأكدت مشاركة مشاهير أمثال ميلا جوفوفيتش ونيكول كيدمان وهايدي كلوم وكارين رويتفيلد.

وبدعوة من بلدية كان سيخفّض إلى النصف عدد المدعوين إلى حفل الاستقبال التقليدي الذي يقيمه رئيس البلدية للصحافة الدولية التي تغطي المهرجان بحضور أعضاء لجنة التحكيم والمنظمين، بعدما كان يشارك فيه عادة 800 شخص. وأوضحت البلدية أن “هذا سيسمح لنا بالالتزام بشكل تام بالتباعد الصحي الذي لا يزال ساريا مهما قيل”.

ولفتت مديرة دائرة البيئة في منطقة “كان ليرين” ماري أنياس بورتيرو إلى أن الطلبات التي قدمها منظمو السهرات أدنى بكثير من العادة، إذ تم حجز عدد أقل بكثير من أحواض النفايات.

وعلّقت كليريه مبدية ارتياحها “في نهاية المطاف ستسمح لنا القيود المفروضة بتنظيم أحداث ذات طابع خاصّ ومتكتّم أكثر، وهذا أفضل”، مضيفة “كانت سهرات كان تجري في غالب الأحيان بمشاركة أشخاص لا مبرّر لوجودهم هناك. سننظم مآدب عشاء نناقش فيها أمور العالم ونبحث الأعمال والصفقات”.

حصر للحضور
حصر للحضور (من دورة سابقة للمهرجان)

 

24