التنزّه في الطبيعة يحقق فوائد جمّة للجسد

ميونخ - للتنزّه في أحضان الطبيعة فوائد جمّة للجسد والنفس على حدّ سواء. وقال البروفيسور أندرياس ميكالسين أخصائي الطب الباطني، “إن نتائج دراسة كندية أظهرت أن التنزّه في أحضان الطبيعة لمدة 20 دقيقة له تأثير إيجابي على الصحة؛ حيث يهدأ النبض وينخفض ضغط الدم ومستوى التوتر، بينما يتم تنشيط جهاز المناعة”.
ويسري الدم بصورة أفضل في مناطق المخ المسؤولة عن الشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي، كما تعدّ المساحات الخضراء مفيدة على وجه الخصوص للأشخاص، الذين تكون قدرة المخ لديهم على التحكم في الأفكار السلبية محدودة.
وبالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن سكان المدن يتعاطون مع التوتر النفسي بصورة سيئة مقارنة بسكان الريف؛ حيث يرتفع لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب والفُصام (الشيزوفرينيا) واضطرابات الخوف والقلق.
وبالنسبة للأطفال، فإن الدراسات أظهرت أن التنزّه في أحضان الطبيعة يسهم في التخفيف من حدة المتاعب لدى الأطفال المصابين بفرط النشاط ونقص الانتباه.
المساحات الخضراء مفيدة خصوصا للأشخاص، الذين تكون قدرة المخ لديهم على التحكم في الأفكار السلبية محدودة
كما أظهرت نتائج الدراسات أن الأطفال، الذين يعيشون في بيئة محاطة بالمسطحات الخضراء، يتمتعون بقدرة أكبر على مواجهة المواقف الحياتية المسببة للتوتر النفسي.
ولتحقيق الاستفادة المرجوّة ينصح البروفيسور ميكالسين بالمواظبة على التنزه في أحضان الطبيعة بمعدل لا يقل عن ساعتين ونصف الساعة في الأسبوع.
ويشير الخبراء إلى أن الغابات تشكل مكانا ممتازا لاسترجاع الهدوء المفقود، كما أن الانغماس في أجواء الطبيعة تحوّل منذ فترة إلى مفهوم مثبت علميا وأصبح شكلا علاجيا معروفا.
ويشكل الخروج للتنزّه والتواصل مع الطبيعة علاجا مثاليا لأسلوب الحياة الفوضوي. وبالإضافة إلى تخفيف حدة الضغط النفسي، تكشف الدراسات أن 67 في المئة من الناس يشعرون بسعادة إضافية خلال التنزّه، مشيرة إلى أن اللون الأخضر يحمل معنى التوزان والهدوء والتناغم. ويحفز التعرض لهذا اللون الغدة النخامية ويرخي العضلات ويزيد من مستويات الهستامين في الدم. كما يسمح الخروج في الهواء الطلق بالسيطرة على مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي ينظم المزاج والسلوك والشهية.
وبحسب الدراسات ينعكس الوجود وسط الطبيعة إيجابا على عواطف قوية كالضغط النفسي المزمن بالإضافة إلى تخفيف مشاعر القلق، كما تقلص هذه الممارسة احتمال الإصابة بالأمراض النفسية التي يسببها الضغط النفسي. كذلك تسمح أجواء الطبيعة بتخفيف ضغط الدم ومستويات هرمونات الضغط النفسي وزيادة معدلات “الإديبونكتين” الذي يحمي من البدانة والنوع الثاني من السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.