باحثون يعيدون الموز للبصرة من مختبراتهم

كفاءات عراقية تعالج براعم الموز تمهيدا لزراعتها في البصرة والمناطق الأخرى.
الجمعة 2021/06/18
شجر الموز يعود إلى البصرة بعد انقراضه

البصرة (العراق) - يعالج عبدالعظيم كاظم مدير المختبر النسيجي في مديرية الزراعة بالبصرة العراقية براعم الموز في المختبر تمهيدا لزراعتها في حقل قريب تابع للمختبر.

ويجرب كاظم وفريقه البحثي منذ 2018 إنتاج مجموعة متنوعة من موز غراند نان، الذي لم يكن يُزرع من قبل في المدينة الواقعة جنوب العراق.

وأشار كاظم إلى أن “شجر الموز انقرض من البصرة منذ نحو الأربعين سنة، حتى أنه في السبعينات لم يكن بالمدينة إلا عدد قليل من الأشجار الموزعة على بعض البساتين”.

وأضاف أن “ظروف البصرة البيئية ملائمة لإكثار الموز لأنه استوائي، ومن هنا راودتنا فكرة إحضار صنف جديد غير مألوف بالمدينة من أجل محاولة إكثار نسيجيا ونشره بعد ذلك في جميع المحافظات العراقية”.

وتابع كاظم وهو واقف في صوبة زراعية مليئة بنباتات الموز، أن “براعم الموز تم إحضارها من خارج العراق داخل جارات، وفي المختبر نعمل على استنساخها وقد تمكنا من زراعة بعض الشتلات التي نمت مختبريا ببعض الحقول في إطار تجربتنا”.

واستورد الفريق البحثي في البداية مستنسخات جينية من مصر واستخدم زراعة الأنسجة لإكثار النبات.

وأوضح كاظم أنهم واجهوا عدة تحديات بينها ارتفاع درجات الحرارة في البصرة وندرة المياه، لكن بعد شهور من التجارب احتفل الفريق بتفتح الزهور الأولى بهذه النباتات.

ولفت كاظم “حرصنا على تتبع كافة مراحل نمو النبات خطوة بخطوة، بدءا ببزوغ الشتلات وصولا إلى أزهار الشجيرات، وهذا في حد ذاته إنجاز يستحق منا الاحتفال”.

ويوفر المختبر النسيجي حاليا شتلات الموز للمزارعين في البصرة وخارجها على أمل أن يهتم المزارعون المحليون بالفاكهة وينتجوها محليا.

وقال كاظم “يمكن للمزارع أن يزرع شتلات الموز داخل حقله وتحديدا بين النخيل بوصفه هذا النبات يحتاج للبرودة والبصرة لا تتوفر على هكذا مناخ، وبالتالي يستفيد المزارع من مردود اقتصادي إضافي إلى جانب التمور”.

وشدد على أن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها في العراق، فصنف غراند ناين لم يكن موجودا من قبل في البلاد، على الرغم من أن هذا النوع من الموز يُصنف على أنه رابع أكثر المحاصيل زراعة في العالم ويشكل جزءا كبيرا من السعرات الحرارية التي يحصل عليها العديد من السكان.

وأضاف كاظم “كان تحديا حقيقيا بالنسبة إلينا، أن ننتج موزا في محافظة البصرة لهذا الصنف”.

 
24