الحرس الثوري يحض الإيرانيين على المشاركة في الانتخابات وسط تحذيرات خامنئي

المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده ينسحب من السباق الانتخابي ليتقلص بذلك عدد المشرحين إلى أربعة.
الخميس 2021/06/17
مقاطعة واسعة للانتخابات

طهران - دعا الحرس الثوري الإيراني الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، بغض النظر عما وصفه بالحرب الإعلامية والنفسية على بلاده، بعد تقلص عدد المرشحين إلى أربعة فقط.

ووصف الحرس الثوري الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة بالأمر المصيري.

وجاءت دعوة الحرس الثوري بعد ساعات على تصريحات المرشد علي خامنئي، التي أكد فيها أن مقاطعة الانتخابات لن تحل المشاكل.

وقال خامنئي إن "عدم مشاركة الشعب في الانتخابات يعني الابتعاد عن النظام الإسلامي، وإذا انخفض حضور الناس في الانتخابات يوم الجمعة فسوف نشهد ضغوطا أكثر من الأعداء".

وتضاعفت الدعوة بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة في إيران إلى مقاطعة الانتخابات الإيرانية، حيث أصدرت في الأسابيع الماضية العديد من المؤسسات والشخصيات المعارضة للنظام الإيراني في الداخل والخارج بيانات منفصلة، أكدوا خلالها مقاطعة الانتخابات "الشكلية" في إيران.

وكثف النظام الإيراني قبيل إجراء الانتخابات من ضغوطه على وسائل الإعلام والصحافيين في الداخل والخارج.

وانسحب مرشحان محافظان وثالث معتدل الأربعاء من بين سبعة مرشحين تمت الموافقة عليهم رسميا، لتتشكل معالم صراع انتخابي واضح بين رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي والإصلاحي عبدالناصر همتي الذي كان يشغل منصب محافظ البنك المركزي، واستقال لخوض المعركة الانتخابية.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخلف رئيسي، وهو حليف للزعيم الأعلى خامنئي، حسن روحاني البراغماتي الذي يتنحى عن السلطة بعد ولايتين رئاسيتين.

وانحسب المرشح المعتدل محسن مهر علي زاده أيضا في دفعة تعزز موقف همتي. ولا يزال في حلبة السباق مرشحان محافظان آخران، إلا أنهما قد يعلنان الانسحاب أو دعم رئيسي قبل التصويت الجمعة.

وفي الشهر الماضي وافق مجلس صيانة الدستور المحافظ على سبعة مرشحين لخوض الانتخابات التي ستجرى الجمعة، واستبعد عدة مرشحين بارزين.

وأسفر القرار عن قائمة تضم اثنين من المعتدلين وخمسة من المحافظين.

ومن شأن إعلان الأربعاء عن انسحاب المفاوض النووي السابق سعيد جليلي والنائب المحافظ علي رضا زاكاني، حشد أصوات المحافظين خلف رئيسي.

لم يبق غير المتشددين
لم يبق غير المتشددين

ومن غير المستبعد أن تؤدي القيود على المنافسة إلى تقليل احتمالات الإقبال على التصويت، وسط مشاعر الاستياء بسبب الاقتصاد الذي تعرقله العقوبات الأميركية.

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد تصل إلى 41 في المئة، وهي أقل بكثير من الانتخابات السابقة.

وتشهد إيران حالة من الشد والجذب داخل معسكر المتشددين نفسه، وبينه وبين الإصلاحيين، قبل 24 ساعة من الانتخابات الرئاسية.

وفي أحدث التصريحات، أعلنت حملة الانتخابات للمرشح المتشدد  أمير حسين قاضي زاده هاشمي، رفضه الانصياع للدعوات التي تطالب بسحب ترشحه لصالح المرشح المتشدد ورئيس القضاء إبراهيم رئيسي.

وقالت المتحدثة باسم حملته زهراء شيخي في حديث لوكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية، إن "المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي، لن ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسة".

وأضافت شيخي أن "زيادة الإقبال على التصويت للمرشح هاشمي في تزايد خصوصا بين فئة الشباب".

وأوضحت "إن أصوات المرشح الرئاسي لا علاقة لها بأصوات المرشحين الآخرين ومنهم إبراهيم رئيسي، لذلك سيبقى في مرحلة الانتخابات حتى النهاية".

وكان 210 من أعضاء البرلمان الذي يهيمن عليه التيار المتشدد، طالبوا المرشحين الآخرين بالانسحاب لصالح رئيسي، واستجاب لهذه الدعوة حتى الآن المرشحان علي رضا زاكاني وسعيد جليلي وسحبا ترشحهما لصالح رئيسي.

ونفى المرشح المتشدد والجنرال السابق في الحرس الثوري محسن رضائي أن تكون لديه نية للانسحاب لصالح إبراهيم رئيسي.

وفي المعسكر الثاني، أعلن المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده انسحابه لصالح المرشح المدعوم من الإصلاحيين عبدالناصر همتي.

وقال همتي في بيان وجهه إلى الإيرانيين "لا تصدقوا أن نتائج الانتخابات واضحة"، في إشارة إلى ما يردده الإعلام المتشدد بأن فوز رئيسي واضح في هذه الانتخابات.

وأضاف همتي "لاتصدقوا الأكاذيب القائلة إن نتيجة الانتخابات واضحة وأن الرئيس القادم محسوم سلفا، ولا تصدقوا من يقول لكم إن تصويتكم من عدمه لن يغيّر من الواقع شيئا".

وتابع "لا تصدقوا من يقول لكم إن رئيس الجمهورية لا يملك سلطة وغير قادر على فعل شيء، وفي حال لم تشاركوا في الانتخابات، سيتم اختيار رئيس بأصوات قليلة، لكنه سيملك نفس صلاحيات الرئيس المنتخب من قبل غالبية الشعب".

وفي وقت سابق، حث زعيم الإصلاحيين والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، جماهير التيار إلى التوجه لصناديق الاقتراع، لمنع "مصادرة صناديق الاقتراع".

وقال خاتمي في بيان تداولته مواقع إصلاحية، وتابعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "أطالب الإيرانيين بالمشاركة القصوى في الانتخابات، لأن البعض يحاول فرض خطته على حساب استبعاد الناس وسلب أصواتهم".

ويرى مراقبون أن تدني نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية سيكون لصالح التيار المتشدد، كما جرى في الانتخابات البرلمانية العام الماضي، بعدما رفض الإصلاحيون المشاركة فيها بسبب استبعاد مرشحيهم.

وتمكن المتشددون من الاستحواذ على أغلب مقاعد البرلمان، وبلغت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات قرابة 42 في المئة.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبل، إذ يحق لنحو 59 مليون إيراني المشاركة فيها، فيما دعا نحو 110 ناشطين نقابيين وسياسيين إيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي اعتبروها "انتخابات مهينة ومهندسة".