مظاهرات في السودان احتجاجا على رفع أسعار المحروقات

الخرطوم - سبب قرار الحكومة السودانية الرفع في أسعار المحروقات غضبا واسعا في الشارع السوداني، حيث خرجت مظاهرات مناهضة في عدد من المدن في مؤشر ينذر باحتقان الأجواء في البلاد.
ورفع المئات من المحتجين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة الخرطوم والعديد من مدن السودان الأخرى، شعارات تندد بسياسة الحكومة الاقتصادية، معبرين عن خيبة أملهم من عدم تحقيق أهداف الثورة بعد مرور عامين على الإطاحة بالنظام السابق.
وأفاد شهود عيان بأن العشرات أغلقوا شوارع في عدد من أحياء مدن العاصمة الثلاث "الخرطوم وأم درمان وبحري" بالأحجار وأشعلوا الإطارات، وسط ترديد هتافات بسقوط النظام.
وأعلن السودان زيادة جديدة في أسعار الوقود بنسبة تزيد عن مئة في المئة، في إطار إصلاحات اقتصادية متفق عليها مع صندوق النقد الدولي.
وقال "حزب المؤتمر الشعبي" السوداني الجمعة إن "الحياة في ظل النظام الحالي أصبحت جحيما لا يطاق"، و"امتلأ الناس ألما مع الغلاء الطاحن والفقر المدقع".
وأضاف الحزب في بيان أن "هذه الحكومة تمضي اليوم بهذا التخبط في جعل المستقبل أكثر قتامة وبؤسا".
وتابع "يتضح جليا أن الحكام لا يحسون بسوء الأحوال المعيشية التي وصل إليها الناس، مع الغلاء الطاحن والفقر المدقع وصعوبة الحصول على متطلبات الحياة، من وقود وخبز والمعاناة في الحصول على مياه الشرب وضنك العيش".
وأكد تجمع المهنيين السودانيين، قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد، أن العاصمة وعددا من مدن السودان شهدت احتجاجات وفعاليات حاشدة في مواجهة سياسات التجويع، التي أعلنت عنها الحكومة.
ويطبق السودان إصلاحات صارمة يراقبها صندوق النقد الدولي، على أمل إنعاش اقتصاده والحصول على إعفاء من الديون واجتذاب التمويل.
ويرى مراقبون أن الحكومة الانتقالية لم تنجح في معالجة الأزمات المعيشية الطاحنة التي تواجه السودانيين، وسط توقعات بارتفاع قياسي في معدلات التضخم، في وقت تواجه فيه البلاد أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية، فاقمها ارتفاع الديون الخارجية إلى أكثر من ستين مليار.
وفي فبراير الماضي قررت الحكومة السودانية تعويما جزئيا للعملة المحلية، في محاولة للقضاء على الاختلالات الاقتصادية والنقدية.
ويعاني السودان من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، إضافة إلى تدهور مستمر في عملته الوطنية.