النظام الغذائي بطيء الكربوهيدرات لخسارة الوزن الزائد بين الحقيقة والخرافة

الحمية تعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات والتخلي عن الحلويات.
الأحد 2021/06/06
هناك الكثير من القواعد التي تجب مراعاتها لنجاح الحمية

اكتسبت الحمية الغذائية التي تقوم على التخفيف أو التخلي نهائيا عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أهمية بين الأشخاص الذين يتطلعون إلى التخلص من السمنة المفرطة والوزن الزائد أو تحسين وضعهم الصحي. لكن الواضح أن هذا النوع من الحميات يتطلب العديد من الشروط التي تجب مراعاتها لأن ما ينجح مع بعض الأشخاص لا يمكن أن يكون قاعدة عامة للجميع يسيرون على دربها.

لندن - أصبحت الحمية بطيئة الكربوهيدرات Slow Carb من الأنظمة الغذائية الشائعة التي يتبعها الكثيرون في العالم لإنقاص الوزن الزائد والمحافظة على صحة أجسادهم، لكن بالرغم من الفوائد الصحية لهذا النظام خاصة، فإن هناك بعض “القواعد البسيطة” التي تجب مراعاتها لضمان الاستفادة من هذا النظام الغذائي وتسريع عملية خسارة الوزن أو الحفاظ عليه.

ويهدف هذا النوع من الحميات إلى تعزيز قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، ومن شأن ذلك أن يؤثر على العديد من أجهزة الجسم التي تقوم بالعمليات الحيوية، أو ما يعرف علميا باسم عملية الأيض.

وهناك أدلة علمية كثيرة تؤكد على الابتعاد عن أنواع معينة من الكربوهيدرات لتحقيق التوازن بين مستويات السكر في الدم واستمرار الشعور بالشبع.

ونصحت مجلة “فرويندين” الألمانية الكثيرين بتجريب العديد من الأنظمة الغذائية المختلفة لإنقاص الوزن، ومنها حمية الكربوهيدرات البطيئة، وتعتمد هذه الحمية على التقليل من تناول الكربوهيدرات مع التخلي عن الحلويات، وهو ما يزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون دون احتساب السعرات الحرارية.

وعلى العكس من الحمية منخفضة الكربوهيدرات، فإن التركيز ينصب هنا على “الكربوهيدرات البطيئة” التي تحبس الكثير من الماء في المعدة، وبالتالي يشعر المرء معها بالشبع لفترة أطول، وفي ما يلي أهم المفاهيم التي تعتمد عليها حمية الكربوهيدرات البطيئة.

تجنب الكربوهيدرات البيضاء

التركيز ينصب على «الكربوهيدرات البطيئة» التي تحبس الكثير من الماء في المعدة، وبالتالي يشعر المرء معها بالشبع
التركيز ينصب على "الكربوهيدرات البطيئة" التي تحبس الكثير من الماء في المعدة، وبالتالي يشعر المرء معها بالشبع

تعد الكربوهيدرات المستمدة من الدقيق الأبيض من المحظورات في حمية الكربوهيدرات البطيئة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من دقيق القمح والأزر الأبيض والمخبوزات والأطعمة المقلية، حتى أن منتجات الحبوب الكاملة مثل الشوفان يجب التقليل من تناولها قدر الإمكان، وفي المقابل يجب أن يتم الاعتماد على البقوليات مثل الحمص والفاصوليا والخضراوات كمصدر مثالي للكربوهيدرات.

مجموعة من الأطعمة وتكرارها

وجود الكثير من خيارات الطعام سرعان ما يؤدي إلى انحراف المرء عن النظام الغذائي المتبع، ولذلك من الأفضل التركيز على مجموعة صغيرة من الأطعمة وتكرارها في الوجبات، وتعتمد حمية الكربوهيدرات البطيئة على خمسة أطعمة رئيسية، وهي البروتين والخضراوات منخفضة النشا والبقوليات والدهون والتوابل، ويمكن للمرء أن يأكل كمية كبيرة من أول ثلاث مجموعات غذائية حتى يشبع، ويتناول الدهون والتوابل باعتدال.

التخلي عن المشروبات

التقليل من كميات الدهون في الأنظمة الغذائية يؤدي إلى المزيد من خسارة الوزن مقارنة بخفض المكونات الكربوهيدراتية
التقليل من كميات الدهون في الأنظمة الغذائية يؤدي إلى المزيد من خسارة الوزن 

لا توفر المشروبات، التي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية مثل عصائر الفاكهة والكولا والصودا، بالكاد أي قيمة غذائية، ولكنها تمد الجسم بالكثير من السعرات الحرارية غير الضرورية، ونصحت المجلة الألمانية بالتركيز على شرب الماء والقهوة والشاي غير المحلى.

وعلى الرغم من أن الفاكهة تعتبر من الأطعمة الصحية، لأنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والألياف، إلا أنها تعتبر من العناصر الغذائية الممنوعة في حمية الكربوهيدرات البطيئة، ويرجع سبب ذلك إلى ارتفاع نسبة الفركتوز، وهو ما يمنع حرق الدهون، وبدلا من ذلك يمكن تناول الطماطم أو الأفوكادو كوجبات خفيفة.

ويقول الخبراء إن هناك الكثير من القواعد التي تجب مراعاتها للحفاظ على مستويات السكر في الدم متوازنة، وخصوصا ممارسة الرياضة يوميا، وكذلك يجب أخذ فواصل بانتظام بين الوجبات الخفيفة والوجبات الرئيسة مع ضرورة الاهتمام في الوقت ذاته باختيارات الأغذية والأطعمة، التي تلعب دورا مهما في خسارة الوزن.

ورغم أهمية النظام الغذائي في بطيء الكربوهيدراتية في خفض الوزن إلا أن دراسة أميركية حديثة تؤكد أن التقليل من كميات الدهون في الأنظمة الغذائية يؤدي إلى المزيد من خسارة الوزن مقارنة بخفض المكونات الكربوهيدراتية.

وحلل معدو الدراسة كل ما يتناوله عدد من الأشخاص الذين يتبعون حِمية خاصة من أطعمة والزمن الذي يقضونه في ممارسة التمارين الرياضية وكميات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون التي تنتج عن عملية التنفس لديهم.

وقام باحثون في المعهد الوطني للصحة بتحليل كل من الحِمية التي تعتمد على خفض الدهون، والحِمية التي تعتمد على خفض الكربوهيدرات.

وكشف التحليل أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة بها سعرات حرارية عن طريق خفض الكربوهيدرات يخسرون وزنا أقل من هؤلاء الذين يتناولون دهونا أقل.

وقال كيفين هول، الطبيب بالمعهد الأميركي الوطني لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إن “كل هذه الأمور تحدث عندما نقلل من تناول الكربوهيدرات وبالفعل نخسر الوزن الزائد، ولكن ليس بنفس القدر الذي من الممكن أن نخسره عند خفض كميات الدهون التي نتناولها”.

هناك الكثير من القواعد التي تجب مراعاتها للحفاظ على مستويات السكر في الدم متوازنة، وخصوصا ممارسة الرياضة يوميا

وتضمنت الدراسة إمداد 19 شخصا يعانون من السمنة بأطعمة تحتوي على 2700 سعر حراري يوميا.

وعلى مدار أسبوعين، جرب هؤلاء الأشخاص اتباع حِمية تتضمن خفض السعرات الحرارية بواقع الثلث سواء من خلال خفض كمية الكربوهيدرات أو خفض الدهون.

وحلل الفريق البحثي المعد للدراسة كميات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عملية التنفس لدى هؤلاء الأشخاص بالإضافة إلى كمية النيتروجين التي تخرج في البول، وذلك لإجراء حسابات دقيقة للعمليات الكيميائية في أجسام المشاركين في الدراسة.

وأشارت النتائج المنشورة في دورية “سيل ميتابولزم”، إلى أنه بعد ستة أيام قضتها مجموعتان من المشاركين في الدراسة في اتباع كل من الحميتين، خسر أفراد المجموعة التي تناولت دهونا أقل وزنا بلغ 463 غراما، وهو ما يزيد عما خسره أفراد المجموعة التي تناولت كربوهيدرات أقل بواقع 80 في المئة، إذ خسر أفراد تلك المجموعة حوالي 245 غراما فقط.

ورغم ذلك، رجحت بعض الدراسات أن الحميات الأقل صرامة في تنفيذها تتسبب في فقد وزن أكثر من تلك الحميات التي تعتمد على تقليل الكربوهيدرات.

وقال كيفين هول “إذا كانت هناك حِمية أسهل من أخرى في اتباعها، أنصح باتباع تلك التي تعتمد على التقليل من الدهون”.

لكنه أكد أن الحِميات التي تعتمد على التقليل من الدهون لا تضر بعملية الأيض ولا تتدخل فيها.

18