ابتكار جديد لطالب مصري يحوّل حياة الصم إلى نعيم

يسعى طالب مصري لمساعدة الصم وضعاف السمع على التواصل مع الآخرين بواسطة نظارات قادرة على ترجمة الأصوات إلى لغة إشارة والعكس، حتى يتمكن الأشخاص الأسوياء من فهم ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا.
القاهرة – نجح طالب هندسة مصري في ابتكار نظارة ذكية قادرة على ترجمة الأوامر الصوتية القصيرة إلى لغة إشارة يفهمها ضعاف السمع في محاولة لتطوير أداة تذلّل أمامهم عقبات التواصل وتساعدهم في فهم الآخرين.
وكشف عمر عبدالسلام، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة المنصورة عبر صفحته على فيسبوك، أنه عكف على تصميم النظارة لنحو ست سنوات، تمكن خلالها من ابتكار تسعة نماذج إلى أن نجح في التوصل إلى نموج يمكنه ترجمة صوت الناس إلى لغة إشارة.
وتلتقط كاميرا صغيرة مثبتة على الجهاز الإشارات الصوتية من السماعة، وباستخدام الذكاء الاصطناعي تستطيع ترجمتها في نفس اللحظة إلى لغة الإشارة بحيث يراها مستخدم النظارة على شاشة صغيرة مدمجة.
وجرى تصميم العدسة الصغيرة بطريقة تجعلها تظهر كأنها على بعد حوالي نصف متر من العين كي لا تعيق الرؤية وتؤثر على النظر، بهدف نهائي يتمثل في تسهيل التواصل بين من لا يستطيعون السمع ومن لا يفهمون لغة الإشارة.
ويهدف عبدالسلام البالغ من العمر 26 عاما من وراء اختراعه هذا إلى ترجمة الصوت إلى لغة إشارة والعكس، حتى يتمكن الأسوياء من فهم الصم والبكم والعكس، كما أنها يمكن أن تساعد من ليس لديهم القدرة على القراءة والكتابة.
وأوضح الشاب المصري أن الهدف من اختراعه الذي أطلق عليه تسمية “سنسإير غلاسز”، يكمن في مساعدة الأصم على التواصل مع الآخرين، إذ عندما يرتدي النظارة يضغط على أزرار مثبتة بها ليكون قادرا على ترجمة الأصوات إلى لغة إشارة تظهر تبعا في شاشة أمام عينه، تم تصميمها بحيث تظهر الصورة رغم قربها من العين وكأنها على بعد حوالي خمسين سنتيمترا وبالتالي لا تأثر على الرؤية.
وأضاف “يمكن لمن يستخدم هذه النظارة أيضا أن يستفيد من تقنية تساعد على ترجمة الإشارات إلى أصوات تصدر من سماعات موجودة بالنظارة، وهو ما يسمح للأشخاص الأسوياء أيضا بفهم الصم والبكم”.
وبطريقة مشابهة، إذا أراد المستخدم قراءة كتاب، فإن النظارة تستخدم الواقع المعزز لالتقاط الصورة على الصفحة وتحويلها إلى لغة إشارة.

وعلى مدى السنوات الست الماضية، تطور التصميم من مجرد تطبيق على الهاتف المحمول إلى صورته الحالية، لكن محدودية الموارد جعلت نموذجه الأوّلي مجرد نسخة يدوية غير جاهزة للإنتاج.
واعتمد عبدالسلام في وضع الأساس لتصميمه على عدد قليل من المنتجات المتاحة في الولايات المتحدة، لكنه لا يزال يرى أن قدراتها محدودة، مشيرا إلى أن تصميمه يستطيع ترجمة كلمات محدودة إلى لغة إشارة ولا يفهم سوى الأوامر الصوتية باللغة الإنجليزية.
ولفت الطالب المصري إلى أنه “يعمل حاليا على تطوير تصميمه حتى يكون قادرا على الترجمة باللغة المحلية، إلى جانب تزويد النظارة بعدد من القواميس المختلفة نظرا إلى أن لغة الإشارة تختلف من دولة إلى أخرى، بالإضافة إلى الحرص كذلك على تذليل المشاكل التقنية بإيجاد سبيل لتصنيع النظارة في مصنع بدل الطريقة اليدوية المعتمدة في الوقت الراهن”.
ووفقا لتقييم بعض المتخصصين قال بيشوي عماد وهو مترجم بلغة الإشارة، إن “النظارة تعطي إشارات سليمة وستكون قادرة بالفعل على مساعدة الصم وضعاف السمع”.
ويأمل عبدالسلام في أن يتمكن اختراعه من تحسين نوعية الحياة لمن هم في أمسّ الحاجة إليه، مؤكدا أنه يطمح إلى حل مشكلات 466 مليون أصم في العالم، من بينهم تسع ملايين في مصر.
وأشار إلى أنه تمكن من تذليل الكثير من الصعوبات التي وقفت في طريقه في بداية مشروعه بفضل مساعدة عدد من المهندسين والأصدقاء الذين آمنوا به ولرغبتهم في تقديم يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة.