مسرحيات تونسية على المنصات الرقمية

تظاهرة تحاول تجاوز حالة الركود التي عرفها الفن الرابع والعاملون فيه بسبب جائحة كورونا.
الخميس 2021/05/27
مسرح لكل الشرائح

تونس – تتواصل فعاليات أسبوع المسرح التونسي، الذي تنظمه أيام قرطاج المسرحية، إلى غاية 28 مايو الجاري تحت شعار “وين ما تكون المسرح يكون”، مقدمة عروضها افتراضيا لجمهور المسرح.

ولم تشهد الساحة الثقافية التونسية موسما مسرحيا أكثر قتامة من موسم 2019/ 2020 والذي امتدّ حتى السنة الحالية، قاعات هجرها جمهورها وأغلقت أبوابها، وأعمال تكدست دون أن ترى النور على الخشبة، ووضع اقتصادي ومادي حرج وصعب لمختلف العاملين في القطاع والذين يكسبون قوت يومهم من العروض المسرحية التي كانت تنتظم على مدار السنة ومن خلال المهرجانات المحلية والوطنية والدولية التي علّقت إلى أجل غير معلوم.

كلّ هذه العوامل دفعت فريق تنظيم أيام قرطاج المسرحية إلى التفكير في خلق بديل لهذا الرّكود الذي أصاب القطاع الفني عامة والمسرحي بشكل خاص. فكانت الفكرة تنظيم تظاهرة مسرحية بعد تأجيل عدد من التظاهرات في المركز والجهات بسبب الجائحة، لتنتظم فعليا تظاهرة أسبوع المسرح التونسي، ولكنها تأجلت أكثر من مرة، ليتم تنظيمها رقميا.

وحاول “أسبوع المسرح التونسي” إعادة الرّوح إلى المسارح والمسرحيين وخلق حركية مسرحية داخل قاعات العرض العامة والخاصّة المتضرّرة بسبب الإغلاق الذي فرضته الأوضاع الوبائية، وهو ما أثّر سلبا على وضع المسرحيين والتقنيين ومختلف العاملين في القطاع الثّقافي، ومن بين 81 ملفّا تلقتها لجنة التنظيم اختارت لجنة الانتقاء 43 عرضا، منها 37 مسرحية محترفة بمعدّل 11 عرضا موجّها للأطفال والنّاشئة، و26 مسرحية للكبار، و5 مسرحيات هاوية وعرض تنشيطي واحد.

وتستغل التظاهرة المنصّات الرّقمية الحديثة لعرض المسرحيات ومواكبة كل الفعاليات الموازية بتقنية البثّ الحي (Streaming Live) عبر الصفحة الرّسمية لأيام قرطاج المسرحية، فيما لا تقوم التّظاهرة على التّنافس فالهدف ليس التسابق وإنّما خلق متنفّس للهياكل المسرحية لتقدّم أعمالها أمام الجماهير في مختلف قاعات العرض العامة والخاصة الموجودة في تونس العاصمة، إضافة إلى النّقاش حول قضايا تهمّ المسرحيين وورشات مختصة وقد يكون هذا اللّقاء الاستثنائي فرصة للتّفكير في تأسيس محطّة سنوية قارّة للمسرح التّونسي ببرمجة أوسع وإشعاع أكبر.

Thumbnail

ومن بين المسرحيات المشاركة نجد مسرحية “رسائل الحرية” لحافظ خليفة ومسرحية  “خرافة” لأيمن النخيلي ومسرحية “منطق الطير” لنوفل عزارة ومسرحية “آخر فرصة للأمل”  لمنصف وناس ومسرحية “محترمة” لمقداد الممزوغ ومسرحية “غربة” لحمزة بن عون، ومسرحية “طروف” لغازي الزغباني و“اسم الأب” لمروى المناعي و“أوفيليا” لمختار فرجاني.

كما نجد عروض مسرح الدمى منها مسرحية “سوليفان” لحبيبة الجندوبي، وهي عمل “مسرحي عرائسي” يمزج بين الكوريغرافيا والتحريك ليحكي رحلة ذاتية في أعماق امرأة تأخذ الجمهور إلى عالمها الخاص بما فيه من معاناة وصراعات وأحلام وأحاسيس، في هذه الرحلة يتلاحم المزعج المقيت بالشاعري الجميل.

تغادر الفتاة بيت والدها رافضة تزويجها قسرا لتعيش بمفردها، تترك عالمها الطفولي وألعابها لترمي بنفسها في بيئة غريبة عنها تخفي وجهها وراء قناع حمار في إحالة على تلك الحكاية/ الخرافة الفرنسية التي كتبها شارل بيرو بعنوان “جلد حمار”، لكن الفرق بين تلك الخرافة وحكاية الجندوبي يكمن في التعبير عن معاناة المرأة باستخدام الجسد وقطع السوليفان الكبيرة التي يطوّعها الممثلون/ المحركون.

14